Al-Quds Al-Arabi

قمة مجموعة الساحل تدعو لمزيد من التنسيق للقضاء الكامل على الإرهاب

- نواكشوط – «القدس العربي» من عبد الله مولود:

أكد رؤساء دول مجموعة الساحل الخمس أن قمتهم التي اختتمت في وقت متأخر من ليل الثلاثاء بالعاصمة التشادية نجامينا، انعقدت في ظــرف عصيب يتســم بتطــورات كبرى، بينها اســتمرار العمليات الإرهابية المســلحة في الســاحل، وتدهــور الأوضــاع الأمنية في ليبيا، والانعكاسا­ت الاجتماعية والاقتصادي­ة لجائحة كورونا التي تأثر بها كل مجال».

وأشار رؤســاء موريتانيا والتشاد ومالي والنيجر وبوركينافا­ســو، فــي بيان تمخضت عنه قمتهم الســابعة، أنه «إضافة إلى جسامة تأثيره البشري والصحي، فإن وباء كورونا قد أثر بشكل بالغ الســلبية على اقتصاديات دول المجموعة الهشة أصلاً، حيث أدى انتشاره إلى تقلص الناتج الداخلي الخام عام 2020، بنسب وصلت في بعض دول المجموعة إلى 7 و8% .»

«إن إصرار مجموعتنــا على عقد هذه القمة في هذا الظــرف، يضيف البيــان، يظهر مدى ممانعة بلداننــا وصمودها أمام هــذه الأزمة الخطيرة».

وجــدد رؤســاء دول مجموعة الســاحل دعوتهــم «لإلغاء كامل ديــون بلدان المجموعة طبقاً لإعلان نواكشوط الخاص بجائحة كوفيد 19 الصادر عن القمة التي عقدت في موريتانيا يوم 27 نيسان/أبريل الماضي».

وتدارســت قمة الســاحل حالة تقدم تنفيذ خارطة طريق قمــة «بو» حيث حيت الخطوات المقطوعــة فــي هذا الصــدد، وبخاصــة على مســتوى عمليــات التدخــل العســكرية في الســاحل، مبرزة «أن تحقيقات ســتجري في الشــكاوى التي تقدم بها الســكان بخصوص تعرضهــم لعلميات قصف عشــوائية من قوة برخان، خلال حفلاتهم».

وارتاح قادة الســاحل، حسب بيان قمتهم، للإطلاق الرســمي لتحالف الســاحل الذي تم خلال مؤتمــر بالفيديو كونفرانــس بين دول الســاحل والاتحــاد الأوروبــي» داعــن إلى «ضــرورة تدعيم هذا التحالف على مســتوى إدارته وهياكله الإدارية ووسائله».

وحيا الرؤســاء القرار الفرنســي القاضي بزيادة عــدد جنود حامية برخان العســكرية الفرنسية المرابطة في مالي، وبتقوية التنسيق بينها مع القوة العســكرية المشتركة لمجموعة الساحل».

كمــا حيــا الرؤســاء «الانتصــار­ات التي ســجلتها القوات العسكرية المشتركة والقوات الدولية في الســاحل، وبخاصــة تحييد زعيم تنظيم القاعــدة في المغرب الإســامي يوم 3 يونيو 2020 في منطقة تاساليت من طرف قوة برخان وحلفائها».

وبعد أن حيا رؤساء مجموعة دول الساحل التــزام الاتحاد الأوروبي بدعــم منظمتهم في مجال التكوين والتجهيز والبنى التحتية وفي مجال الاستشــار­ة، وبعد أن حيوا الدعم الذي قدمــه شــركاء المجموعة الآخــرون وبخاصة الولايــات المتحــدة الأمريكية، دعا الرؤســاء

شــركاء المجموعة «لتقــديم المزيد مــن الدعم ولتنويــع ما يقــدم منه ليشــمل دعم جيوش الدول الأعضاء وقوتها العسكرية المشتركة».

وأعرب الرؤســاء عن دعمهم «لتنفيذ اتفاق السلام والمصالحة في مالي الذي تمخضت عنه مفاوضــات الصلح في الجزائر عــام 2015 من أجل أن تســتعيد مالي استقرارها، معربين عن «ارتياحهم للخطوات المقطوعة على مســتوى نزع الســاح ودمج الســكان». وفي الجانب الخاص بالتنميــة، حيا الرؤســاء الخطوات المقطوعة في مجال تنفيذ خطة التنمية والأمن على مســتوى المجموعة. وقرر الرؤســاء عقد قمتهم المقبلــة في أحد بلــدان المجموعة خلال الســنة الجارية، على أن يتولى وزراء الدفاع

والخارجيــ­ة والاقتصاد متابعة مــا اتخذ من قــرارات وتوصيات. وخلال تقــديم لحصيلة المنجــزات المحققة فــي ظل رئاســته الدورية للمجموعــة، أكــد الرئيــس الموريتاني محمد الشــيخ الغزواني «أنه منذ القمة الاستثنائي­ة لرؤســاء دول مجموعة الخمس في الســاحل المنعقدة في 27 نيسان/أبريل 2020 التي تبنت

إعلاناً بشأن وباء كوفيد -19، لا تزال المناصرة المكثفة مستمرة على أعلى مستوى لدعم خطط الاستجابة الوطنية وإلغاء الديون الخارجية لبلــدان المجموعة ».وجدد الرئيــس الغزواني دعوتــه إلى «إلغاء الديون بصــورة فعلية، لما يمثله ذلك من استجابة بشــكل تام للتأثيرات السلبية للأزمة الصحية والأمنية المزدوجة.»

وقال: «تشــكل الأزمة الليبيــة مصدر قلق وعامل عــدم اســتقرار يغذي انعــدام الأمن والإرهاب في منطقة الساحل. وفي هذا الصدد، ســجل الرئيس الموريتاني ارتيــاح مجموعة الساحل للاتفاق الأخير الذي تم التوقيع عليه في جنيف تحت رعايــة الأمم المتحدة، والذي يشكل سبباً للتفاؤل بحل دائم لهذه الأزمة.»

وأضاف: «ســيكون من المناسب أيضاً منح الاهتمــام مــن الآن فصاعداً لمراقبــة وحماية الواجهــة البحرية لمنطقة الخمس بالســاحل والتي، كما أشــرت في مقر الناتو في 14 كانون الثاني/يناير، تجب حمايتها من تحديات أمنية متعددة في الوســط البحري مثــل القرصنة البحرية والهجرة غير الشرعية والاتجار غير المشروع والتلوث البحري .»

وأكد فــي الأخير «أن تراكــم التحديات في شــبه المنطقة ليس حتمياً، لأن منطقة الساحل تتوفر على قــدرات كبيرة لمواجهتها، وســط التطلع العميق لشعوبها إلى العيش في سلام وكرامــة » مبــرزاً «أن مجموعة دول الســاحل الخمس ســتتمكن بتصميمهــا وبدعم المجتمع الدولي من رفع تحديــات الإرهاب والحوكمة والتنمية .»

 ??  ?? قادة مجموعة دول الساحل الخمس يظهرون على شاشة خلال اجتماع عبر الفيديو مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
قادة مجموعة دول الساحل الخمس يظهرون على شاشة خلال اجتماع عبر الفيديو مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom