Al-Quds Al-Arabi

بالمفتاح الإقليمي وإلغاء «مادة» ومشاركة بايدن... هكذا تعيش إسرائيل مع «الجنايات الدولية» بسلام

- إسحق ليفانون معاريف 2021/2/14

■ أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي حديث العهد، جو بايدن، بأن الولايات المتحدة ستعود لتكون عضواً في مجلس حقوق الإنسان في جنيف. إن عودة الولايات المتحدة الآن إلى المجلس هي خطوة صحيحة ومشبعة بالأمل. من الأفضل القتال في المجلس الإشــكالي من الداخل عوض الإقصاء عنه والسماح لأعدائنا بالعمل فيه كما يشــاءون. تدعي إسرائيل بأن المجلس متحيز ضدها، وأنه عفــن من الداخل لدرجة أنــه لا يوجد ما يمكن البحث عنه فيه. هذا صحيح، ولكن مثلما لا يترك اســتحكام عســكري حتى لو لم يكن متقدماً، لا تترك أيضاً مؤسسة دولية تأتي إلينا بالمشاكل.

لقــد نشــأ المجلــس الحالــي قبل عقــد بقليــل على خرائب لجنة حقوق الإنسان سيئة الصيت والسمعة. أمــل الكثيــرون، بما في ذلك إســرائيل، فــي أن يكون المجلس الجديــد مختلفاً عن ســابقه. وبالفعل، هناك اليوم أمور مشــجعة في مجلس، مثــل مراجعة وضع حقوق الإنســان فــي كل الدول فــي العالــم، الكبيرة والصغيرة على حد ســواء. وهي توضع تحت اختبار المجلــس على مــدى يومين، وتلزم بإصــاح ما ينبغي إصلاحه. كل الدول ملزمة بأن تجتاز اختبار المجلس، وهذا إيجابي. ولكن ثمة أمور سلبية أيضاً.

لقد ورث المجلس مثلاً عن اللجنة موقفاً اســتثنائي­اً تجــاه إســرائيل مــن خــال إبقــاء البنــد المخصص لإســرائيل فقط، ما يشكل تمييزاً ضدنا مقارنة بباقي أمم العالم.

أعلنــت الولايات المتحدة، إلــى جانب بيان عودتها

إلى المنظمة، بأنها ســتعمل على إصلاح التشــويها­ت فيه. وهذه مهمة فيها تحدٍ سيتطلب الكثير من الجهود والمثابرة ضد الساعين إلى الإضرار بنا ممن يفضلون إبقــاء إســرائيل فــي قفص الاتهــام بشــكل دائم. إن مصلحة إســرائيل هي مســاعدة الولايات المتحدة في هذا الكفاح. فقوة عظمى مثل الولايات المتحدة يمكنها أن تتصدر خطوة كبيرة لإصلاح حقيقي.

أمــران فــي المجلــس، إذا مــا أصلحا سيســمحان لإســرائيل بالتعايش معه بســام. الأول إلغاء المادة التي تميز ضد إسرائيل، إذ لا يوجد مثيل لها تجاه أي دولة أخرى، وليس لها مبرر أخلاقي.

الثانــي، هو إلغاء الطريقة المتبعة اليوم، وبموجبها يتــم اختيار الــدول الأعضاء في المجلــس وفقاً لمفتاح إقليمــي، وتفضل عليهــا الدول التي ليس لها ســجل مثبــت في مجال حقوق الإنســان، واجتــازت بنجاح الفحص الذي ذكرنا أن المجلــس ينفذه على كل دولة. وهكــذا لا تدخل إلى المجلــس دول يكون فيها الحفاظ علــى حقــوق الإنســان صفرياً مثــل ســوريا وإيران وغيرهما.

فــي الوقــت الذي نشــهد فيــه القرار غيــر المعقول ظاهــراً لمحكمــة الجنايــات في لاهــاي، والــذي يميز ضد إســرائيل مقارنة بباقــي أمم العالم، وفي الوقت الــذي تزور فيــه وكالة غــوث الاجئين الفلســطين­يين «الأونــروا» الحقائــق وتعطــي مــأوى للإرهاب ضد إســرائيل، فإن مهمــة الولايــات المتحــدة للعمل على إصــاح الآلية العليلة في مجلس حقوق الإنســان في جنيف، تصبح ذات أولوية عليا.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom