Al-Quds Al-Arabi

الصورة الحلوة لا تصنع دولة قوية... والأغلبية الفقيرة ليست مسؤولة عن تمويل مشاريع لن تجني ثمارها لماذا عادوا؟ «نصيبه كده»!

الضرائب أداة الحكومة لسد العجز في الميزانية... وحزب «الوفد» يواجه محنة من صنع يديه

- القاهرة ـ «القدس العربي» - من حسام عبد البصير:

بين احتفاء كتّاب داعمين للســلطة القائمة، بقرب افتتــاح أبــراج العلمين وعــدة مدن أنيقــة من نصيب الأقلية الثرية، والعديد من المشــاريع الأخرى، وبكاء كتّــاب صحــف مســتقلة علــى عائلة قضــت نحبها بعــد انهيار منزلهــا الفقير في حــي روض الفرج في القاهــرة، اندلع اشــتباك امــس الاثنــن 15 فبراير/ شــباط بين كتــاب الطائفتين، حول أي المشــروعا­ت أولــى بالاهتمام فــي المرحلــة الراهنة، فيما اســتمر الجدل حول الســد الإثيوبي والموقف الذي ستتخذه الحكومة بسبب استمرار التعنت الإثيوبي.

أمــا الخبــر الأبــرز علــى المســتوى الشــعبي فــي صحف أمس الاثنين، واحتفــت به الجرائد في صدر صفحاتها الأولــى، فدار حول الســبب الحقيقي في تغييــر مواعيد امتحانات الثانويــة العامة، الذي كان مــن المفترض عقدها فــي 19 يونيو/حزيــران المقبل، لتكــون فــي يوليو/تمــوز المقبــل، بســبب الظــروف الطارئــة والتغييــر­ات التــي حدثــت فــي الخريطــة الزمنية للعــام الدراســي الحالي. وكشــف الدكتور طارق شــوقي وزيــر التربية والتعليم عــن أن تأجيل الامتحانــ­ات جاء بســبب تفشــي فيــروس كورونا، مؤكــدا أن امتحانــات الثانويــة العامــة هــذا العام،

ستعقد إلكترونيا، وســبق ووجه الرئيس عبدالفتاح السيســي، بالالتــزا­م الدقيــق بتطبيــق الإجــراءا­ت الاحترازيـ­ـة، عند اســتئناف الدراســة فــي المدارس، مــع منح أولياء أمــور الطلاب حرية اختيــار الطريقة الأنسب لاســتكمال أبنائهم العام الدراسي الحالي، أثنــاء جائحــة كورونا، ســواء من خــال الحضور الفعلي بعد فتح المدارس، أو من خلال التعلم عن بعد، بتوفير منصات ومصادر التعليم الرقمي.

ومن التقاريــر الاقتصادية: كشــفت الحكومة عن تقرير ســلط الضوء على تبوؤ الجنيه المصري مكانة متقدمة، ضمن أفضل عمــات العالم من حيث الأداء أمــام الــدولار خــال 4 ســنوات، بعــد تحرير ســعر الصرف، على الرغم من أزمة كورونا. وأشار التقرير إلى صمود الجنيه خلال عام 2020 وتحقيقه مكاسب أمــام الــدولار، بعــد تعافــي صافــي الاحتياطيـ­ـات الدوليــة، رغم أزمــة كورونا. ومن تقاريــر الحوادث: أقدم طبيب على التخلص مــن حياته بالقفز في مياه النيل من أعلــى كوبري طلخا في محافظــة الدقهلية عقب إلقائه بوكيه ورد في المياه، ثم قفز وراءه ليلقى مصرعــه على الفور. وتبين أن الضحية يبلغ 31 عاما، طبيب رمد في مستشفى كفر صقر المركزي.

جدوى الحكومة

في بداية مقاله فــي "الوطن" قال أحمــد إبراهيم إن أي حكومة في العالم هي المســؤولة عن شــعبها، وفي ســبيل إدارة مصالحه يلزمها تحقيق إيرادات ضخمة للإنفاق على المرافق، وتحســن الخدمات، وتوفيــر وظائف ودفع أجور ومرتبات ومعاشــات، وإنشاء بنية أساســية. والإيرادات مصادرهــا الإنتــاج والاســتثم­ار والضرائب والرســوم، وحتــى تكون هنــاك ضرائب لا بــد من إقامة مشــروعات إنتاجيــة كبيرة وصغيــرة ومتوســطة ومتناهية الصغر. إذن الإنتاج ليس فقط أســاس التنمية، وبناء وتقدم الدول ورفاهية الشعوب، لكنه أيضاً أهم مورد للضرائب ويساعد الحكومات على القيــام بمهامها في خدمة المواطنين. الإنتاج أيضاً هو المصدر الرئيســي لزيادة مــوارد الدولة من النّقد الأجنبي بعد تصدير الفائض عــن احتياجاتها إلى الخارج مقابل العملة الصعبة، وإذا كان الإنتاج مهماً، فإن الضرائب أيضاً مهمة، وفي الفترة الأخيــرة، حكومتنا اتخذت بعض القــرارات الصعبة من أجل الإصــاح الاقتصادي، ولجأت إلى رفع أسعار الخدمات والمرافق، الأمر الذي أدّى إلى زيادة معانــاة المواطنين وغضبهم في كثير من الأحيان. وســوف تظل الحكومة مضطرة إلى الاعتماد على الضرائب في توفير المــوارد المالية التــي تحتاجها، لحين جنــي ثمرة الإصلاح الاقتصــاد­ي، من خلال المشــروعا­ت الإنتاجيــ­ة الزراعية والصناعية التي تجلب لنا الأموال، لذلك لديّ بعض الأفكار التــي تحقق المــوارد ولا تتســبّب في معانــاة للمواطنين، بل بالعكس ســوف تسعدهم وترفع من شــعبية الحكومة في الشــارع، منها مثلاً تحصيل أمــوال باهظة على احتلال الأرصفة والشــوارع، لأن أصحــاب العقــارات والمحلات يظنون أنهم امتلكوا الرصيف والشارع، ويمنعون المواطنين من اســتخدامه والســيارا­ت من الانتظار، وكذلك تحصيل رســوم طائلة مقابل غلق الجراجــات، وتحويل الوحدات السكنية والإدارية إلى أنشــطة تجارية ومطاعم وكافيهات غيــر مرخّصة، بالإضافــة إلى فرض غرامــات على تلويث البيئة وإلقاء القمامة في الشوارع، هذه الأفكار سوف تجلب للدولة المليارات. إن تشويه شــوارعنا ظاهرة عامة في كل المحافظات، وسلوك مشــن تتفرد به مصر دون دول العالم ومشــهد مســيء يؤكد غياب القانون وتواطــؤ المحليات، ويضر بسمعة بلدنا، وطالب الكاتب بأن تكون معظم موارد الدولة من الإنتاج، وليس من الضرائب.

الأمل وارد

في الصحيفة نفسها "الوطن" أظهر محمد البرغوثي قدراً كبيراً من التفاؤل بعد أن استيقظ مؤخراً على تحقيق ما ظنه مســتحيلاً: "نعم.. صحوتُ على ما أعتبــره ملحمة إصلاح وتطويــر مذهلة في روعتها وإنســانيت­ها، لأنها تســتهدف بالأســاس إتاحة الحق في الاســتمتا­ع المجاني بالنيل لكل المواطنين، وهــا هي المعجــزة تتحقق ببســاطة من خلال مشــروع قومي ضخم تقوم به وزارة الموارد المائية والري، بتكليف من القيادة السياسية، وها هو الجزء الأول والثاني من مشــروع «ممشــى أهل مصر» يتحول مــن مخطط على الورق إلى واقع يشاهده الناس يومياً، في المسافة من إمبابة حتى كوبري 15 مايو في قلب العاصمة. وها هي وزارة الري تكشــف عن كل مراحل المشــروع: تطوير وحماية وتجميل كورنيش النيل، وإتاحته مجاناً لكل المواطنين في المســافة من حلوان وحتى القناطر الخيرية.. ثم تطوير كل واجهات النيل أمام المدن والقرى على طول شاطئيه من أسوان حتى نهاية فرعي دمياط ورشــيد.. وامتداد التطوير إلى ضفاف الرياحــات والترع الكبرى في كل المحافظــا­ت. وزارة الري إذ تقوم بالإشراف على تنفيذ هذا المشروع لا تستهدف فقط المردود العملي، الذي يحافظ على جوانب النهر والترع من الانهيار والتآكل، ولا المردود الاقتصادي والاجتماعي الذي أتــاح 1.5 مليون فرصة عمل يومية، خــال تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية، ولكنها - للمرة الأولى في تاريخها - تنتبه إلى الأثــر الحضاري والبيئي لبناء كورنيش جميل يتضمن كل وســائل الراحة، من مقاعد ودورات ميــاه وبرجولات وأشجار للاستمتاع المجانى بشــاطئ النيل، ليس فقط في العاصمة الكبــرى، ولكن أيضاً في المحافظات، وفي كل المدن والقــرى التي تطل على النيل أو أحد فروعه. هذا الإنجاز قد لا يكون له أدنى اعتبار لدى كثيرين لا يشــعرون بخطورة انعدام الجمال، وانعدام كل فرص الاستمتاع المجاني بهبات الطبيعة لدى المواطنين، كما يمثل نقلة حضارية".

المهم الصورة

أكــد الدكتــور مصطفى كامــل الســيد أســتاذ العلوم السياســية في جامعــة القاهرة في "الشــروق" أنه كما أن لدينا في الوقــت الحاضر مظاهر الحداثة في مؤسســاتنا السياســية والمجتمعية، دون وظائفها ولا مضمونها، فلدينا أيضا العديــد من مظاهر الحداثة المعماريــ­ة ولكن ليس في موضعها الصحيح ولا فــي وظائفها. جزيــرة مانهاتن في نيويورك مشهورة بناطحات الســحاب فيها، ولكنها هناك ليس لأن الأمريكيــ­ن في نيويورك مغرمــون بالارتفاعا­ت العاليــة، ولكن لأن مانهاتــن جزيرة صغيــرة، والارتفاع بالمبانى كان حلا عبقريا لضيق المســاحة وكثافة الســكان. ونحن في مصر لدينا أبراج عالية ولكننا نقيمها على شاطئ البحر في العلمين الجديدة، التــي تمتد وراءها كل صحراء مصر الغربية، ونقيمها في العاصمة الإدارية التي ســتوجد فيهــا أعلى أبراج افريقيا، وكذلك في وســط القاهرة المكتظ بالســكان وصاحب واحــدة من أعلى معــدلات التلوث في العالم. كما أن لدينا الطرق السريعة في حارات تتراوح بين أربع إلى ثماني حارات على جانبــي الطريق، ولكن الطرق الســريعة هي خارج المدن في الدول الحديثة، لكننا ننقلها إلى داخل المدن، دون أن نوفر أماكن لعبور المشــاة. وعندما نشــقها خارج المدن الكبــرى فإننا نلتهم معها مســاحات واســعة من الأراضي الزراعية الخصبــة التي نعاني أصلا من ضيق مســاحتها، ونســعى لتعويض ذلك باستصلاح الصحراء.

تقليد أعمى

صحيح والكلام مــازال للدكتور مصطفى كامل الســيد، أن بعض مشــروعات التطوير الحضاري تهتــم بالقاهرة الخديوية والإســامي­ة، أو معالم أخرى في أحياء القاهرة الأحدث نسبيا، وهو توجه مشروع ويستحق التحية، ولكن الحرص على ســيولة المرور في بعضها غلب على اعتبارات أمان عابري الطريق، وحق ســكان الأحياء التي جرى فيها شــق هذه الطرق الســريعة في أن يتمكنوا من التجول في شــوارع أحيائهم، ســيرا على الأقدام، كما أن رغبة أجهزة الدولة التي تقيم هذه المشروعات في أن تقتضي من ورائها دخلا يجعلها تضيف إلــى بعضها مقاهي ومطاعم ومحلات تجارية تؤدي إلى الازدحام فيها، بل التأثير في سلامتها في الأجل المتوســط والبعيد، وبينما يقتضي التخطيط السليم استشــارة المتخصصين من خبراء التخطيط العمراني وفي مصر منهم كثيرون، وكذلك ســكان الأحيــاء التي تقع فيها هذه المشــروعا­ت، خصوصا في ظل غيــاب مجالس محلية منتخبة من هؤلاء الســكان، يتــم اتخاذ القرار بالنســبة لهذه المشــروعا­ت داخل دوائر ضيقة للغاية، وبدون توافر الشــفافية التي هى واحدة من أهم قواعد الحكم الرشــيد. انتهــى الكاتب إلى أن شــق طريق علوي ســريع، لا حاجة له أصلا في منطقة ســكانية في مصر الجديدة، وتشــويهه للمتعة البصرية في شارع الأهرام وأمام كنيسة البازيليك، التي دفن فيها بارون إمبان مؤســس مصر الجديدة، وكذلك إقامة عين القاهرة في مدخل حي الزمالك في منطقة الجزيرة المزدحمة أصلا بالســيارا­ت، هما طبعــا مظاهر للحداثة في مدينة القاهــرة، ولكنها مظاهــر للحداثــة، تجعل الناس يحلمون بالعــودة لما قبــل الحداثة، عندما لــم تكن هناك ســيارات، ولا تلوث، ولا ســلطات ترغم المواطنين على أن يقبلوا ما لا يريدون.

مؤامرة مريحة

نتحــول نحو "الأهرام" حيث اهتم نبيــل عمر بالأحداث العاصفة التي يشــهدها حــزب «الوفد»، تباينت المشــاعر واضطربت بين موجة من الضحك وحالة من الرثاء، وكيف لا نضحك ونحن نســمع عن وأد مؤامرة كبــرى من الجيل الرابع داخل أروقة بيت الأمة، وفصل عشــرة من المتآمرين عليــه، وحالة من الرثاء على حزب الوفــد، وما يحدث فيه مــن أزمات وخلافــات، وكيــف لا نرثي حزباً كنــا نأمل أن يكون «حصاناً أســود» في الحياة السياســية، يشدها إلى الأمــام ويمنحها بعضا مــن القوة الحزبية، فإذا به يشــبه خيــل الحكومة التي تنتظــر رصاصة الرحمــة. وبدون أن نفتش عن أســباب المؤامرة والمغانم من ورائها، التي أعد لها المتآمرون أسلحة حديثة من الجيل الرابع أو الخامس، وقال الكاتب بأنه لا علاقة بــن الوفد الجديد، وحزب الوفد الذي صنعته ثورة 1919 واحدة من أعظم ثورات المصريين عامة.. ودعا الكاتب أعضاء حزب الوفد، كبارهم وصغارهم إلى أن يجلسوا مع أنفسهم، ويطرحوا هذه الأسئلة، ويجيبوا عنها بصدق، لعلهم يتوقفون ويعيدون قراءة واقع الحزب قراءة صحيحة، ثم يخططون له مستقبلا مختلفا، عما عاشوه في الأربعين سنة الأخيرة. وهذه الاســئلة الموجعة ضرورية، والســؤال الصحيح هو أصل المعرفة وصناعــة التقدم. أما الإجابات الســابقة التجهيز، من نوعيــة أن ما حدث داخل حــزب الوفد في الشــهور الســتة الأخيــرة، كان محاولة لابتزازه، أو أن قرارات فصل الأعضاء العشــرة هي حماية للحزب من اختطافه وإســقاطه، باســتخدام كل وســائل حروب الجيل الرابع، من شــائعات وأموال مجهولة، وهي موثقة بالصوت والصورة، هــذه الإجابات ما هي إلا مجرد حلقة جديدة في مسلســل قديم سخيف اسمه «الوفد تاريخ وأزمات»، وتعنــي أن الحزب مُصر على المضــي بكل قوته في طريق «اللي يروح ما يرجعــش»، وهو طريق لا نريده، وليس من مصلحة الحياة السياســية في بلادنا أن يواصل السباق فيه.

أزمة قديمة

تابع نبيــل عمر: "هناك فــارق بين الأمنيــات والواقع، وشــخصيا أحلم أن يصلح حزب الوفد من أحواله، ويصنع لنفســه خططا طويلة الأجل فــي بناء الكوادر الشــعبية، وإعادة هيكلته على نظام مؤسسي جيد، وسبق أن شاركت مرتين فــي لجان انتخابــات رئيس الحــزب، لكن الأحلام إن لم تهبط إلــى أرض الواقع، في الوقت المناســب تموت، فالكائنات المشــوهة، إمــا أن تُجرى لها عمليــات جراحية لتعيش صحيحة، أو تظل على أمراضها وتتلاشــى، حسب العمــر الافتراضي. والمدهــش حقا أن الوفد يبــدو منحازا للاختيــار الثاني، اختيار ســهل، لا عمل فيــه ولا جهد ولا ســفريات وتنطيط ومؤتمــرات ونــدوات وبرامج تدريب وتجهيــز وتواصل مــع الناس يوميــا، تكفينــا القعدة في المكاتــب المكيفــة، وكلمني علــى المحمول، ولو فيه شــيء تعالــوا نتقابل على العشــاء في فندق خمســة نجوم، مع كام كاميرا من التلفزيــو­ن وتصريحين أو ثلاثة في الجرائد والمواقع الإخبارية، ولا مانع مــن لقاء فضائي «يبعبع» فيه الواحــد ويلطش في هــذا ويتحرش بــذاك، واللقاء يعمل شوشــرة وجدلا ورد فعل، وبالطبع لــن نغلب في أن نطعّم كلامنا ببعض العبارات عن الوطن والديمقراط­ية، وحقوق الإنســان، واللجنة العليا والهيئة البرلمانية. ويبدو أن هذه أزمة الوفد التي ولد فيها في السبعينيات من القرن الماضي، ولم ينجح لأكثر من 40 سنة في أن يكون موجودا بثقل كبير في البرلمان، إلا بالتحالف مع الإخوان في ظروف خاصة، لا نلومه عليها الآن، وإن كانت تكشف غياب الرؤية السياسية التي حرمته من البناء الصحيح. فالحزب عاد إلى الساحة، متصورا أنــه امتداد للوفد القديم وشــعبيته الجارفة، ولم يكن ذلك صحيحا، فالوفد القديم مات وشبع موتا، ولم يبق منه إلا عطر الأحباب وتراث جيد".

نهاية مؤلمة

شــهد عام 2018 كما اوضح محمد ســعد عبد الحفيظ في "الشروق" عمليات نزوح جماعي لنواب حزبيين ومستقلين في البرلمان الســابق إلى حزب «مستقبل وطن» الذي أصبح بعد نحو 3 أعوام صاحــب الأغلبية البرلمانية، ورغم النص الصريح على إســقاط عضوية النائب، الذي يغير انتماءه الحزبي، إلا أن النواب المهاجرين إلى «مســتقبل وطن»، لم يُساءلوا حينها. انتقل إلى «مستقبل وطن» في ذلك التوقيت معظم نواب حزب «المصريين الأحرار»، وتســابق عدد كبير من المســتقلي­ن أعضاء «دعم مصر» إلــى الهجرة إلى حزب الأغلبية الجديد، وفي العام نفســه قرر بهاء أبوشقة رئيس «الوفد» فصل نائــب الحزب محمد فؤاد علــى خلفية مقال نشــره الأخير بعنوان "سيادة المستشــار.. كلمني شكرا"، حينهــا أثير جدل حاد حول قانونية قــرار فصل فؤاد الذي صدر بشــكل منفرد من أبوشــقة الذي أرسل خطابا بفصله للبرلمان، لم يتخذ المجلس الســابق أي إجــراء تجاه فؤاد، وفرضت المواءمة عدم إثارة القضية تحت القبة، أكد الكاتب، أن فصــل النائب محمــد عبدالعليم داود مع عــدد آخر من قيادات حزب «الوفد» أبرزهم ياسر الهضيبي وطارق سباق بدعوى «مشــاركتهم في مؤامرة على الحــزب وتخطيطهم لتنفيذ انقلاب على رئيسه»، تختلف عن الوقائع المشار إليها والتى جرت خلال البرلمان السابق. داود استخدم حصانته الدســتوري­ة التي تكفل له عدم مساءلته عما يبديه من آراء تحــت القبة، واتهم حزب الأغلبية في جلســة عامة بتوزيع «كراتين» خلال الانتخابات، لحث المواطنين على التصويت لمرشحيه، وهو ما سبب حرجا لـ«مستقبل وطن» وأعضائه، فاتخذ المجلس قرارا بإحالته إلى لجنة القيم، بتهمة الإساءة لأحد الأحــزاب، وجــرى التحقيق معه، وســتطرح نتائج التحقيق على «النواب» تمهيدا لتوقيع العقوبة عليه والتى قد تصل لإسقاط العضوية.

بلا أنياب

وأشار محمد ســعد عبد الحفيظ إلى أن فصل محمد عبد العليم داود من «الوفد»، قد يعفى أغلبية «النواب» من حرج توقيــع عقوبة إســقاط العضوية عنه بتهمة الإســاءة إلى حــزب الأغلبية، فرئيس «الوفد» أعفاهم من الحرج وســلم لهم رأس دواد على طبق من فضة، ليقرروا فيها ما يشاءون، كما أن رئيس البرلمان أحال قرار فصل داود من «الوفد» أمس إلى اللجنة الدســتوري­ة والتشــريع­ية في المجلس لدراسة الأمر، وقال إنه «وفقا للدستور والقانون يشترط لاستمرار عضوية النائب في المجلس أن يظل منتخبا بالصفة التي تم انتخابه على أساسها، وإذا غير الصفة تسقط عنه العضوية بقرار من مجلس النواب بأغلبية الثلثين». إذا كان نواب تلك الأغلبية يستشعرون الحرج في مساءلة نائب انتقد حزبهم تحت القبة، فالحرج سيكون أكبر لو قرروا إسقاط عضويته والتحجج بتغيير صفته الحزبيــة، بعد فصله من «الوفد»، فمعظم نوابهم في البرلمان الســابق غيروا صفتهم الحزبية بدون أن يسائلهم أحد أو تسقط عضويتهم.

أين العائد؟

نمو قطاع الاتصالات بمعــدل 16٪ هو أعلى نمو في كل قطاعات الدولة.. هــذا ما أعلنه وزيــر الاتصالات الدكتور عمرو طلعت أمام مجلس النواب، وهو أمر يســعدنا جميعا فهذا النمو يستوعب عشرات الآلاف من فرص العمل. وسأل محمد الهواري في "الأخبار" ولكــن كيف لنا أن نتحول إلى دولة رقمية في ظل انقطاع النت وشبكات المحمول الضعيفة، ونحن نسعى للتطوير المســتمر في كل مناحي الحياة.. لقد ازدادت الشــكوى من انقطاع النت، وسقوط السيستم في العديد من الخدمات الجماهيريـ­ـة، وأبرزها البنوك إضافة إلى ما يحدث من ضعف شــبكات المحمول والتوقف المفاجئ للاتصال، وســقوط الشــبكة فــي العديد مــن المناطق، ما يســتلزم جهدا من وزارة الاتصالات لإلزام شركات المحمول بالتوســع في محطــات التقوية فــي العديد مــن مناطق الجمهورية، حتى يســتفيد المواطنون من هذه الخدمة التي أصبحت ضرورية، في ظل وصــول خطوط المحمول إلى ما يقرب من 100 مليون خط. لا شك في أن مصر تمتلك خبرات على مســتوى رفيع في دنيا الاتصالات، كما تســعى الدولة للتوســع في الحياة الرقمية بما فيها التعليم، ما يســتلزم تقوية شــبكات الإنترنت في كل مدن الجمهورية، خاصة أن شــركات الإنترنت تحصل على رســوم مرتفعة، ما يتطلب أن تشــارك في جهود تقوية الشــبكات.. كما تحقق شركات المحمول أرباحاً كبيرة في استخدام المواطنين للمحمول، لذا

يجب أن تشــارك في تحسين الخدمة وإقامة المزيد من أبراج المحمول لتغطيــة جميع أنحاء البلاد، بهــذه الخدمة المهمة ومن أجل زيادة نمو قطاع الاتصالات أكثر من المعدل الحالي، باعتباره أهم القطاعات في مصر.

نتحول نحو "اليوم السابع" إذ اهتم أكرم القصاص بعودة "داعش" للواجهة: "حادث عارض ومصادفة وخطأ من سائق انتحــاري أدى لمقتــل 21 داعشــيا في العراق، يكشــف عن استمرار وتمركز لخلايا وتجمعات تنظيم "داعش" في بعض مناطق العراق وســوريا، بشكل يشير إلى أن التنظيم ما زال قادرا على إعادة تنظيم نفســه. السلطات العراقية أعلنت أن داعشيا كان يقود سيارة مفخخة ويعتزم تفجيرها في نقطة تفتيش للشرطة في منطقة جلام سامراء جنوبي قضاء الدور جنوبي محافظة صلاح الدين شرق العراق، لكنه ضغط على آلة التنبيه بالســيارة، ما أدى لانفجار الســيارة ومقتل 21 داعشيا. الانفجار يكشــف عن وجود تجمعات وخلايا نائمة لتنظيم "داعش" بعد عامين ونصف العام على إعلان العراق الانتصار فــي الحرب علــى "داعش"، حيث يعــود التنظيم للنشاط على الأراضي العراقية، وتحديدا في ما يعرف بمثلث الموت، بــن محافظات ديالى وكركوك وصــاح الدين. وفي العام الماضي تم رصد نحو 600 هجوم لـ"داعش" في ســوريا و1400 في العراق، وتشير بعض تقارير الأمم المتحدة إلى أن هناك نحو 10 آلاف مقاتل من التنظيم في ســوريا والعراق، وأبدى فلاديمير فورونكوف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإرهــاب، تخوفا من أن يمثل "داعــش" مرة أخرى تهديدا متزايدا. ونقلت «بي بي ســي» عن شاهد سوري، أن التنظيم ينفــذ عمليات الذبح وقطع الــرؤوس والتفجيرات وعمليات انتحارية على مــن الدراجات النارية والاغتيالا­ت والخطــف، في منطقــة صغيرة شــرقي مدينة ديــر الزور، وأشارت على لســان شــاهدها إلى أن مقاتلي "داعش" بعد هزيمتهم على الأرض في العراق وسوريا عام 2019 بدأوا في إعادة تشكيل هياكله في شبكة سرية. وحذرت وزيرة الدفاع الفرنســية فلورنس بارلى في يناير/كانون الثاني الماضي، من أن تنظيم "داعش" قد يعود إلى الظهور مجددا في سوريا والعراق، واعتبرت أن «داعش» لم يتم اجتثاثه بالكامل في بلاد الشام.

حكاية ياسمين

واقعــة مؤلمة ســرد تفاصيلهــا محمد عزالدين وحســن إبراهيم في «الوطن»: روى شقيق وعمة سيدة متوفاة اسمها ياســمين في عقار روض الفرج المنهار تفاصيل الحادث، الذي أسفر عن مصرع 3 واستخراج طفل مصاب، بعدما انهار العقار المكون من طابقين، والكائن في شارع جزيرة بدران المتفرع من شارع خورشــيد في روض الفرج. وقال عادل شقيق السيدة المتوفاة: "المفــروض على حد علمي أن البيــت جايل له قرار تنكيس، أي يزال منه طابق، من حوالي شــهر ونصف الشهر، لأن اختي وزوجها كلموني وقالولي فيه ســلم من البيت وقع، وهما كانوا قعدوا في الشارع يوم كامل، وكنت بتابع مع زوج أختــي، وكان بيتابع مع الحي، وأخبره بضــرورة عمل قرار تنكيس، ولأن معندهمش ســيولة مادية ومــكان تاني بديل، كملوا وقعدوا فــي البيت، وجالي الخبر بعد ســقوط البيت بساعة». وقالت أمل عمة السيدة المتوفاة: «قبل العقار ما يقع كنت معدية جنب البيــت، ومكنش فيه حاجة خالص، يدوبك روحت البيت، لقيت العشــاء أذنــت، فلاقيت جارتي بتقولي على اللي حصــل، فجريت لقيت هيكل البيت ســليم بس من جوه كله واقــع، ومفيش حــد كان عــاوز يدخلني خالص، فقالولي إن ابنهــا الصغير كان برا البيــت، مفيش غير ابنها الكبيــر وهي وزوجهــا». وتابعت: «فضلت واقفــة، قالوا إن فيه ناس دخلوا عشــان تنقذها، كانت لسة عايشة وسامعين صوتها وهي بتقول طلعوني، وهمــا بيخرجوها، بقية البيت انهار عليهم، مكنش فيه إصابــات بين الناس، واللي بينقذها قالي إنها تكاد تكون توفيت، وفضلت مســتنية على أســاس أنهم يخرجوهــا، وخرجوها بعــد فترة ولســة زوجها لحد دلوقتي تحت الأنقــاض وابنها حالته حرجة، وهو أول واحد طلعــوه من تحت الأنقــاض». وواصلت: «من فتــرة جارتها اللي تحت وقع عليها الســقف بس محصلهاش حاجة، فقلت لياسمين حاولي إنك تســيبي البيت، فقالتلي الحي جه وقال البيت يتنكس بس احنا مش معانا فلوس.

وزير في متاهة

من معــارك الصحف هجوم قاده محمــد أمين في "المصري اليوم" ضد وزير التربية والتعليم: "لا أتخيل حجم الشائعات التي ضربت العام الدراسي الحالي.. ولا أتخيل حجم اللخبطة التي أصابت الطلاب، والسبب حالة الارتباك التي تعاني منها الوزارة، فمــازال الطلاب يراهنون على أن التيرم الثاني ربما يتم إلغــاؤه، وربما يكون الامتحان لمرة واحــدة للعام كله.. خاصة أن الوزارة كل يوم بقــرار.. الامتحان الأول والإجازة ثانية.. ثم الإجــازة أولا وبعدها الامتحــان.. وأخيرا تأجيل الامتحانات ومد الإجــازة.. وكل مرة نقول للأولاد إنها فرصة للمراجعة، ولكن هذا الأمر تســبب في ارتباك كبير، وصل إلى حد الاكتئاب والقلق. وليست هذه هي المرة الأولى التي أقول فيها إن الشائعات سببها الغموض وتضارب المعلومات، ولم يحدث هذا التضارب في تاريخ مصر بهذه الصورة، حول أكثر الملفات حساســيةً وارتباطاً بالأسرة المصرية.. كأننا فوجئنا بأن التيرم الدراسي لابد أن يُختتم بالامتحانا­ت ثم الإجازة.. فضلاً عن حالــة التجريب في الأولاد، كأنهــم فئران تجارب،

أضــف إلى هذا لخبطة نظام التابلت، وإحســاس الأولاد بأن الامتحان قد يكون ورقياً وليس إلكترونيا، لعدم قدرة البنية التحتية على أداء الامتحان، وهو ما تســبب في حالة ارتباك مضاعفة، خاصــة لطلاب الثانويــة العامة. المثيــر في الأمر أن يقول الوزير أن ما يُنشــر عن العملية التعليمية تشــوبه الشائعات والاجتهادا­ت المستمرة، للأسف الشديد، لم يحاول إزالة أسباب الشائعات والاجتهادا­ت، التي تضرب مصداقية العمليــة التعليميــ­ة، وأعترف بــأن الوزارة تعيــش ظروفاً اســتثنائي­ة في ظل الوباء، ولكــن كان ينبغي أن تكون رؤية الوزارة مستقرة وســابقة على الشــائعات، فلا تكون هناك شائعات، فما حدث كان رد فعل للشــائعات.. فكان النفي هو الأصل.. والناس عندنــا لديهم ميراث طويل من عدم تصديق النفي.. ويقولون نفي النفي إثبات. الغريب أن الوزير «لزق» كل شيء في الحكومة، فهو وزير ومسؤول عندما تكون هناك مســألة إيجابية، وأحد أعضاء الحكومــة عندما تكون هناك مشكلة".

تأمل ســليمان جودة في "المصري اليوم" طموحات رئيس مكتبة الإســكندر­ية التي لم يحققها: "الدكتور مصطفى الفقي تمنى أن يصبح سفيراً في بريطانيا التي كانت أول محطة في مسيرته الدبلوماسـ­ـية، لكن الدولة رشحته سفيراً في ألمانيا مرة، وفي السودان مرةً أخرى، ثم أرسلته إلى النمسا، حيث كاد يفقد حياته مع زوجته الســيدة نجــوى متولي وإحدى ابنتيه.. لــولا معجزة حقيقية من الســماء. وتمنى الرجل لو أصبح وزيراً للخارجية، ولكنه ما كاد يصل إلى موقع مســاعد الوزير، حتى وجد نفســه منقولاً إلى البرلمان، حيث كان عليه أن يزور إسرائيل على غير رغبته، فلما رفض الزيارة إلا وفق ضوابــط معينة حددها، غضبوا عليــه وأخرجوه من الحزب الوطنــي. وتمنى لو أنه صــار أميناً عامــاً للجامعة العربية، ولكنه وصل إلى موقع المندوب الدائم لنا فيها، وذات يوم فاتح مبارك فــي رغبته في الوصول إلى مقعــد الأمين العام، ولكن الرئيس الســابق تحفظ وطلب منه ألا يفسد ترتيبات الأمور في ذهنه، ثم نصحه بالذهاب إلى مجلس الشعب عضواً، ومن بعدها على رأس لجنة. وفي ما بعــد 25 يناير/كانون الثاني، جرى ترشــيح اســمه رســمياً لموقع الأمين العام، ولكن قطر وقفت في طريقه ومعها الســودان، وفي اللحظة الأخيرة جاء الدكتور نبيل العربي ليملأ الموقع. وتمنى لو يصبح عضواً في مجمع اللغة العربية، ولكن العضوية اســتعصت عليه بفارق صوتين اثنين، لو حصــل عليهما لكان عضواً كامل العضوية.. وكان السبب أن أهل دار العلوم يسيطرون على المجمع، مع أن عربية الدكتور الفقى سليمة، وشيقة، وقوية، متحدثاً كان أو كاتباً. انتهى ســليمان جودة إلى أن المواقع الأربعة أفلتت من الفقي في لندن، وفــي الخارجية، وفي الجامعة العربية، وفي مجمع اللغة، ولو نالها ما زادته شيئاً، لأنه صنع اسمه الكبير بدونها، ولأنه مصطفى الفقي الذي نعرفه بها وبغيرها.

التفكير خارج القطيع

أن تشــرد خارج الســرب، كما يفضل مصطفــى عبيد في "الوفــد"، وتُحلق في ســماوات مفتوحــة، أن تفهم وتعرف، وتمتلك دماغك، أن تُقرر بنفســك ما يجــب أن تقوله، ما تراه، ومــا تفعله في عالمنــا العربي، فأنت مقتــول لا محالة. هكذا انطلقت خمس رصاصات نحو جســد المثقف اللبناني لقمان ســليم لتُخرس صوته، وتشــطب نمــوذج الكاتــب الحر، اللامنتمي للأحزاب والحركات والثورات الموجهة، الذي يرى بعيني الإنسان الحر فوق اعتبارات الطائفة، والأيديولو­جيا، والقومية. على طريقه، وفي سيارته، أوقف من قبل مجهولين، وفتح باب ســيارته، وعاجله القاتل المجهول المعلوم بمسدس المــوت، ليكتم فكرة اللاتســيي­ر إلــى الأبد. لم يكــن الإعدام تصفية حســاب مع الرجل بســبب مواقفه السياسية، آرائه، أفــكاره، وتصريحاتــ­ه، وإنما كان تصفية حســاب مع فكرة اســتقلال الكاتب والمثقف العربي. كان المــوت جزاء للتفكير خارج الســياق العام، أن يرى ما لا يــراه القطيع، أن يطرح ما هو غير مطروح، وأن يمد أذرع المحبة والســام إلى جميع أصحــاب الرأي، فينفتــح عليهم متفقا ومختلفــا. كان الموت عقابا له على الخروج عن المنظومة الموروثة للعبة السياســة في لبنــان جمالنا الموجوع، ووجعنا الجميــل فمّن يحيا على هذه الأرض مجبورا أن يســمع ويطيع ويقبل ويُنفّذ ويُساير، وإلا فهــو يحفر قبره بيديه. يقول مصطفى عبيد إنه لم يعرف لقمان ســليم، لكن مثقفين كثر حكوا له كيف كان يُبشر بالعقل الواعي العربي، وكيف كان يحتضن الإبداع والثقافة ويُدعمها ويســاندها. كان يعبر عن توهج وإحســاس وسعي لتنمية الثقافة وتوســيع مدارك الفكر، من خلال نشر الكتب النادرة، وترجمة العلوم والأفكار، وإحياء التراث العربي، وطرح آداب السابقين والمنسيين حولنا، ودعم أبحاث ودراسات المستقبل. يقول الكاتــب، حكى لي صديقي المثقف ســيد محمود، الذي اقترب كثيرا من الرجل، كيف كان الراحل نموذجا لتشجيع كل إبداع جديد خلاق، وكيف كان، وعائلته منغمســن في الأدب والثقافة وترســيخ الإبداع ودعمه.. رفض الصمت رغم تلقيه تهديــدات صريحة وصلــت إلى حد أنهم كتبــوا على جدران منزله كلمة «ميت» مرارا وتكــرارا. كان الرجل يُدرك نهايته، ولا يأبــه، أن تموت على هذه الأرض لأنــك رفضت أن يموت رأسك، ويُدفن عقلك، ويُمحى حسك وشعورك بالآخرين، فهو لا شــك أفضل وأعظم من أي شيء. لقد كان كتلة حب وتسامح تمشي على قدمين، لكن رداء الثورية العربية يقتات الكراهية، يتنفس غلا وحقدا وشــماتة، ويرى العقل عدوا أبديا. فدُبرت نهايته مثــل كثيرين ماتوا في ســبيل الكلمــات. فطوبى له وسلامٌ على كل مَن يُفكر خارج القطيع.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom