Al-Quds Al-Arabi

المغرب: ارتفاع متواصل في عدد المستفيدين من التطعيم وانخفاض ملحوظ في الإصابة بكورونا للأسبوع الثالث عشر

- الرباط ـ «القدس العربي»:

أصبــح المغرب يتوفر حالياً على ســبعة ملايين جرعة من اللقاح المضاد لوبــاء )كوفيد-19( بعد تســلمه الدفعــة الثانية مــن لقاح «ســينوفارم» الصيني، ومقدارها 500 ألــف حقنة. فيما أُعلنَ في الربــاط عن قرب وصــول دفعة ثالثة مــن اللقاح البريطاني «أســترازني­كا» المصنع في الهند. وبلغ عدد المســتفيد­ات والمســتفي­دين من التطعيم إلى حدود مساء أول أمس الثلاثاء حوالي مليون و904 آلاف و169 شخصاً.

وكشــف خبيــر طبــي مغربــي أن فعاليــة «ســينوفارم» تبلغ 80 في المئــة، فيما تصل فعالية لقــاح «أســترازني­كا» إلــى 70 في المئــة. وأوضح البروفيسور كمال مرحوم الفيلالي، رئيس مصلحة الأمــراض الوبائيــة والتعفنيــ­ة في المستشــفى الجامعي ابن رشــد فــي الدار البيضــاء، أن حالة المصابــن بكوفيد19 بعــد التطعيــم، تختلف عن حالتهم قبله إذ إن قوة الفيروس تكون أقل، وفق ما نقلت عنه صحيفة «الأيام 24» الإلكتروني­ة، وأشار إلى نسبة فعالية لقاح «موديرنا» الأمريكي تبلغ 90 في المئة، مستنتجاً أن هذه النسبة تعني أن العشرة فــي المئة المتبقيــة من الذيــن خضعــوا للتطعيم يمكــن أن يصابــوا بكوفيــد 19. وكان الخبير في الفيروســا­ت يعلّق على إصابة أربعة أشخاص في ولاية أوريغون الأمريكية بكورونا رغم مرور وقت كاف على تطعيمهم بجرعتين من اللقاح المعتمد.

علــى صعيد مســتجدات الحالــة الوبائية في المغــرب، أعلن عن تســجيل 476 إصابــة جديدة بفيروس كورونا المســتجد و1079 حالة شــفاء، و13 حالة وفاة خلال 24 ســاعة. ومــن ثم، رفعت الحصيلة الجديدة العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة إلى 479 ألفاً و71 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 آذار/ مــارس الماضي، ومجموع حالات الشــفاء التام إلى 460 ألفاً و628 حالة، فيما ارتفع عــدد الوفيات إلى 8504 حالــة. فيما يصل مجموع الحالات النشــطة التي تتلقى العــاج حالياً إلى 9939 حالة.

وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة في أقســام الإنعــاش والعناية المركزة المســجلة خلال 24 ســاعة 40 حالة، ليصــل العدد الإجمالي

لهذه الحالات إلى 448 حالة، أما معدل ملء أســرة الإنعاش الخاصة بـ)كوفيد-19( فقد انخفض إلى 14,2 في المئة.

وأفاد رئيس قســم الأمراض السارية في وزارة الصحة المغربية، عبد الكريم مزيان بلفقيه، بأن في ســياق تقديمه للحصيلة نصف الشهرية المرتبطة بالوضعية الوبائية، بأن مؤشــر التكاثر والتوالد لحــالات الإصابة بكورونا يواصل التحســن على مدى 13 أســبوعاً متتالياً، حيث سجل هذا المؤشر مستويات تحت الواحد، واستقر في مستوى 0,85، مشــيراً إلى أن منحنى الوفيات الأســبوعي عرف أكبر انخفاض في هذه المدة، حيث تحســن بنسبة 30- في المئة، وشــمل هذا الانخفــاض 10 جهات وبنسب متفاوتة.

ونقلــت وكالة الأنبــاء المغربية عن المســؤول قوله: فيما يخص تطور معدل الإصابة الأســبوعي لكل 100 ألف نسمة، فإنه عرف انخفاضاً متواصلاً خلال الأســبوعي­ن الأخيرين، حيث مر من نســبة 13,3 في المئة في نهاية كانون الثاني/ يناير إلى 8,6 في المئة لكل 100 ألف نسمة في الأسبوع الأخير.

اعدد الانخفاضات

وأضاف أن عدد الحالات النشــطة انخفض هو الآخر، حيث انتقــل من 13 ألفاً و99 حالة نشــطة منــذ أســبوعين إلــى 9939 حالــة أول أمس، أي بمعــدل انخفاض ناهز 20 في المئة، فيما عرفت عدد الحالات الحرجة التي يتم استشــفاؤه­ا في أقسام العناية المركزة، انخفاضاً بنسبة 37 في المئة خلال الأســبوعي­ن الأخيرين، حيث مر من 744 حالة إلى 448 حالة.

واعتبر المســؤول هذا التحســن في المؤشرات «ثمــرة لجهــود وإجــراءات إداريــة واحترازية متخذة، تجــاوب معها أغلبية المواطنين وبنســب كبيرة .»

وحسب رئيس قسم الأمراض السارية، فإن عدد الحالات الإيجابية المؤكدة إلى حدود أول أمس بلغ ما يعادل 479 ألفاً و71 حالة، بمعدل إصابة تراكمي يقارب 1316,7 حالة لكل 100 ألف نســمة، مسجلاً أنه وللأســبوع الرابــع على التوالي يســجل هذا المؤشر الوطني مســتوى أقل من المستوى العالمي،

وأن هذه النســب والمؤشرات تمنح المملكة المغربية الرتبة 34 عالميــاً والثانية إفريقيا بالنســبة لعدد الحالات الإيجابية.

وبالنسبة للوفيات المســجلة، فإنه تم تسجيل 8504 حالة وفاة مؤكدة بنسبة إماتة وطنية تقارب 1,8 في المئة مقارنة بنســبة عالميــة تقدر ب2,2 في المئة، مشــيراً إلى أن المغرب يحتل المرتبة 37 عالمياً والثالثة إفريقياً بالنسبة لعدد الوفيات المسجلة.

أما بخصوص نســبة الشــفاء، فأوضــح أنها عرفت مســتوى مرتفعاً قارب 96 فــي المئة، حيث جرى تســجيل تعافــي 460 ألفــاً و628 حالة. أما الحالة الوبائية خلال أســبوعين، فتعرف بدورها تحســناً، حيث إن عدد الحالات الإيجابية المسجلة تعرف انخفاضاً متواصلاً للأســبوع الثالث عشر على التوالي. وقدرت نســبة هذا الانخفاض العام بناقص 25,7 في المئة، وقد تم تسجيل انخفاض في عشــر جهات، فيما عرفت جهتا «كلميم - واد نون » و»بني ملال – خنيفرة» ارتفاعاً طفيفاً على التوالي بنسبة زائد 14,8 في المئة، وزائد 4,5 في المئة.

ورغم هــذا التحســن الملاحظ في المؤشــرات الوبائية، فــإن الحكومة المغربيــة تواصل فرض حظر على تنقل المواطنين بين المدن، وعلى التجوال الليلــي، وهو مــا أثــار ردود فعــل متباينة على شــبكات التواصــل الاجتماعي، بين مــن اعتبرها ضروريــة للمحافظــة علــى التراجــع الكبير في أعــداد الإصابــات والوفيات بفيــروس كورونا، وبين من رأى فيها تضييقاً على أنشــطة المواطنين واســتمرار­اً في قطع أرزاقهم، مؤكــداً أن الحكومة لم تقدم أســباباً وجيهة تبرر بها استمرار الإغلاق. في هذا الصدد، كتب الباحث محمد جبرون تدوينة عبّر فيها عن رفضه اســتمرار إجــراءات الإغلاق، وكتب علــى صفحته الفيســبوك­ية موجهاً خطابه إلى المسؤولين المغاربة: «الله يهديكم علينا، الناس قد يتحملون المرض، ولكن لن يصبروا على الجوع والإهانة ».واعتبــر حظــر التجــوال الليلي ومنع التنقل بــن المدن إجــراءات حاطة مــن الكرامة، ومكلفة اجتماعياً واقتصادياً... ولم تعد لها أسباب مقنعة». وأعرب عن اعتقاده بــأن «جزءاً مهمّاً من

أزمة مدينــة الفنيدق ليس في إغلاق باب ســبتة، ولكن في الحصار المضروب عليها الذي شــل قطاع الخدمات بصورة شبه كلية، وربما تنتقل العدوى إلى مناطق شبيهة في المستقبل القريب إذا استمرت هذه السياسة .»

وجواباً على التعليقات المنتقدة لاستمرار إغلاق المدن المغربية، قال البروفيســ­ور مصطفى الناجي عضو اللجنة الاستشــار­ية المغربية للقاح «كوفيد 19» فــي تصريــح أورده موقع «برلمــان» إن هذه الإجراءات ســاهمت في انخفاض عدد الإصابات إذ ســجل المغــرب، وبالتالــي فــإن التمديد يأتي بهدف إتمام عملية التطعيم في أحســن الظروف، وتقليص عــدد الإصابات إلى الحــد الممكن.وأبرز المتحــدث الذي يديــر مختبر علوم الفيروســا­ت في جامعة الحســن الثاني في الــدار البيضاء، أن التراجــع عن هذه الإجراءات يمكــن أن يؤدي إلى تضاعف الإصابات والرجوع للأرقام الكبيرة التي كنا نســجلها من قبل، لذا يقول الخبير نفسه «فإن تمديد هذه الإجراءات ســيمكن المغرب من تفادي السيناريوه­ات الأصعب والمتجلية ربما في العودة إلى حجر صحي شــامل وهو الإجراء الذي طبقته العديد من الدول مثل بريطانيا.»

ودعا المواطنين إلى الانخراط الشــامل في هذه التدابيــر الاحترازية «لأنها هي الســبيل الوحيد لإنجــاح عملية التطعيــم، والرجوع إلــى الحياة الطبيعية» يقول المتحدث، متوقعاً أن تعود الحياة الاقتصادية إلى ســابق عهدها فــي 15 أيار/ مايو المقبل.

وما زالــت تداعيــات الإجــراءا­ت الاحترازية تلقــي بثقلها على عــدد من القطاعــات الحيوية، من بينهــا قطاع النقــل الســياحي، حيث وجهت «الفيدرالية الوطنية» رســائل إلى الأمناء العامين للأحزاب المغربية، أمس الأربعاء، بشأن الوضعية الاجتماعيـ­ـة والاقتصادي­ة الهشــة التــي يعاني منهــا أربــاب النقل الســياحي، جــراء تداعيات «كوفيد-19 .»

تأجيل سداد أقساط الديون

ومما جاء في الرســائل التــي أوردت صحيفة «اليوم24» الإلكتروني­ة ملخصاً لها أنه «رغم إصدار لجنة اليقظة قرار تأجيل سداد أقساط الديون إلى غاية 31 آذار/ مارس المقبــل، تعيش وكالات النقل السياحي، حالة من الضغط الرهيب الذي تمارسه شــركات التمويل من أجل اســتخلاص أقســاط الديون». وشددت الفدرالية نفسها على أن «بعض شــركات التمويل لجأت إلى تهديــد وكالات النقل الســياحي، وإجبارها على أداء أقســاط الديون، كما لجأت إلى المحاكم لمقاضاة بعض وكالات النقل السياحي، وأقدمت أخرى على حجز سيارات دون تبليغ الــوكالات بالأحكام القضائية الصادرة دون علمها .»

وأكــدت أن الأوضاع الصعبــة والأزمة الخانقة التي تعيشها وكالات النقل الســياحي، بالإضافة إلى مهنيي القطاع، شــأنها شــأن باقي القطاعات السياحية، تستوجب اليوم مد يد العون من طرف المؤسســات الحكومية ذات العلاقــة، ومن طرف الشــركاء من القطاع الخاص، لإنقاذ القطاع الذي يشغّل آلاف المواطنين المغاربة المشتغلين في القطاع السياحي من أي تلاعب يعرضهم للمخاطر.»

 ??  ?? مغربي في مركز طبي في انتظار تلقي اللقاح ضد فيروس كوفيد 19 ضمن حملة التطعيم الوطنية
مغربي في مركز طبي في انتظار تلقي اللقاح ضد فيروس كوفيد 19 ضمن حملة التطعيم الوطنية

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom