Al-Quds Al-Arabi

المطربة الفلسطينية سناء موسى في «صوتك يا شعبي» تغني بحنان وقوة وفخر

- بيروت - «القدس العربي» من زهرة مرعي:

لا تغيب سناء موسى طويلاً، فإن افتقدنا جديداً لها تكون في ورشــة الإعــداد والتحضير لتتحدى فيــه نفســها. فنانــة نشــيطة بامتيــاز، وهاجس العمل الجديد يشــغلها ويقلقها. فنانة ليســت في بحث عن أغنية «ضاربة» وفق معايير الزمن الفني الذي نعيشه، بل لكونها تلتزم بقضية وطنها، إلى جانب تراثه الغنائي الشــفهي. جديدها الذي بات متوفراً على يوتيوب منذ أسابيع قليلة «صوتك يا شعبي» مشــغول بروية لجهة الكلمة، والموسيقى والأداء. تلــك الأغنيــة - القصيــدة اســتوحتها موسى من قصيدة للشاعر سميح القاسم عنوانها «شــعبي حــي». تعاونــت مع نــادر صالحــة في صياغة الكلمات، وكما شعر سميح القاسم جاءت الكلمات المقتبســة وكأنها مولودة من رحم الأصل وروحه. والأهم صفاته المتميزة بالعنفوان والثقة والعّزة والتصميم على مجابهة الصعاب.

بوضــوح وصفاء وتصميم ومخــارج حروف نقية يصلنا صوت ســناء موســى. صوت يضفي على اللغة الفصحى للقصيدة مســحة حنان وقوة في آن. فالأغنية في مضمونها تهدف لشــد الهمم،

ودعم الصمــود، فالظلام لا بد سينقشــع. كلمات ليس فيها مبالغة، بل هي منسوجة بنبض الواقع، حقيقية نابعة من حياة شعب يقاوم الإحتلال على مدار الساعة، ويبعث على الفخر.

تميــز لحن «صوتك يا شــعبي» بالرقة والهدوء

في مطلعه، وراح يتصاعد تدريجياً وصولاً للنفس الملحمي. لحن ينبض حيــاة وعنفواناً بخاصة في ختامــه، ومعه اتخذ صوت ســناء موســى أبعاداً أخرى وقوة أكبر.

المشــاهد المصورة التــي رافقت حضور ســناء

موســى المختصر، تميزت بالأمــل والجمال. تماماً كمــا أرادت مــن الكلمات التي نســجتها مــع نادر صالحــة. جميل ومعبر أن يبدأ فيديو كليب آت من فلســطين بتكرار صور الأطفال. وأن يبتسم هؤلاء الأطفــال فهذا أشــد تأثيــراً من أية صــور أخرى، فهــم الأمل والغــد. وأن يكــون لكبار الســن مكان في الشــريط المصور يعني تواصل السعي لتحرير الأرض مــن جيل إلى جيل، حتى وإن كانت نظرات بعضهم تائهة لما عانوه من ممارســات الصهاينة. أن يضمّ عريس عروسه فوق دمار خلّفه الإحتلال، فهــذه راية تنتقــل بالوراثة من جيــل إلى جيل في فلسطين. وليس تكراراً ولا خشبياً أن يغني سميح القاسم بقوة صوته وإرادته «نحن القضاء المبرم». وأن يحضر غيفــارا فخوراً ومحاطاً برفاقه الثوّار، ومانديــا معتزاً بصموده وبانتصــار­ه المبين على العنصريــة. هو تأكيــد على أن الشــعوب المقهورة تستلهم من تجارب بعضها. وتستمر.

في تلك المشــاهد الفلســطين­ي تحــت الإحتلال لم يعد فقط جريحاً، أســيراً أو شهيداً مُلقى أرضاً محاطاً بالقتلة الذين يخشون حتى من جسده، بل بات معتزاً بمقاومته وصموده.

يذكر أن هــذا العمل الفنــي المتكامل «صوتك يا شــعبي» وقعه توزيعاً وإشرافاً موســيقياً بشارة الخل.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom