Al-Quds Al-Arabi

إيران: القوات المسلحة تنتقد وزير الاستخبارا­ت حول تصريحاته بشأن اغتيال فخري زاده

-

■ طهران ـ أ ف ب:انتقــدت هيئة الأركان العامة للقوات المســلحة الإيرانية، أمس الثلاثاء، وزير الاستخبارا­ت على خلفيــة اتهامه أحــد عناصرها بالضلوع فــي اغتيال العالم النووي محســن فخري زاده، مؤكدة أن المشتبه به استبعد من التدريب العســكري قبــل أعوام، وفق ما أفــادت وكالة الأنباء الرسمية.

وقال الوزير محمــود علوي، الأســبوع الماضي، إن أحد عناصر القوات المســلحة شارك في التحضير للاغتيال الذي وقع أواخر تشرين الثاني/نوفمبر قرب طهران، وإن وزارته لم تكن قادرة «على القيام بعمل استخباري في مجال القوات المســلحة». وفي بيان نشــرته وكالة «إرنا» الرسمية، أكدت هيئة الأركان العامة للقوات المســلحة أن المشــتبه به «كان يتــدرب العام 1393 )وفق التقويم الفارســي، بدءاً من آذار/ مارس 2014 وفق التقويم الميلادي( وتم استبعاده في العام ذاته لأســباب أخلاقية وإدمانه». وشــددت على أنه بسبب ذلك، لم يتم «تجنيده على الإطلاق» ونظــراً لأنه كان مدنياً وليس عســكرياً، كانت «صلاحية وزارة الاستخبارا­ت» أن تتولى مراقبته.

وقال في حديث للتلفزيون الرسمي في الثامن من شباط/ فبراير، إن «الشــخص الــذي قام بالتحضيــر­ات الأولوية للاغتيال كان عنصراً من القوات المســلحة، ولم نكن قادرين على القيام بعمل اســتخباري في مجال القوات المســلحة». وأضــاف أن الوزارة طلبت مــن القوات المســلحة «تكليف شخص لنتعاون في هذه المســألة، لكن الحادث )الاغتيال( للأسف حصل قبل أن تقوم بتعيين مندوب».

واعتبرت هيئة الأركان فــي بيانها، أنه كان يجدر بعلوي أن «يكــون أكثر حذراً في تصريحاته لوســائل الإعلام» لئلا يتــم توفير أعذار لأعــداء الجمهورية الإســامية، وضمان «كرامة القــوات المســلحة» ووزارة الاســتخبا­رات. وتعد انتقــادات علنية كهــذه بين هيئــات أمنية وعســكرية في الجمهورية الإسلامية، أمراً نادر الحدوث.

وبعد نحو أســبوع على تصريحاتــه التلفزيوني­ة، نقلت وكالة «إســنا» عن علوي قولــه، الأحــد، إن العنصر الذي تحدث عنه كان «عضواً ســابقاً في القوات المســلحة» وأنه «ترك البلاد قبل» تنفيذ عملية الاغتيال. واغتيل فخري زاده، أحد أبرز العلماء الإيرانيين، بعد استهداف موكبه في مدينة أبســرد بمقاطعة دماوند شرق طهران في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر.

وكشف وزير الدفاع أمير حاتمي، بعد الاغتيال، أن فخري زاده كان أحد معاونيه ويشغل رسمياً منصب رئيس منظمة الأبحاث والإبداع التابعة للوزارة.

وقــال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شــمخاني، بعد أيــام، إن الاغتيال كان «عملية معقدة اســتخدمت فيها أجهزة إلكترونية، ولم يكن ثمة أي شخص في المكان». كذلك وصفه بأنه «ســردار» وهو لقب الضباط الكبار في الحرس الثوري.

وأشــار نائب القائد العام للحرس الثــوري العميد علي فدوي، إلى أن الاغتيال تم بواســطة رشــاش باســتخدام «الــذكاء الاصطناعي، تم التحكم به عبــر الأقمار الصناعية والإنترنت، ولم يكن هناك إرهابيون في مكان الحادث» وفق ما نقلت عنه وكالة «مهر» الإيرانية.

واتهمت إيران الكيان الصهيوني بالوقوف وراء الاغتيال. ولم يعلــق الاحتلال رســمياً على الاتهام، علماً بأنه ســبق لرئيــس وزرائها بنيامــن نتنياهو أن قال العــام 2018 إن فخري زاده مســؤول عن برنامج عســكري نووي إيراني، لطالما نفت طهران وجوده.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom