هداف ليفربول محمد صلاح يعد بالقتال كالأبطال في مواجهة لايبزيج
■ لندن - أف ب:يلخّص الوعد الــذي قطعه المصري محمد صلاح لجماهير ليفربول قســاوة ما يجتازه حامل لقب الدوري الإنكليزي، عشــية مواجهة صعبة في ذهــاب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا أمام لايبزيج الألماني.
بعد سلســلة من النتائــج المتخبطة، كتــب "الفرعون" على مواقــع التواصل الاجتماعي: "كانت فترة صعبة لأســباب عدة. نحن أبطال وسنقاتل كالأبطال، حتى النهاية. لن نسمح بأن يتم تقييم هذا الموسم على أســاس النتائج التي حققناها أخيرا. هذا وعدي لكم جميعا". ويحتاج ليفربول إلى نتيجة جيّدة في دوري الأبطال الذي أحرزه قبل موســمين للمرة السادسة في تاريخه، لتشــكل رافعة لرجال المدرب يورغن كلــوب الباحثين عن الثقة وســط كمّ رهيب من الإصابات في صفوفهم. لكن المباراة لن تقام علــى أرض أي من الفريقين، بعد منع الســلطات الألمانية حضور ابناء ليفربول بسبب بروتوكول كورونا، فاضطر اليويفا لنقلها إلى العاصمة المجربة بودابســت. وقد يصبّ إقامة المباراة خارج عقر دار لايبزيج في مصلحة ليفربول الذي يمرّ بفترة غير عادية، إذ لم يفز سوى 3 مرات في آخر 12 مباراة في مختلف المسابقات. سلســلة أنهت حظوظه منطقيــا، وباعتراف مدربــه، بمطاردة مانشستر سيتي المتصدر الذي يبتعد عنه بفارق 13 نقطة ومباراة أقل، بعد خمس جولات على بداية دور الاياب للدوري الانكليزي. وفي ظل خروجه أيضا من الكأس المحلية، ينشد "الحمر" تحقيق مشــوار جيد في المســابقة القارية لانقاذ ماء الوجه. لكن عشاق نادي "لن تســير وحيدا أبدا" قد يمنحون أسباب تخفيفية لفريق أثقله كاهل الإصابات، خصوصا خط دفاعه الذي خسر فيرجيل فان دايك وجو غوميز وجويل ماتيب. حتى المهاجم ديوغو جوتا الذي كان المفاجأة الإيجابية لهذا الموســم، فيغيب لعدة اسابيع بســبب الاصابة. وتراجع ليفربول إلى المركز الرابع، وبحال فوز مطارديه في البريميرليغ بمبارياتهم المؤجلة، قد يهبط نظريا إلى المركز الثامن. وما زاد الطين بلّة، اخطاء غير عادية لحامي عرينه أليســون الذي ارتكب هفوة تلو الاخرى فــي آخر مباراتين ضد مانشستر سيتي وليســتر، ذكّرت ببعض مآثر لوريس كاريوس فــي دوري الأبطــال. غيابات واصابــات أرهقت قلــب الفريق النابض المؤلف من أليســون والظهيرين ألكسندر أرنولد وأندي روبرتســون وفابينيو وجورجينيو فينالــدوم وثلاثي الهجوم صلاح وفيرمينو وساديو ماني.
وبعد أربع ســنوات من تطبيق أســلوب كلــوب المبني على الضغــط العالي المســتمر على الخصم، بدأ ليفربــول يعاني من نضوب فــي الطاقة. وقال مدافعه الســابق جايمــي كاراغر: "لا يتعلق الامر بالســلوك. هذا ليــس فريقا يقول حســنا، أحرزنا لقب الدوري، ونجحنا. لم يتنفســوا منذ ثلاث سنوات". ويشير كاراغر الى التحــوّل الكبير الحاصل بعد التعاقد مع صلاح وفان دايك وأليســون في 2017 و2018، ليتحــوّل ليفربول من منافس
للحلول بين الاربعة الاوائــل الى مصدر الخطر الاكبر في انكلترا وأوروبا، رغم التخلي عن البرازيلي كوتينيو لبرشــلونة مقابل صفقة قد تصل الى نحــو 200 مليون دولار فــي كانون الثاني/ يناير 2018. لكن الفريق لــن يكون بمقدوره اجراء صفقة كبيرة جديدة لتمويل قادمين جدد، مع اقتراب صلاح وماني وفيرمينو من الثلاثين، فيما ســيصبح فينالدوم لاعبــا حرا الصيف المقبل. وبــدون بيع أي نجــم، لن يكون بمقــدور حتى بطــل الدوري الانكليزي الانفاق بسخاء في ظل التقشف المادي الرهيب الناجم عن تداعيات فيروس كورونا.
في المقابــل، يغرّد لايبزيج خارج ســرب الأنديــة التقليدية في ألمانيا، مع الدعم المالي الجدلي من شــركة "رد بول" لمشروب الطاقة المالكة للنــادي، لكن بدون ذلك لم يكن الفريق الناشــئ قــادرا على مقارعة أبطال قاريين في فتــرة زمنية قصيرة. وآخر
مكتســباته المادية كان التخلي في نهاية الموسم عن مدافعه دايو أوباميكانو مقابل 43 مليون يورو لبايرن ميونيخ، علما انه ضمّه مقابل مليون يورو فقط من ســالزبورغ النمساوي الشقيق قبل أربع ســنوات. وكان ليفربول معتادا على التسوّق من مجموعة "رد بول"، بعد ضمّه لاعب الوسط نابي كيتا وتاكومي مينامينو، فيما صنع ماني أيضا اســمه مع سالزبورغ. ويتردّد ان قلب دفاع لايبزيغ الفرنسي إبراهيما كوناتيه قد يشكّل أحد الحلول لمشاكل دفاع ليفربول. ورغم خســارة مهاجمه تيمو فيرنر لتشلسي، لا يزال لايبزيج من منافســي البايرن على صدارة الدوري الالماني واقصى مانشســتر يونايتد من دور المجموعــات، ويعوّل على مجموعة من اللاعبــن الجدد على غرار دانــي أولمو ودومينيك سوبوســاي وأمادو حيدرا وكريســتوفر نكونكــو وكوناتيه وأنخلينو.