Al-Quds Al-Arabi

أسرى فتح وحماس يتدخّلون بقوة في الانتخابات ... الفريق الأول يشترط المشاركة في اختيار المرشحين والثاني عاتب على عدم الاشتراك في القرار

رغم تأكيد قيادة الحركتين في الأسر وقوفها إلى جانب الموقف المعلن

- غزة ـ «القدس العربي» من أشرف الهور:

تظهر التصريحات التي نشــرت خلال الســاعات الـ 48 الماضية، أن هناك تدخلات قوية لأســرى من حركتي فتــح وحماس، في ملف الانتخابــ­ات. ففي الوقت الذي يؤكد فيه مقربون من الأســير مروان البرغوثي القيادي فــي فتح، أنه يطلب بأن يكون له دور في تحديد القائمة، ويرفــض تجاهل دوره، ذكــر تقرير أن الأســير إبراهيم حامد القيادي في حماس، أبدى عتبه على عدم إشــراك الأســرى فــي قــرار حركتــه القاضــي بالمشــارك­ة فــي الانتخابات، رغم أن هذه المواقف لم تتبنها القيادة العليا لأسرى الحركتين.

مقربون من البرغوثي يتحدثون عن التغيير

ففــي داخل أطــر حركة فتــح، يبحث حاليا وبشــكل معمق ملف الانتخابات المقبلة، ويتصدر ملف "تشــكيل القائمــة" بالتشــاور مــع قيــادة الســجون، وبالأخص عضــوي اللجنــة المركزيــة المعتقلــن مــروان البرغوثي وكريم يونس، وذلك لضمان عدم خروج أي من قادة أو أنصار الحركة عن الإجماع الحركي.

وكان رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، أحــد المقربين من البرغوثي، قد قــال إن مروان "لا يرغب في أن يكون رئيســا لقائمة المجلس التشريعي، بل يريد إحداث تغييــرات جوهرية في منظومــة العمل الحركية والوطنية". ونقل عنه موقع "روســيا اليوم" القول "نحن فــي حركة فتح فــإن الهزيمة التي منينا بهــا عام 2006، تركت لدينــا رغبة حقيقية في أن نحقق أغلبية ســاحقة في المجلس التشريعي المقبل"، مبينا أن موقف البرغوثي هو أن يتم تحشيد حركة فتح كلها في إطار قائمة واحدة اســتنادا إلى أســس ومعايير تضمن الفوز "ولا تحكمها المزاجية في من يتــم اختيارهم"، وأن لديه رغبة حقيقية في أن يتم اختيار القائمة عبر آلية ديمقراطية واسعة.

وكشــفت تلك التصريحات، وأخــرى لمقربين آخرين من البرغوثــي، أكدوا خلالهــا مطالبته بالاشــترا­ك في تفاصيــل المشــاورا­ت الفتحاويــ­ة لاختيار المرشــحين، وتلويحــه بتشــكيل قائمة أخــرى، في حال لــم يحدث ذلــك، وذهاب آخريــن إلى الإعــان عن نيته بالترشــح لمنصــب الرئاســة، أن مــروان يريد أن يكون لــه دور في العملية، وأن لديه استفســارا­ت وربمــا اعتراضات على ما يدور فــي كواليس صنع القرار فــي الحركة، وهو ما دفع بحركة فتح لأن توفد عضو لجنتها المركزية حسين الشــيخ للقائــه داخــل معتقلــه، والبحث معــه في ملف الانتخابات بشــكل موسع. ونقل الشــيخ عن البرغوثي تأكيده علــى أهمية "التلاحــم الوطنــي والفتحاوي في هذه المعركة الديمقراطي­ة، وضــرورة العلو فوق الجراح والمصالــح الفئويــة والأنانيــ­ة وإنجــاز قائمــة واحــدة موحدة لحركة فتح بعيدا عن الإقصاء أو التهميش".

ولذلك قال جبريــل الرجوب عضــو اللجنة المركزية لفتح، إن "القائد مــروان البرغوثي جزء أصيل في فتح ولا يقبل أن يترشــح فــي أي قائمة"، مؤكــدا أن حركة فتح "موحدة وستذهب إلى الانتخابات بقائمة موحدة متفق عليهــا". معبرا عن غضبه من بعض التصريحات، طالب الرجــوب بـ "عدم الإســاءة للبرغوثي، من خلال تناقل تصريحات باسمه"، رافضاً ما يصدر عن الإعلام الإسرائيلي بهذا الخصوص.

وتأكيدا على إشــراك قيادة الســجون، كان الشــيخ قد تشــاور أيضا مع عضو اللجنة المركزية كريم يونس الأســير أيضــا لــدى الاحتــال، ووضعــه فــي صورة آخــر التطــورات وتوجهات فتــح في هذا الاســتحقا­ق الديمقراطي المقبل.

وأضــاف "أكدنــا علــى وحــدة الحركة وتماســكها وخوضهــا الانتخابــ­ات واحــدة موحــدة لاســتكمال قيادتها للمشروع الوطني".

وفي السياق، وتأييدا لموقف قيادة حركة فتح، بعث أسرى الحركة في سجون الاحتلال، رسالة خطية إلى قيــادة الحركــة، أكدوا فيهــا دعمهــم و التفافهم حول القيادة الفلســطين­ية ممثلــة بالرئيس محمــود عباس، ودعــوا المواطنين وأبناء الحركة للالتــزام ودعم قائمة فتح في الانتخابات التشــريعي­ة الفلسطينية، ليقطعوا

بذلــك الطريــق علــى أي تكتــات داخل الحركــة تريد اســتغلال اســم الأســرى فــي الانتخابــ­ات البرلمانية المقبلــة. وفهــم مــن الرســالة أن قيادة أســرى الحركة تعترض على أي موقف لأي أســير من الحركة يخالف تعليمات القيادة بشأن الانتخابات.

وكانــت "القــدس العربــي" قــد أكــدت أن هنــاك اتصــالات وتحركات من أجــل عقد لقــاءات أخرى مع البرغوثــي ويونس، لإتمــام كافة الترتيبــا­ت الخاصة بترتيب الأوضــاع لاختيار القائمة التي ستشــارك في الانتخابات البرلمانية.

قيادي أسير من حماس يعاتب

وفي حركة حماس، أشار تقرير صحافي نشره موقع "عربــي 21 " إلى وجــود حالة عتب بين أســرى الحركة لعــدم إشــراكهم فــي المشــاورا­ت التــي ســبقت اتخاذ قرار المشــاركة في الانتخابات، ودفع هــذا الأمر الهيئة القيادية العليا لأســرى حماس في ســجون الاحتلال، لأن تصــدر بيانا، أعلنت فيه اســتهجانه­ا واســتغراب­ها من اســتخدام اســم "أســرى حمــاس" والــزج بهم في وســائل الإعــام، وتصديــر موقــف باســمهم، بأنهم يرفضون المشــاركة في الانتخابات، أو عدم مشاورتهم

فــي الأمر. وأكد البيان أنهم يعتبــرون "جزءا أصيلا من قرار الحركة ومؤسســاته­ا الشورية"، معلنين أنه جرت مشــاورتهم "بشــكل مســتفيض في قرار المشاركة في الانتخابات، وما زلنا في إطار التشاور والتباحث حول مخرجات جلسات الحوار وشكل المشاركة".

وأكد بيان قيادة أســرى حماس، أن من نشر التقرير لم يقم بالاستفســ­ار منهم مطلقا أو التأكد من موقفهم. وشــدد البيان على أنها هي الجســم الوحيد الذي يمثل أسرى حماس داخل سجون الاحتلال. وقالت "تصدير أي موقف باســم أي جهــة أو هيئة أو شــخص خلاف الهيئــة القيادية العليــا فإنه لا يعبر عــن موقف حماس داخــل ســجون الاحتــال الصهيونــي"، مطالبة الجهة التي نشــرت التقرير بالاعتــذا­ر وتوضيح الموقف للرأي العام.

وجاء بعد ان نشــر الموقع رســالة قال إنها موجهة إلــى حركــة حمــاس مــن قبــل الأســير في ســجون الاحتــال إبراهيــم حامــد، الــذي كان مســؤولا عــن الجنــاح العســكري للحركــة فــي الضفة، يقــدم فيها رؤيته لقرار الحركة المشــاركة فــي انتخابات المجلس التشــريعي، ويؤكد فيها أن الانتخابات "لن تكون حلا للأزمة الفلسطينية".

وأشــار التقريــر الذي نشــره موقع "عربــي 21 " إلى ان البيــان الموقع باســم "الهيئة القيادية العليا لأســرى حماس" نفى أن يكون الأســرى قد استثنوا من التشاور بخصــوص قرار المشــاركة فــي الانتخابــ­ات، ولكنه لم ينف صحة الرســالة المنســوبة للمعتقل إبراهيم حامد، بتاريــخ 20 ينايــر/ كانون الثاني الماضــي، أي بعد أكثر من أسبوعين من إعلان رئيس المكتب السياسي لحماس اســماعيل هنية الموافقــة على انتخابات دون اشــتراط التزامن بين انتخابات التشــريعي والرئاســة والمجلس الوطني.

يذكر ان الأسير حامد المعتقل منذ عام 2006، ويقضي حكما بالسجن 54 مؤبدا، بتهمة قيادته لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ومسؤوليته عن عمليات فدائية.

وتتكون رســالة حامــد من 12 بنــدا، جاء فــي أولها حســب الموقــع الــذي نشــرها "أن قــرار المشــاركة في الانتخابــ­ات قرار اســتراتيج­ي وأساســي ويفترض أن يتــم بطريقــة شــورية، وأن يعــرض على أوســع قاعدة ممكنة كما حصل في انتخابات عام 2006 ."

ويضيف "لكن هذا لم يتم، وقد ســمع قطاع السجون بالخبر من الإعــام وتصريحات جبريــل الرجوب، ولا نــدري هل استشــيرت القيادات والوجــوه الميدانية في الضفة الغربية بذلك أم لا".

ورأى ان موضــوع الانتخابــ­ات "ليــس هــو المدخــل الصحيح لمعالجة الوضع الفلسطيني، لا من ناحية إنهاء الانقسام، ولا من ناحية مواجهة صفقة القرن".

ويقول في البند الثالث من رسالته "لقد كانت نتيجة الانتخابات في عام 2006 عمليا هي السبب في الانقسام الحالي، بسبب عدم قبول حركة فتح بالتعامل الإيجابي مع نتائجهــا، وإن الانتخابــ­ات الحالية لــن تختلف عن سابقتها، بغض النظر عن سيناريوهات النتائج".

ويقــول إن "هــدف حركة فتــح ومحمــود عباس من الانتخابات هو تجديد شرعية عباس وإضعاف شرعية حماس التــي حصلت عليها في انتخابــات 2006، وهنا يكمن تخوف آخر وهو ألا تتــم أصلا انتخابات نزيهة". وأضــاف "إذا كانــت المصالحــة تتطلــب دفــع أثمــان سياســية، فيجب ألا يكون الثمن الذي ستدفعه حماس هو التصالح مع البرنامج السياسي لمحمود عباس".

وحســب الموقع فإنه جاء في رســالة حامد "يتحدث اتفــاق القاهــرة عــن انتخابــات منظمــة التحريــر بعد الانتخابات التشــريعي­ة والرئاســي­ة، فهــل جرى نقاش داخــل حمــاس أو علــى المســتوى الوطني عــن طبيعة المنظمة التي نريد؟". وقد تســاءل عن "السياســات غير الوطنيــة والقــرارا­ت والاعترافـ­ـات المنحرفــة منــذ عام 1974؟" وما وصفها بـ "القيود" التي تحكم المنظمة.

ويقــول "مــا حاجتنا لــكل هــذا العبء؟ هــل نريد أن نحكــم أم نريــد أن نحرر: أيــن هي المهمــة المركزية؟ وما هي الصيغ التنظيمية المناســبة لهــذه الأمور؟". لكن بدا واضحا أن موقف الأســير حامد، هو موقف شخصي، ليس هــو الموقف الــذي تبنته قيادة حركــة حماس في السجون، التي أعلنت مشاورتها في الملف.

 ??  ?? عضوا اللجنة المركزية لحركة فتح المعتقلان مروان البرغوثي وكريم يونس
عضوا اللجنة المركزية لحركة فتح المعتقلان مروان البرغوثي وكريم يونس

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom