Al-Quds Al-Arabi

استمرار السجال بين «إم تي في» و«الضاحية» ... وبين الأسباب برنامج «صادق»

- بيروت - «القدس العربي» :

علــى الرغم من كل التحليــات التي توقّعت وقف برنامج الإعلامية ديمــا صادق على محطة MTV مقابــل إعادة بثّها في بعض المناطق الشــيعية وخصوصاً في الضاحية والبقــاع والجنوب، بعدما عمد أصحاب الكابلات إلى قطع الارســال إثر الحلقة الاخيرة التي سخرت فيها ديما من إطلالات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله واتهمت الحزب صراحة بقتل المعارض الشيعي لقمان سليم، فقد أطلّت ديما ليل الاثنين على الشاشــة لتواصل بث برنامجهــا «حكي صادق» الذي بات يُعــدّ من أبرز البرامج السياسية التحليلية والانتقادي­ة للوضع في لبنان.

غيــر أن ديما وقبل الدخول في مواضيع الحلقة، تحدّثت عما رافق الحلقة الســابقة عن حزب الله من ضجّــة، محيّدة ادارة MTV عن اطلاعها المســبق على مضمون الحلقة كما أبلــغ رئيس مجلس الادارة ميشــال المر رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ. وقالت ديمــا» لا بدّ من توضيح بعض النقاط. أنا أتكلم عن قناعاتي وتحليلي وأعبّر عن مشــاعري وعن تفكيري. إدارة محطة MTV لم تكن مطّلعة على مضمون الحلقة ولا تتبنّى الكثير مما جاء في سياق الحلقة، وإدارة المحطة ترى أن ما جاء في الحلقة هو اجتزاء من خطاب الســيد حسن نصر الله وتمّ استعماله في غير سياقه، اضافة إلى أن ادارة المحطة وعلى الرغم من أن لديها موقفاً واضحاً من سلاح حزب الله تشدّد على أن MTV لا تصدر أحكاماً ولا اتهامات لا لحزب الله ولا لأي طرف آخر في جريمة قتل بأي شــكل مباشر من دون أدلّة وحجج كافية ومنطقية التزاماً بما تراه المحطة من أسلوب مهني، فاقتضى التوضيح».

وكان البعــض رأى «أن ديما صادق تُركت وحيدة في ســاحة حربٍ، أرادتهــا انتحاريّة، فكان لها ما أرادت، ومــا أراد القيّمون على البرنامج، قبل أن يكتشــفوا أنّ التّداعيات كانــت كبيرة، وأكبر من طاقة محطــة MTV على لملمتها، فكلّفتها حجباً من مناطق واســعة من لبنان، ودعــوى قضائيّة تقف المحطّة أمامها مجرّدة من أسلحة الدّفاع عن نفســها «. واعتبر آخرون أن « القرار اتّخذ، لا مكان لديما صادق في المحطّة أقلّه في الفترة المقبلة ريثما تنجلي الأمور».

إلا أن المفارقة هي أنه في الوقت الذي كانت تصدر فيه هذه التحليلات، كان الإعلان عن برنامج « حكي صادق» مســتمراً على شاشة MTV التي تدرك أن وقف البرنامج سيُفسّر على أنه خضوع لمشيئة حزب الله، وســيعني خســارتها معركة الدفاع عن الحريات والتعبير عن الرأي التي لطالما تميّزت بها وكلّفتها اقفال المحطة في زمن الوصاية السورية.

ومن المقرّر أن يُطرح موضوع الإعلام في جلســة للجنة الإعلام والاتصــال­ات النيابية اليوم الأربعاء بدعوة من رئيســها نائب حزب الله حسين الحاج حسن الذي غرّد قبل الجلسة قائلاً «المقاومة الإسلامية في لبنان من أكثر حــركات المقاومة صدقاً وتضحية، وســتبقى على مبادئهــا وخياراتها برغم حملات الافتراء والتشويه المموّلة أمريكياً». وأضاف «حزب الله والمقاومة منفتحان على النقد والرأي الآخر وإن كان مخالفاً.. والرأي الآخر لا يكون بالشتيمة أو بالاتهامات الباطلة.»

تجدر الإشــارة إلى أن ديما صادق أثارت في حلقتها ليل الاثنين موضــوع وثيقة التفاهم بين «التيار الوطني الحر» و«حزب الله»، وســخرت من بيان التيار البرتقالي الــذي اعتبر أن الوثيقة لم تنجح في إعادة بناء الدولة، فركّزت على تقلّبات التيار العوني والتناقض في الخطاب منذ عودة الجنرال ميشــال عون إلى بيروت وكيف انقب من رافض لســاح حزب الله إلى معترف به ومدافع عنه، وكيف انقلب من مواجه للاحتلال السوري إلى حليف للنظام وضيف لدى الرئيس بشار الأسد.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom