«القدس العربي» تسائل أحوال الشعر العربي في سلسلة تحقيقات أسبوعية
تشــرع «القــدس العربي» ابتداءً من الســبت المقبل، في نشــر سلســلة مــن التحقيقــات الأســبوعية تحــت عنــوان «شــعرنا المعاصر.. إلى أين؟» إذ تســائل أحوال الشعر العربي الراهن في شــتى تحوّلاته المضمونيــة أو الفنّية، على صعــد اللغة والإيقاع والتخييل والبناء النصي والرؤية للعالم، وتستدعي لهذه الغاية ثلاثة ممثّلين ممن لهم خبرة واطلاع على المشهد الشعري في هذا البلد العربي، أو ذاك من نقّاد ودارســن أكاديميّين وشــعراء من مختلف الأعمــار والحساســيّات والرؤى. يتقاطع في الســؤال مــا هو فنــي وجمالي مخصوص ومــا هو ثقافــي مؤثّر في نحو
من الأنحاء: ما هو المســار النوعيّ الذي قطعه شــعر البلد وشهد عبره سلســلة من التحــولات والقطائــع؟ ما هــو دور الأصوات والحساســيات الجديــدة فــي هــذا التحــوّل، بما فــي الصوت النســوي؟ كيف انتهــت القصيــدة العربية مــن الطــول والبناء المركّب إلى أشــكال خاصة تتميز بالتكثيف والقصر والتشذير؟ مــا موقع قصيــدة النثــر في حفــز الحركــة الشــعرية الجديدة ومناصرتها؟ هــل انتهى زمن المعضلات الكبرى التي تســتدعي صورة الشاعر الرائي والنبي، وانتقلنا إلى زمن الشاعر المعزول والمنذور لنصّ لا يقول إلا ذاته، قياسًــا إلى حالة اليأس المتنامي من الوضع السياســي العامّ؟ هل ما زال نقد الشــعر نشيطًا كما كان فــي عهــد المعارك والســجالات الأدبيــة؟ أم عــرف تراجُعًا،
وبالتالي ترك الوسط الشعري لكلّ صنوف «النقد»؟ هل ما زالت المراكــز التقليديــة )القاهرة، بغــداد، بيروت( تتحكم بمؤسســة الشــعر؟ أم ظهرت أطراف جديدة غيــرت قواعد اللعبة؟ أيّ تأثير لوسائل الميديا أو مواقع التواصل الاجتماعي في أوضاع الشعر المعاصر؟ هل يمكن الحديث عن أزمة هذا الشعر بالنظر إلى تراجع دوره الذي أخلاه لغيره من الفنون، وانسحابه من حلبة الصراع الفكري والأيديولوجي؟ إنّه سؤال مركّب وإشكالي، لكن طرحه، في ضوء متغيّرات تاريخية وسوسيوثقافية، ومتطلّبات جمالية وتوثيقية صــرف، ليس ترفاً زائداً، بل بــات ضرورة. وعلى هذا الأساس، قرّرت «القدس العربي» أن تحتضن السؤال وتتقاسمه مع قرّائها.