Al-Quds Al-Arabi

كيف نهزم «الإمبريالي­ة والإخونج» دون فرسان؟ بعد الإفراج عن «لجين ومحمود» متى يخجل الديكتاتور؟ عندما كنت «إمبرياليا»

-

مؤلم جــدا أن لا يأســف «الديكتاتور العربي» طوال ســنوات، فيرفــض الإفراج عــن «إمرأة» قالــت رأيها مــرة، إلا بعدما يعلنها الرئيس الأمريكي الجديــد جو بايدن، متحدثا عن «الحريات» في العموم، دون حتى ذكر الأسماء.

صورة الســعودية لجين الهذلول، وهي فــي بيتها بعد الإفراج عنها عندما تنشرها محطة «سي أن أن» أسرع وصلة مع «الخجل القومــي». كذلــك صــورة الصبية بعــد الإفراج عنهــا، كما ركزت عليها محطة «الجزيرة» حيث غبار الحرمان والقســوة والغلاظة على جفنيها.

مخجــل أيضا على كل «جنرال» يضع الأوســمة على كتفيه ثم يحتفــظ بمراســل صحافي، مثــل زميلنا في «الجزيــرة» محمود حسين لأربع سنوات خلف القضبان بدون حتى تهمة أو محاكمة أو أي منطق سليم.

لا يوجد ســبب دفع مصر والســعودي­ة في اتجــاه الإفراج عن لجــن ومحمود إلا مجــرد إطلالة عابــرة مقلقة قام بهــا الرئيس بايدن علــى قنوات «بي بي ســي» قائلا إن إدارته ســتهتم بملف حقوق الإنسان والحريات.

تلميحات بايدن

لــم يتكبد زعيم العالم حتى ذكر أســماء فاندفع القوم للأفراج الرمــزي عن زميلــن، بينما يقبع آلاف المعتقلين فــي «بلاد العرب أوطانــي» برمتهــا خلف الشــمس ولا يســتطيعون الوصول إلى صبي القهوة في البيت الأبيض.

لا رحمة ولا شفقة ولا عدل ولا حتى محاكم ولا مخافة الله ولا الشــعب وراء هذا النمط مــن الإفراج. فقط بايــدن وبلينكن وعبر التلميح عن بعد فقط بدون تصريح.

بصراحــة، وحتــى لا أتهم بالتصيــد وإغلاق فمــي «الأردني» كنــت أتمنى حقــا أن نتحدث عن الإصــاح السياســي بعيدا عن أزرار ترامب وبايدن، ونتمنى أن لا نســمع أن من يريد نقاش ملف الحريات في بلدنا هو الوزير انتوني بلينكن، رغم كل الفوارق بين مملكة «رحيمــة» يخطىء العاملون عليها أحيانــا ولا تؤمن بالدم وتلــك الأنظمــة المســتبدة، التي تدفع للســجون أكثر ممــا تدفعه لتطوير لقاح .

حتى أبو شــعرات الجنــرال حفتر تــرك خلفه قبــورا جماعية وأمواتا بقيود بدل الأكفان.

الديكتاتور العربي، هل يشــعر بالخجل الحقيقي يوما؟ بايدن بعــد الإفراج عن لجين اكتفى بكلمتين «إنه أمر صائب». رحمة الله عليك يا صائب عريقات.

كاميرا محطة «المملكة» التي تغطي جلسة البرلمان تركزت على وجه النائب أسامه السواعير، عندما كان زميله في اللجنة المالية يقرأ قرارا.

قبــل ذلك كانت الكاميرات تتابع ما يقوله النائب الشــاب وهو يحذر من «المس بثقافة العشائر الأردنية».

لا أعــرف أحــدا مهتمــا فعــا بالمســاس بالثقافة العشــائري­ة الأصيلــة، لكــن النصيحة قيلــت في ســياق حادثة اعتــداء على «مصنع».

حــوادث الاعتــداء علــى المصانــع والمنشــآت التابعــة للقطاع الخاص تتكرر فــي الأردن كلما «طب الكوز بالجــرة» غير معقول أن نطالب قوات الدرك بوضع مصفحة تحرس كل ورشة عمل أو مكاتب مصانع.

المصانع عليها مســؤولية اجتماعية طبعا، لكن الأستاذ النائب ليس ناطقا باسم العشــائر الأردنية وليس بالضرورة أن طريقته فــي ملاحقة «الإمبريالي­ين في الأردن» تحظى بموافقة الأوســاط العشائرية، لكن صمت أولاد العشائر يعني ضمنيا أن أي شخص يمكنه «تلبيس» العشيرة دوما موقفا أو سلوكا شخصيا... أليس كذلك؟

علــى ســيرة الإمبريالي­ــة. فوجئــت أن رأســي مطلوبــة عنــد مــن يطاردها فــي الكــرة الأرضية، رغم أنــي لا أعرف شــيئا عن الإمبريالي­ين، ولم أصادفهم يوما في حارتنا.

أحد الرفــاق «غضب علي» ســماعيا وبأثر رجعــي وبناء على روايــة منقولــة ولا معنــى لهــا وغير صحيحــة أصلا فقــرر «أن يســحقني» وهو يتوعد - لاحظوا معي - الإخــونج والإمبريال­ية والصهيونية وبسام «إللي هو أنا».

ســعدت شخصيا لأني «مهم للغاية» وتأديب كل تلك الكيانات كونيــا والتصــدي لها يمكــن أن يبــدأ بتوجيه «خيول» تســحق رمــز الإمبريالي­ــة والتوطــن والمحاصصة الأبرز «إللــي هو كمان حضرتي» أولها فــي أطراف عمان الغربيــة وآخرها في صحراء الحسا جنوبي البلاد.

ســمعت ذلــك وأنا للتــو أتابــع برنامجــا خاصا عــن الخيول على «ناشــيونال جيوغرافيك» تلك الفضائيــة المختصة في عالم الحيــوان، وســألت صديقا يتاجر بالخيل: كــم رأس خيل نحتاج لتغطية مساحة جغرافية قد تمتد لـ200 كيلومتر؟

الإجابــة بالقلم والورقة تحدثت عن 250 رأســا على الاقل، كل كيلومتر واحد سيفطس نصفها على الطريق الصحراوي، بسبب العطاء القاتل والشاحنات الآتية من السعودية.

لكن أبو الخيــول المضادة للإمبريالي­ة قــد يواجه مهمة صعبة ومعقدة أصغر تحدياتها عدم وجود عدد كاف من الفرسان لتلك الغزوة .

الرحلة قد تحتاج لخمسة أيام مع سلسلة إسطبلات ومحطات فحص كورونا فــي الدرب والتمويه اللازم على الأقمار الصناعية اللعينة تلك التي تحلب النملــة لصالح الإمبريالي­ة. طبعا في حال التمكن من الإفلات من طيارات «الدرون».

الأهم أقســمت: يا جماعــة الخير لا أعرف أي مفكــر إمبريالي، لكــن والحق يقال أتعاطف مع الإخوان ونفســي ومنى عين أهلي أن أصــادف، ولــو إمبرياليا واحــدا، أمام مخبــز أو صيدلية في عمان، قبل اكتشافي أن الإمبريالي­ة في أطراف الحارة، التي أقيم فيها لا بل في بيتي

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom