Al-Quds Al-Arabi

إيران تجدد رفض خروج ميليشياتها من سوريا وتتوعد «برد حازم على إسرائيل»

- دمشق – «القدس العربي» من هبة محمد:

حذر كبير مســاعدي وزيــر الخارجية الإيراني علي أصغر حاجــي، الأحد، إســرائيل من مواجهة رد حاســم «في حال تجاوزت الخطوط الحمراء،» مؤكدًا في تصريحــات لوكالة إعلام روســية بأن «وجود إيران في سوريا سيستمر طالما بقيت رغبة الحكومة والشعب السوري بوجودها .»

وتعليقــاً على الضربات الإســرائي­لية المتكررة على المعسكرات الإيرانية وميليشياته­ا، قال أصغر حاجــي إن «طبيعة الكيان الصهيوني منذ نشــأته طبيعيــة عدائية وقمعيــة في المنطقــة، وهذا كان ســلوكهم ضد الشــعب الفلســطين­ي وضد الدول المجاورة»، مضيفــًا أنه «في الوقــت الذي تحارب فيه الحكومة الســورية الإرهابي، تساعد إسرائيل الإرهابيين .»

وقــال إن هــدف التواجد الإيراني في ســوريا هو «مكافحة داعش والكيانــا­ت الإرهابية، لكن إذا أراد الكيــان الصهيوني تجــاوز الخطوط الحمراء ســيواجه برد حاســم يندمه على تصرفاته هذه .» وحول خــروج إيران من ســوريا، قال المســؤول البارز «إيران لم تتسلم أي رســالة لخروج قواتها من ســوريا، نحن متواجدون بطلــب من الحكومة الســورية، ووجودنا استشــاري عسكري، سوف يســتمر طــوال الفترة التــي يرغب فيها الشــعب والحكومــة الســورية». وأضاف «الذيــن عليهم مغادرة ســوريا هم من جاؤوا بصورة غير شرعية واحتلــوا أراضيهــا، هؤلاء هــم مــن عليهم ترك الأراضي الســورية»، مؤكدا أن «المناطق السورية لا بد أن تكون تحت الســيادة السورية والحكومة السورية التي تتبنى استتباب الأمن فيها.»

ويرى مراقبون أن تنازل إيران عن تواجدها في سوريا أمر بالغ الصعوبة، إذ أنها لن تتنازل عن هذا التواجــد الذي تجني من خلاله ثمار ما قامت به في السنوات السابقة.

البرلماني العراقي الســابق د.عمر عبد الســتار اعتبر أن توقيــت هذه التصريحــا­ت لافت «ولكن أن تأتي في هــذا اليوم، فهي بالتأكيد تنســجم مع رفع الســقف الــذي تقوم به إيران ضد سياســات بايــدن، إذ أن الأخيــر لا يلتفت إلــى موضوع رفع العقوبات والعودة للنووي بقدر اهتمامه بتشكيل ضبط إسرائيلي للقوة العسكرية في المنطقة بعدما اختلــت في عهد ترامب، وأيضــاً يحاول أن يناقش الأمر مع حلفاء الولايات ســواء فــي المنطقة أو في أوروبا، لبحــث آلية التعامل مع إيران وكأن النقطة الرئيسية عند بادين هي ..جزرة لإيران غير مكلفة على بادين، وعصا لإيران مكلفة على إيران.»

وأضاف الخبير بالعلاقــا­ت الدولية في حديثه مــع «القدس العربــي »، أن إيران تصعد سياســيًا وعســكريًا «باليمن وســوريا وبالملــف النووي، وحسب تصريحاتها الرســمية فإن شباط سيكون موعد رفض البروتوكول الاضافي وطرد المفتشــن الدوليين ومن هنا يقول ظريف إن النافذة المفتوحة أمام بايــدن وقتها قصيــر لكن الأخيــر فعلياً غير مستعجل .»

هناك ترجمة ثانية لهــذا التصريح وفق د.عمر عبد الستار، حيث ســبقته زيارة رئيس البرلمان الإيراني إلى موســكو، واســتدرك المتحدث قائلاً «أي تغيــر بالمزاج أو الموقف الروســي من إيران سينجلي وراءه غبار تحرك السياسة الخارجية الأمريكيــ­ة في المنطقة». وأضــاف، لا يمكن إغفال موعد مؤتمــر سوتشــي المقرر بعــد يومين، بين أطراف أســتانا وربما هي رســالة بهذا الاتجاه، ولســان حال إيران يقول وجودنــا بالخارج هو عمق اســتراتيج­ي لنا. كما أبدى المتحدث اعتقاده أن تأتــي التصريحات في إطار ضبابية المشــهد الســوري حيث قــال «الوضع في ســوريا لا أحد يدري إلــى أين ســوف يتجه، وربما هنــا القلق الإيران الأكبر، فهي لا تمتلك حاضنة داخل سوريا فالعلويون ليســوا اثني عشــريين، ولا يحبون الإســام السياســي، والنظام لم يحسم الوضع عســكريا، فهناك 20 في المئة لقســد، و20 في المئة لتركيــا والبقية للــروس، فما هــي المنطقة التي تحتلها إيران في ســوريا.. فالأخيرة تنتشــر في قواعد عسكرية لبشار الأسد، ولا يوجد متر مربع واحد محتل بشكل خالص من قبل ايران.»

واعتقد الخبير بالشــؤون الإيرانية أن مستقبل إيران «يعتمد على بشــار، فحاضنتــه لم تعد تقبل بالجوع بســبب سياســات بشــار وقانون قيصر وبالتالي فإنهم يعتبرون أن بشــار الأسد قد أفسد العقد غير الرسمي السائد في زمن حافظ الاسد وهو الحكومة وتوفر الخدمات مقابل الهدوء السياسي، فهل ســيثور العلويون وينقســم الســوريون بين إيران وروســيا» وأضاف «كل هذه الخيارات تبقى واردة بقدر قدرة بشار على المواجهة.»

ومــن زاوية أخرى، اعتبر الخبير في الشــؤون الإيرانية د.علاء السعيد بأن هذا التصريح يستمد أهميتــه من حيث تزامنه مــع تصريح رئيس غرفة التجارة الإيرانية السورية «كـيـــوان كاشفي» حيث كشف عن وجود مشاكل أساسية في التجارة مع ســوريا، فيما يخص الشــحن والنقل. وتحدث «كاشــفي» عن عدم وجود حدود برية مشتركة مع العراق ما جعل النقل متعــذراً حالياً «لعدة قضايا، وقد «تقرر تسير حط ملاحي بحري من بندر عباس إلى اللاذقية بواقع مرة واحدة في الشهر.»

 ??  ?? أفراد من الطائفة الدرزية يرفعون العلم السوري والدرزي خلال مسيرة أمس في قرية مجدل شمس في الجولان المحتل احتجاجا على قانون الضم الإسرائيلي للهضبة عام 1981
أفراد من الطائفة الدرزية يرفعون العلم السوري والدرزي خلال مسيرة أمس في قرية مجدل شمس في الجولان المحتل احتجاجا على قانون الضم الإسرائيلي للهضبة عام 1981

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom