Al-Quds Al-Arabi

الحوثيون يواصلون الضغط على مأرب والحكومة تتهمهم بقصف مخيم للنازحين

- لندن ـ «القدس العربي» ـ وكالات:

تستمر المعارك في شــمال اليمن، بإطار تصعيد جماعة الحوثي عملياتها العســكرية في مأرب، من أجل السيطرة عليهــا، كونها تعد أهــم معاقل الحكومــة والمقر الرئيس لوزارة الدفــاع، إضافة إلى تمتعها بثروات النفط والغاز، كواحدة من أهم محافظات البلاد.

وقالت الحكومة اليمنية، الإثنــن، إن الجماعة قصفت مخيمــاً للنازحين في محافظة مأرب شــرقي البلاد. وقال وزير الإعلام معمــر الإرياني، في تغريدات عبر تويتر، إن «الحوثيين قصفوا مخيم الزور بمديرية صرواح في مأرب، اليــوم الإثنين، بصاروخ باليســتي وعــدد من صواريخ الكاتيوشــ­ا» دون الإشــارة إلى وقوع إصابــات أو قتلى جراء القصف. وأشار الإرياني إلى أن المخيم يضم أكثر من 20 ألف نازح من مختلف المحافظات. وأضاف: «اســتمرار ميليشــيات الحوثي في اســتهداف التجمعات السكنية ومخيمات النزوح في محافظة مأرب عمل إرهابي وجريمة حرب ضد الانسانية .»

صمت المجتمع الدولي

وأعــرب عــن اســتغرابه لاســتمرار صمــت المجتمع الدولي والأمم المتحــدة إزاء تصعيد الحوثيين في مأرب، واســتهداف­هم المتعمد للمناطق والأحياء السكنية. وحذر الوزيــر اليمني مــن أن التصعيد في مــأرب «يهدد بأكبر موجات نزوح للمدنيين منذ بدء الحرب، ويضع البلد أمام كارثة إنسانية غير مسبوقة.»

وفي ســياق متصل، أعلنت السلطات اليمنية، الإثنين، مقتل قائد بالجيش الحكومي، فــي معارك ضد الحوثيين بمأرب. وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرســمية )ســبأ( بأن «نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محســن صالح، بعث برقية عزاء ومواســاة في قائــد اللواء 203 مشــاه العميد محمد العســودي». وذكــرت الوكالة أن» العســودي قتل وهو يخوض مع رفاقه ملاحم الدفاع عن الدين والوطن في محافظة مأرب» في إشــارة إلى المعارك ضد الحوثيين، دون مزيد من التفاصيل.

وتســتمر القــوات الحكوميــة بالتصــدي لمحاولات الحوثيين بالتقدم مــن عدة جهات باتجــاه مدينة. وأكّد مسؤولان عسكريان في القوات الموالية للحكومة أن هذه القوات خاضت معــارك مع الحوثيين علــى عدة جبهات غربي وجنوبي وشمالي مأرب الواقعة على بعد نحو 120 كيلومتراً شــرق العاصمة صنعاء حيث يفرض المتمردون ســيطرتهم منــذ 2014. وقــال أحد المســؤولي­ن: «تمكنت القوات الحكومية مــن صدهم» دون الإفصاح عن حصيلة لضحايا المعارك. وحســب المسؤولين العســكريي­ن، دفع الحوثيون في الساعات الأخيرة مئات من عناصرهم نحو مديريــة جبل مراد جنوب مأرب، وتمكّنوا من الاســتيلا­ء على بعض المواقع لساعات قبل أن «يجبروا على التراجع بفعل الغارات الجوية .»

كما ذكر المســؤولو­ن أنّه تم نصب كمــن وقتل عدد من الحوثيين وأســر 18 فــي مديرية حريب جنــوب مأرب، بينما دمّرت مقاتلات التحالف تعزيــرات للحوثيين آتية من صنعــاء وقصفت مواقع تابعة لهم فــي مديرية مدغل شــمالي مأرب. ويسعى الحوثيون للســيطرة على مأرب قبل الدخول في أي محادثات جديدة مع الحكومة المعترف بها، خصوصاً فــي ظل ضغــوط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايــدن للدفع في اتجاه إنهاء نــزاع قتل وأصيب فيه عشــرات الآلاف منذ 2014 وتسبب في أسوأ أزمة انسانية في العالم. ومن شأن سيطرة الحوثيين على مأرب توجيه ضربــة قوية إلى الحكومة إذ يصبح شــمال اليمن بكامله عندها في أيدي المتمردين.

«محمية سعودية»

وكان ينظر إلــى المدينة على أنها «محمية ســعودية» اســتثمرت فيها السعودية بشكل كبير في محاولة لجعلها نقطة الاســتقطا­ب الوحيدة للأعمال في البلد الغارق في الحــرب. وروجت المملكــة للمدينة ســعياً لتحويلها إلى نقطة جذب رئيسية للاســتثما­رات والمشاريع العمرانية وغيرهــا. وتكثّفت هجمات الحوثيين ضــد مأرب الواقعة في محافظة غنية بالنفط على وقع تراجع إدارة بايدن عن قرار سلفه دونالد ترامب تصنيفهم منظمة إرهابية خشية عرقلة إيصال المســاعدا­ت لملايين السكان. كما تزامنت مع تصعيد الحوثيــن هجماتهم ضد الســعودية بالطائرات المســيّرة. والإثنــن، أعلن متحدث باســم المتمردين عبر قناة «المسيرة» المتحدثة باســمهم عن استهداف «مطاري جدة وأبهــا الدوليين )...( بطائرتــن )...( محققاً إصابة دقيقــة». ولم تؤكــد الرياض الهجومين. ومســاء الأحد،

نقل التلفزيون الرســمي الســعودي عن التحالف قوله إنه اعترض ودمر طائرة مســيرة ملغومة أطلقتها جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران في اتجاه المملكة.

 ??  ?? قوات تابعة للحكومة الشرعية في اليمن خلال مواجهات مع الحوثيين في مأرب
قوات تابعة للحكومة الشرعية في اليمن خلال مواجهات مع الحوثيين في مأرب

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom