Al-Quds Al-Arabi

حزب جزائري معارض يتهم أطرافا بشن حملة تشويه ضده بعد لقاء قيادته الرئيس تبون

- الجزائر «القدسالعرب­ي» من رضا شنوف:

انتقد قيادي في جبهة القوى الاشــتراك­ية المعارضة في الجزائر ما وصفها بحملة التشــهير والتشويه التي يتعرض لها حزبهم، بعد لقاء قيادته الرئيس عبد المجيد تبون، وذلك إطار المشــاورا­ت السياســية مع الأحــزاب التي أطلقها بعد عودته من رحلتــه العلاجية في ألمانيا، وتســبق الإعلان المرتقب عن حل البرلمان لإجراء انتخابات تشريعية مسبقة، وتغيير حكومي وشيك.

وقال القيادي حكيم بلحســل الذي كان رفقة الأمين الوطني الأول للحزب يوســف أوشــيش، خلال لقاء تبون، إن حزبهــم اعتاد «أن يكون هدفاً.. لعصب من مختلف المشــارب، وســتعرف جبهة القوى الاشــتراك­ية، كالعــادة، كيفية مواجهــة هذه الحملــة الجديدة من التشويه والتشهير.» وتســاءل عضو الهيئة الرئاسي لجبهة القوى الاشــتراك­ية «الأفافاس» المعارض، في منشــور له على حسابه على موقع «فيســبوك» عن «الجريمة التي لا تُغتفر ولا توصف والتي كان من الممكن أن ترتكبها جبهة القوى الاشــتراك­ية لتســتحق» كل هذه الهجمات.

وكانت انتقادات واسعة وجهت للحزب بعد لقاء قيادته مع الرئيس تبون، واعتبر قطــاع من المنتقدين أن ما أقدمــوا عليه يعد انقلاباً من الحزب على مواقفه السابقة، لأن شروط الحوار، حسبهم، غير متوفرة حالياً. واعتبر بلحسل في منشــوره أن خطوتهم أزعجت من وصفهم بـ»المروجين والمدافعين عن الجمود السياســي في البلاد» وشدد على

أن الحوار «يجب أن يهم كل الأطراف التي يمكنها ويجب عليها أن تلعب دوراً حاســماً في بناء تفاهم سياسي تاريخي لإنقاذ الدولة الجزائرية من الانهيــار». وأوضح أنه خــال الاجتماع مع الرئيــس، قد جددوا مطالبهم الأساسية والمبدئية المتعلقة بحوار حقيقي وهادئ «كما دأبت عليه جبهة القوى الاشــتراك­ية فــي كل مبادراتها من أجل الخروج من الأزمة التي رفعتها إلى السلطات المتعاقبة».

وأكد القيادي في حزب «الأفافاس» أنهم سيواصلون في مساعيهم بالمطالبة «لخروج منسق وسلمي من الأزمة بعيداً عن السيناريوه­ات المظلمة للمغامرين مــن جميع الأطياف» وأضاف بأن حزبهم لن «يقدم أي تنازل أو خرق لقيمه الأساسية».

وكان الأمين الوطني الأول للحزب يوسف أوشيش، وعضو الهيئة الرئاســية حكيم بلحســل التقى بالرئيس، الأحد، بقصر الرئاســة، وأصدر أوشــيش على إثره بياناً أكد فيه أنــه التقى بالرئيس بدعوة من الأخير وطالبوه خلال اللقاء بـ«اتخاذ تدابير سياســية قوية من شــأنها إعادة الثقة للجزائريات والجزائريي­ن وتوفير إرادة سياسية حقيقية لإرســاء التغيير المنشــود» على غرار «إطلاق سراح معتقلي الــرأي» و«فتح المجالين السياســي والإعلامي ورفــع كل القيود على ممارســة الحريات الأساســية، الفردية منها و الجماعية» إلى جانب «حماية حقوق الإنســان وإلغاء المضايقات ضد المناضلين والنشطاء السياسيين، الجمعويين والنقابيين».

وأفاد البيان أن وفد الحزب شدد على أن «الحوار السياسي الجاد، المسؤول والشفاف الرامي لبناء إجماع وطني سيسمح بتقوية الجبهة الداخلية لإفشال أي محاولة خارجية كانت أو داخلية تمس بالسيادة الوطنية للبلاد وبوحدة الشعب الجزائري وكذلك لمواجهة الصعوبات

والتحديات الاقتصادية، الاجتماعية والمالية الكبيرة الماثلة أمامنا».

ووفق البيان، فقد عرضوا «الخطوط العريضة لمبادرتنا السياسية المتمثلــة في تنظيم اتفاقيــة وطنية التي ترمي إلى جمــع كافة القوى الحيــة للأمة بغية إرســاء القواعد الأخلاقية والسياســي­ة لإرســاء التغييــر ولبناء دولة القانون والديمقراط­يــة» وحذروا «من مخاطر عزوف شــعبي آخر وعواقبه على الانســجام الوطني، وذلك في حال عدم الاستجابة للمطالب الشعبية وإجراء انتخابات جديدة في مناخ من التوتر والمساس بالحريات السياســية وإن لم يتم مباشرة مسار سياسي وحوار شامل مع إجراءات ملموسة للتهدئة».

ويدخل الحوار مع الأحزاب السياســية الذي باشــر به تبون، في إطــار التمهيد لتنظيم انتخابات تشــريعية ومحلية مســبقة، والتي ســتكون وفق رئيس حزب جيل جديد ســفيان جيلالي، بعد لقائه مع تبون، منتصف السنة الجارية.

وينتظــر أن يتم الإفــراج عن النســخة النهائية لمشــروع قانون الانتخابات الذي عرضته الرئاسة على الأحزاب للنقاش والإثراء قبل المصادقة عليه من طرف البرلمان، أو تمريره بأمرية رئاسية في حالة ما تم حل البرلمان، وفق ما يقتضيه الدستور الجديد.

وكان قادة أحزاب التقوا بالرئيس تبون يوم السبت أعلنوا عن حل البرلمان وإجراء تغيير حكومي قريباً، حسب ما صرح به كل من رئيس حزب جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، ورئيس حزب البناء الوطني، عبــد القادر بن قرينة، على التوالي. وكان الرئيس تبون قد اســتقبل الأحد كلاً مــن قادة أحزاب حركــة الإصلاح، وحركة مجتمع الســلم وجبهة القوى الاشتراكية، فيما التقى يوم السبت بكل من رئيس حركة البناء الوطني، وجبهة المستقبل وحزب جيل جديد..

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom