حزب مغربي معارض: الحكومة دفعت قطاعات نحو الإفلاس
يُنتظر أن يتوصل المغرب اليوم بشــحنة جديدة من لقاح «سينوفارم» الصيني، فيما يرتقب وصول الدفعة الثالثة من لقاح «أسترازنيكا» البريطاني السويدي من الهند قبل نهاية الأسبوع الحالي.
وأعلنــت وزارة الصحة المغربية أن المســتفيدين الأوائل من اللقاح ســيجري تطعيمهم بالحقنة الثانية بداية من يوم الجمعة المقبل. وكشفت صحيفة «الأحداث المغربية» في عدد أمس الاثنين، أن باقي الجرعات من لقاح «أسترازنيكا» وهي 10 ملايين جرعة، سيتســلمها المغرب على شــكل دفعات: 4 ملايين، و4 ملايين أخــرى، ثم مليونان في حدود نهاية آذار/ مارس المقبل. وأوضحت أن 5 ملايين جرعة إضافية من اللقاح نفسه ســيتوصل بها المغرب من الهند بين نهاية آذار/مارس وبداية نيسان/ أبريل المقبلين. وبذلك ستكون الهند، المصنعة للقاح “أســترازنيكا”، قد وفــت بالتزاماتها تجــاه المملكة المغربية، تضيف الجريدة.
شحنة جديدة من اللقاح الصيني
في الســياق نفســه، ذكرت صحيفة «لكــم» الإلكترونية أنه مــن المنتظر أن يتوصل المغرب، اليوم الثلاثاء، بشــحنة جديدة من لقــاح «ســينوفارم» الصيني المضــاد لفيروس كورونا، وأعلنت أن طائرة تابعــة للخطوط الملكية المغربية اتجهت صباح أمس الاثنين، إلى بكين لجلب دفعة جديدة من لقاح «ســينوفارم» موضحة أن الشحنة الجديدة من اللقاح الصيني ستكون أكبر من نظيرتها التي توصل بها المغرب في 26 كانون الثاني/ ينايــر الماضي، والتي لم تتجاوز 500 ألف جرعة.
ويــزاوج المغرب بين لقــاح «أســترازنيكا« الهندي الذي توصل منه بحوالــي 6 مليون جرعة، ولقاح «ســينوفارم» الصيني، في تطعيــم مواطنيه، حيث يطمــح لتلقيح 80 في المائة من ساكنته البالغة 18 سنة فما فوق.
وكانــت الحكومة قد أعلنــت في وقت ســابق، أنها قامت باقتناء 65 مليون جرعة من لقاحي “ســينوفارم” الصيني و”أســترازنيكا” الهندي لتلقيح حوالي 33 مليون شــخص ضد «كوفيد-19».
ولحــد الآن، توصل المغــرب بـ6 ملايين جرعــة من لقاح أســترازنيكا» البريطاني قادمة من مصنع في الهند، ستمكن من تلقيح 3 ملايين مســتفيد؛ وجمعت الرباط ببكين المصنعة للقاح «ســينوفارم» اتفاقية رســمية للتجارب الســريرية، وأبرمت اتفاقية معها ليكون من البلدان الأولى المستفيدة من اللقاح. أما بخصوص ســير عملية التطعيم، فقد أعلن مساء أول أمــس الأحد عن تلقيح مليون و388 ألفاً و539 شــخصاً، ويرتقــب أن يرتفــع العدد بشــكل لافت بعــد توصل البلاد ببقية الشحنات من «ســينوفارم» و«أســترازنيكا» وبذلك يتصدر المغرب الدول الإفريقية من حيث عدد المستفيدين من التطعيم، خاصة وقد جرى توســيع عملية التطعيم لتشمل فئات عمريــة إضافية، وهو ما انعكــس بالإيجاب على عدد المستفيدين من اللقاح يومياً، فبعدما كان العدد في حدود 56 ألف تطعيم، ارتفع ليصل إلى 276 ألفاً. ويسعى المغرب جاهداً إلى استكمال عملية التطعيم في فترة تتراوح بين 3 و5 أشهر، في أفق تأمين مناعة جماعية، والعودة إلى الحياة الطبيعية.
وأصــدر حــزب «الأصالة والمعاصــرة» المعــارض بياناً أثنــى فيه على «الفعالية والنجاعة» التــي ما فتئت تدبر بها الســلطات العمومية حملة التطعيم ضد فيروس «كوفيد 19 » داعياً إلى الانتباه إلى بعض جوانب النقص التي قد تعتري هذه العملية الوطنية المصيرية، سواء على مستوى ضرورة
مراعاة العدالة المجالية في عملية التطعيم )أي أن تشمل كافة المناطق( وكذلــك الانتباه إلى عدم إغفــال تلقيح العديد من الُمسِنّين الساكنين في أقاصي الجبال والقرى.
إشادة بروح التضامن
وفي سياق مواجهة المغرب لتداعيات كورونا، أكد الحزب المذكــور في بيانه أنــه، وهو يذكّــر بالدور الحاســم الذي لعبته التوجيهات والإشــراف المباشر للعاهل المغربي محمد الســادس في مواجهة أزمة هــذه الجائحــة، وكذلك بروح التضامــن والتآزر والتآخي التي عبّر عنها الشــعب المغربي بكل مكوناته في بدايــة الجائحة، مما أثمر صمود العديد من القطاعات؛ فإنه يعبّر اليوم عن أســفه الشــديد من تسبب الحكومة في تبديد هذا الرصيد التضامني المهم، ودفع الكثير مــن القطاعات نحو الاحتضار، نتيجــة عجزها عن مواصلة التعبئة والتحلي باليقظة اللازمة؛ بل إنها لم تقم حتى بتنفيذ التوجيهــات الملكية الداعيــة إلى إعادة ترتيــب الأولويات وفق الجائحة، من أجل إنعــاش الاقتصاد المغربي ومعالجة الانعكاسات الاجتماعية. وانتقد «الأصالة والمعاصرة» بطء الوتيرة التي تســير بهــا الحكومة في تنفيذ القــرار الملكي القاضي بإحداث «صندوق الاستثمار الاستراتيجي» معتبراً ذلك دليلاً على التراخي غير المفهوم.
أما بخصوص الأصداء الدوليــة لحملة التطعيم الجارية في المغــرب، فأكد عــدد من المواقــع والمنصــات الإخبارية الإســبانية أن هذا البلد كان، بحق، أول دولة إفريقية تطلق حملة التطعيم ضد فيروس )كوفيد 19( من بين الدول الأولى في العالم التي وضعت استراتيجية استباقية جريئة ورائدة لتحصين مواطنيها ضد تأثيرات هذا الفيروس الفتاك. وقالت كل مــن البوابة الإخبارية الإســبانية «تربونا ليبري. أنفو» و»الاس ريبوبليكاس. كوم» إن اســتراتيجية التطعيم التي أطلقها المغرب منذ أســبوعين تقريباً، بدأت تعطي ثمارها، إذ جرى تطعيم حتى الآن أكثر من مليون شــخص في أكثر من ثلاثــة آلاف وحدة متخصصة تم توفيرها للســكان من أجل ضمان التنظيم السليم والناجح لهذه العملية.
وأضاف الموقعــان الإخباريان أنه تم في إطار هذه الحملة اســتنفار جميع الإدارات المعنية وهيئات ومنظمات المجتمع المدني من أجل ضمان النجاح لحملــة التطعيم هذه. وأكدت وسائل الإعلام الإســبانية أنه «في الوقت الذي لم تجد فيه بعض الدول المجاورة الأخرى الطريق لتحصين سكانها ضد الوباء، وصلت المملكة المغربية بالفعل إلى سرعتها القصوى وتعتزم تطعيم 80 في المئة من سكانها.»
على صعيد النضال النقابي، أعلن أطباء القطاع العام عن تواصلهم بشكل رسمي مع وزارة الصحة، حول الإشكاليات والنقائص التي طفت على الســطح مؤخــراً في تدبير حملة التطعيم. وأوضحت «النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام» في بيان أورده موقع «لكم» أن الحوار مع الوزارة خلص إلى العودة إلى التوقيت الرســمي والقانونــي للعمل ابتداء من أمس الإثنين.
مراكز التطعيم
وأشــار أطبــاء القطاع العام إلــى أن الحوار مــع وزارة الصحة أســفر أيضاً عن التعويض المادي للعاملين في مراكز التطعيم، أيام الســبت، إضافة إلى اعتماد نظام للتناوب بين فرق التطعيم لتجنب إرهــاق البعض فقط. وأضافت النقابة أن الوزارة قررت رفع ميزانية التغذية من أجل توفير وجبات ذات جودة كماً وكيفــاً، وكذا تعزيز التواصل مع العاملين في القطاع الصحي حول كل القرارات، ومرافقتهم في كل المشاكل المطروحة في وحدات التطعيم.
فــي ما يتعلق بمســتجدات الحالة الوبائيــة في المغرب، كشــفت وزارة الصحة، مســاء أول أمس، عن تسجيل 339 إصابة مؤكدة جديدة بفيروس «كورونا» خلال 24 ســاعة، ليرتفع العــدد الإجمالي للمصابين بالفيــروس إلى 478474 حالة في المغرب.
ووفق المصــدر ذاته، فإن مجموع الفحوص المنجزة، عقب إجــراء 7779 فحصاً خلال المدة نفســها، قد بلــغ 5045830 منذ بداية انتشــار الفيروس على مستوى البلاد في 2 آذار/ مارس من العام الماضي. كما أفادت المعطيات الرســمية بأن الفترة نفسها عرفت تســجيل 17 وفاة جديدة، ليصل العدد إلى 8477. وجرى التأكد من 348 حالة شــفاء إضافية ليبلغ إجمالــي التعافــي 458852. وبلغ عدد الحــالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة في أقســام الإنعــاش والعناية المركزة المسجلة خلال 24 ساعة 29 حالة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 472 حالة، أما معدل ملء أسرة الإنعاش الخاصة بـ)كوفيد-19( فقد بلغ 15 في المئة.