عملية إزالة الأسلاك الشائكة والشفرات الحادة من الحدود المغربية مع مدينة سبتة تشرف على الانتهاء
أفادت صحيفــة «أخبار اليــوم» المغربية، أمس، أن الحكومة الإســبانية أصبحت قريبة من استكمال مشروع «حدود القرن الحادي والعشرين» على طول الشريط الحدودي الفاصل بين مدينة سبتة والداخل المغربــي، إذ انتهــت، حاليــاً، من انتزاع الأســاك الشــائكة والشــفرات الحادة التي كانت تسبب في جروح، أحياناً غائــرة، للمهاجرين الذين يقتحمون الســياج انطلاقاً من الجانب المغربــي، فيما تواصل وضع الأمشاط المعكوســة عوض الشفرات الحادة، كما رفعت من علو السياج إلى 10 أمتار بدل 6 أمتار.
ولاحظــت أنه مع ذلــك هناك من يعتبــر كل هذه الإجــراءات مجــرد «ماكياج» في إســبانيا الحدود الجنوبيــة لأوروبا، كمــا ذهبت إلى ذلــك صحيفة «الفارو دي ســبتة» في إشــارة منها إلى أن الإجراء الجديــد لن يمنع تدفقــات المهاجريــن، ولن يخفف مــن معاناتهم، ســواء الجســدية أو النفســية أو المادية. وأكــد المصدر ذاتــه أنه بعد ســنة ونصف من بدء أشــغال نزع الأســاك الشــائكة في كانون الأول/ ديســمبر2019 تمكنت الحكومة الإسبانية من الانتهاء من الأشــغال في الساعات الماضية.وحسب الإجراء الجديد لرئيس الحكومة، بيدرو سانشــيز، ووزير الداخليــة فيرناندو مارلاســكا، اللذين أكدا منذ وصولهما إلى الحكــم في حزيران/ يونيو 2018 أنهما سيقبران مشروع الأسلاك الشائكة الذي تبنته حكومة ثاباتيرو في المجلس الوزاري الذي كان انعقد في 30 أيلول/ ســبتمبر 2005 وكلــف خزينة الدولة الإسبانية حينها أموالاً باهظة والكثير من الانتقادات الحقوقية.ويدخل إجراء نزع الأســاك الشائكة في إطار مشــروع الحدود الذكية في الحدود البرية بين الداخل المغربي وســبتة ومليلية. وسيكلف المشروع خزينة الدولة الإسبانية قسط منها خصص لتطوير ســياج ســبتة، فيما ســتذهب البقية إلى سياجات مليلية التي ستنتزع منها أيضاً الشفرات الحادة.هذا المشــروع هو جزء أيضاً من مخطط تعزيز وتحديث
نظام حماية الحدود البرية في ســبتة ومليلية الذي صــادق عليه المجلس الوزاري الإســباني في مدريد فــي 18 حزيران/ يونيــو 2019 والــذي تبلغ قيمته الاستثمارية 32 مليون يورو.
في السياق نفســه، ورغم غياب أي تأكيد أو نفي رســمي، قال «مرصد الشــمال لحقوق الإنسان» إن الســلطات المغربية تســابق الزمن لإقامة الأسلاك الشــائكة على طول المدينة، لمنع تسلسل المهاجرين غير النظاميين إلى المدينة المحتلة، وســط تكتم كبير. وترى المنظمة الحقوقية أن إقامة السياج تـــكريس لاســتعمار المدينة المحتلة، واعتراف من الســلطات المغربية بوضـــــعية المدينة، وهو ما يرفضه بشدة المرصــد، الذي أضاف أنــه في الوقت الــذي أعلنت إسبانيا نزع الشفرات الحادة من السياجات بسبب الضغط الحقوقي، في محاولة لما يســمى «أنســنة» حدودها، فإن المســؤولين المـــــغاربة يصرون على لعب دور الدركي ضد سيـــــادة المغــرب والمواثيق الدولية لحقوق الإنــسان.