Al-Quds Al-Arabi

عشرات القتلى جراء تصعيد الحوثيين في محاولة لمحاصرة مدينة مأرب في الشمال

«أنصار الله» يؤكدون استهداف مطار «أبها» والتحالف يعلن تدمير طائرتين مسيرتين

- لندن ـ «القدس العربي» ـ وكالات:

كثف الحوثيــون في اليمــن هجماتهم لفرض حصار على مدينة مأرب، آخر المعاقل التي تسيطر عليها قــوات مواليــة للحكومة المعتــرف بها في الشمال تمهيداً لمحاولة اقتحامها، في معارك عنيفة خلّفت عشــرات القتلى من الطرفين في الساعات الماضية. وأفاد مسؤولان عسكريان على الأقل في القوات الموالية للحكومة الأحد إنّ الحوثيين دفعوا بـ«أعداد كبيرة» من المقاتلين وشــّنوا هجمات من عدة جهات على مــأرب الاســترات­يجية والغنية بالنفط في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأشــار المصدران إلــى مقتل 16 مــن القوات الحكوميــة وإصابة 21، بينما ســقط «عشــرات القتلى» في صفوف الحوثيين الذين لا يكشــفون عــادة عــن الخســائر. كذلــك تم «أســر 20 من المهاجمــن». وقال مســؤول إن الحوثيين تمكّنوا خلال هــذه المعارك مــن قطع خطــوط إمداد في مديريــة العبدية علــى بعد حوالــي 50 كيلومتراً جنوب مــأرب «تمهيــداً لإســقاطها بالتزامن مع هجمات أخرى ينفذونهــا». وأضاف: «الهدف هو إطباق الحصار على مأرب.»

حل سياسي

وكانــت المدينة الواقعة على بعــد حوالي 120 كيلومتراً شــرق العاصمة صنعــاء حيث يفرض الحوثيون ســيطرتهم منــذ عــام 2014، تجنّبت الحرب فــي بدايتها، لكن المتمردين يشــنون منذ عام تقريباً هجمات للســيطرة عليها، وقد تكثفت في الأســبوعي­ن الأخيرين. ويســعى الحوثيون للسيطرة على مأرب قبل الدخول في أي محادثات جديدة مع الحكومة المعترف بها، خصوصاً في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، للدفع في اتجاه الحل السياسي.

ومن شأن سيطرة الحوثيين على مأرب توجيه ضربة قوية إلــى الحكومة المدعومــة من تحالف عسكري تقوده السعودية منذ آذار/مارس 2015، إذ إن شــمال اليمن ســيصبح بكاملــه في أيدي المتمردين. ويقول مراقبون إنّ الســلطة ستخسر جزءاً كبيراً من صورتها كنظير مســاو للحوثيين في محادثات السلام.

وتتواصل المعارك وســط غارات مكثفة من قبل التحالف بقيادة الســعودية لمنع ســقوط مأرب. وكان ينظر إلى المدينة على أنها «محمية سعودية» اســتثمرت فيها المملكة بشــكل كبيــر في محاولة لجعلها نقطة الاســتقطا­ب الوحيــدة للأعمال في البلــد الغارق فــي الحرب. وروجت الســعودية للمدينة مع نيتها تحويلها إلى نقطة جذب رئيسية للاستثمارا­ت والمشاريع العمرانية وغيرها.

وتشهد مدينة مأرب حالة استنفار عام مع دعوة القــوات الحكومية القبائل المحليــة لدعمها، وفق ســكان من المنطقة. ودعا أئمة مســاجد في خطبة الجمعــة القبائل للمشــاركة في قتــال الحوثيين ورفد الجبهــات بالغــذاء والمال. لكــن المتحدث باســم الحوثيين، محمد عبد السلام، قال لسكان المدينة إن قواته «لن تقاتل إلا المنخرطين عسكرياً مع العدو الأجنبــي». وتوجه لهم في تغريدة على تويتر مساء السبت قائلاً: «لأهلنا الكرام في مأرب أن يطمئنــوا )...( وعليهم أن يعودوا لرشــدهم ويدركوا أن تحالف العدوان يقاتل بهم لا لهم.»

قصف مطار أبها

والأحد، أعلن التحالف بقيادة الســعودية، في بيان، عن «اعتراض وتدميــر طائرتين دون طيار مفخختين أطلقتهما الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيــران بطريقة ممنهجــة ومتعمدة لاســتهداف المدنيين» في مدينة خميس مشــيط الجنوبية. لكن الحوثيين تبنوا هجوماً جديداً عبر قناة المســيرة المتحدثة باســمهم ضد مطار مدينة أبها القريبة الذي أصابوه الأســبوع الماضي. وفي بيان مقتضب، قال المتحدث العسكري للحوثيين، يحيى ســريع، إن «ســاح الجو المســير )التابع لجماعته( تمكن من اســتهداف مطار أبها الدولي بعد ظهــر اليوم الأحــد بطائرتين نــوع صماد 3 وقاصف كــي 2، وكانت الإصابة دقيقة ». وأضاف: «يأتــي هذا الاســتهدا­ف في إطار الــرد الطبيعي والمشروع على تصعيد العدوان الجوي وحصاره الشــامل على بلدنا» دون تفاصيــل أخرى. فيما أكد بيان صادر عن التحالــف العربي نقلته قناة الإخباريــ­ة الســعودية، أن قواتــه «تمكنت من اعتــراض وتدمير طائرتين مســيرتين مفخختين تم إطلاقهما تجاه منطقة خميس مشــيط، من قبل ميليشيات الحوثي .»

وأضــاف أن «المحاولات الإرهابيــ­ة للطائرات

بدون طيار ممنهجة ومتعمدة لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية .»

إلى ذلــك، قــال المنــدوب الســعودي الدائم لــدى الأمم المتحدة، عبد الله المعلمــي، إن المملكة ستواصل معاملة جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية علــى الرغم مــن قرار الولايــات المتحــدة إلغاء التصنيف. وقــال المعلمي لقناة «الشــرق نيوز» الإخباريــ­ة المملوكة لســعوديين فــي تصريحات

نشرتها بعثة المملكة في الأمم المتحدة على تويتر، الســبت: «ما زلنا نتعامل مع ميليشيات الحوثي على أنهــا منظمة إرهابية، ونتصــدى لتهديداتها بالعمل العســكري». ومع ذلك، انتقد عدة معلقين في وســائل الإعلام التي تســيطر عليها الدولة، أمس الأحــد، القرار الأمريكي وقالوا إنه لن يؤدي إلا لتمادي جماعــة الحوثي المتحالفــ­ة مع إيران والتي صعدت هجماتها على السعودية في الآونة الأخيرة.

وكانــت إدارة بايــدن أعلنــت ســحب الدعم الأمريكــي للســعودية في اليمن وقرّرت شــطب المتمرديــ­ن مــن القائمــة الســوداء للمنظمــات الإرهابية رغم تصاعــد القتال وهجمات بطائرات مســيّرة شــنّها المتمــردو­ن على الســعودية في الأســبوع الأخير. وأســفر النزاع منــذ عام 2014 عن مقتل عشــرات الآلاف ونزوح الملايين، حسب

منظمــات دولية، بينما بات ما يقرب من 80 ٪ من ســكان اليمن البالغ عددهــم 29 مليوناً يعتمدون على المســاعدا­ت في إطار أكبر أزمة إنسانية على مستوى العالم. وقد حذرت وكالات الأمم المتحدة، الجمعة، من أن نصف الأطفال دون سن الخامسة ســيعانون من ســوء التغذية في العام 2021 في اليمن، وقد يموت مئات الآلاف منهم بسبب نقص المساعدات الإنسانية.

 ??  ?? جانب من المعارك الدائرة في مأرب
جانب من المعارك الدائرة في مأرب

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom