Al-Quds Al-Arabi

تعقيبا على مقال د. ابتهال الخطيب: من العدم وإليه

-

ضربة الحظ

جميل أن د. ابتهال قــد ذكرت «ضربة الحــظ البيولوجية» التي «ميزتني عن غيري من البشر في هذه الحياة» والأهم من هذا التمييز حقاً هو أن ضربة الحظ هذه أعطتنا الحياة نفسها مقابل العدم الذي تسبح في ملكوته مليارات ممن لم يحالفهم هذا الحظ، وهو ما يطلق عليه ريتشارد داوكنز «يانصيب الحياة»

ولــو نظرنا بتــأن ووعي كاف لهذه المســألة لعرفنــا كيف نضع للأشــياء قيمتها الحقيقية وغير المبالغ بها فــي رحلتنا القصيرة في عالم الحياة قبل أن نعود لنسبح مع تلك المليارات في محيطات العدم من جديد. د. همدان دماج

التصور المبهم

لم أســتوعب هذا التصــور المبهم من كاتبة حداثيــة متنورة عن الحياة بعد الموت بتعابير تحمل مغالطات بينة من قبيل:

)العدم البارد الآتي سيكون مريحاً بشكل نهائي، هدوء بارد أزلي، يأخذنا إلى راحة…(.

بينما الحقائق العلمية تثبث أن بعد المـــوت تتحـــلل أجسـادنا إلى العناصـر المكـونة الأصلية من كربـون وأكسـجين، هيدروجين، نيتروجين، كالسيوم وفوسفور لتندمج في مكونات الأرض، وتستمر دورة الحياة علــى كوكبنا كما كانت عليه منذ ملايين الســنين وفق مبدأ:

)لا شيء يندثر ولا شيء يظهر من عدم بـل كل شـيء يتـشكل(. محمود الصباح

علاج الهرم

كان الناس دائماً يحلمون بالخلود، واستمرت هذه الأحلام حتى نهاية القرن العشــرين، ففــي أواخر القرن العشــرين حدثت ثورة كبيرة في رحلة البحث عن ســر الخلود، وصــرف العلماء مليارات الدولارات على مشــاريع تهدف لإطالة عمر الإنســان وعلاج الهرم، والشيخوخة أو محاولة الخلود.

ولكن أخيراً كل هذه التجارب باءت بالفشل، لم تنجح أي تجربة، حتى يئس العلماء من هذه التجــارب وصرحوا أنه لا علاج للموت أبداً. كيف خرجوا بهذه النتيجة؟ بعــد تجارب كثيرة وأبحــاث كثيرة تبين لهــم أن داخل كل خلية برنامجا يشــبه برنامج الكمبيوتــ­ر )برنامج دقيق جــداً( يختص بالموت، فكل واحد منا في جســده تريليونات الخلايا، وقد أودع الله تعالى فيها نظاماً يتحكم بتطور هذه الخلية منذ خلقها وحتى لحظة موتها. الكروي داود - النرويج

الساعة البيولوجية

إن خضنا فــي موضوع كهــذا - برأيي - يجب علينــا أن نكون مســلحين بدراســات علمية أدق، وإلا فســنصبح نخوض في عالم الفرضيات، وعالم الفرضيات للأسف – في رأيي – أخر تقدم العرب وجعلهم يتبوأون مراتبهم الحالية والتي لا يحسدون عليها.

أغلبية الأشــخاص الذين أعمارهم في الثمانينيا­ت في الغرب في صحة جيدة، وبعضهم في رشاقة من هم في الستين.

العلم يقول إن سبب شــيخوختنا يعود للساعة البيولوجية في داخلنا، عند التوصل لإيقاف العداد ســيكون للإنسان الاختيار كم سنة يود العيش.

يقولــون إن عــدم تجدد خلايا الجســم بالطريقــة العادية عند الشيخوخة هو السبب، لا أدري، لكني أظنهم في الطريق. عبد الكريم البيضاوي

حقيقة فيزيائية

المادة لا تفنى ولا تستحدث هي حقيقة فيزيائية كونية. إذن العدم نســبي، لكن ينتقل الإنســان بعد وفاته إلى مراحل أخرى مختلفة تماما عن هذه الحياة، هي بعد البرزخ ووفقا للرؤية القرآنية، مرحلة الحساب وعدم الاختيار.

في الحيــاة الدنيــا، الخيارات مفتوحــة، بما فيها ظلــم النفس

والآخرين والبطش والظلم والطغيان والكذب وادعاء الجهل وعدم تحمل المسؤولية!، لكن كل هذا لا ينطبق على الآخرة.

هدى

كائنات فضائية

الذي يقلقنا ســيدتي الكريمة ليس ســالة الهوموسيبي­ان التي أشــرت أنها معروفة بعنفها ووحشــيتها، ما إن تلاقي جنســا آخر إلا وقضت عليــه، أو في أحســن الظروف اســتعبدته، بل الخوف كل الخــوف من هذه الشــهادات المحيرة لعلماء الكــون عن زيارات خفية متكررة لكائنــات فضائية للأرض، وافتراض مراقبتهم لنا عن بعد، وتفوقهم الكبير عنا فــي امتلاك تكنولوجيا جد متطورة، فرغم التطمينات التي تصدر عن هؤلاء العلماء أننا في نظر هذه الكائنات الكونية فائقة الذكاء مجرد مخلوقات ضعيفة لا تشكل خطرا عليهم، وأننا في نظرهم شــعوب بدائية لا تســتحق غير الشــفقة أو عدم المبــالاة، لكن يبقى الإحتمــال واردا أن يوما ما تقــرر هذه الكائنات الفضائية أننا البشر لسنا أهلا لامتلاك حق التصرف وفق تطلعاتنا، ليدفعهم ذلك للتدخل لحســم الموقف لصالح قناعاتهم هم الكائنات الفضائية!

حبذا لو تشــرفنا الدكتورة الخطيب بمقال فــي هذا المضمار علها تجيب عن بعض هذه التساؤلات والتحديات وأيضا التخوفات التي تساورنا. عابر سبيل

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom