Al-Quds Al-Arabi

الساحل الافريقي: قمة بعد أخرى والوضع على حاله لكن الرؤساء متفائلون

ماكرون متشائم ويستبعد تقليص القوات الفرنسية في مالي

- نواكشوط القدسالعرب­ي: من عبد الله مولود:

مع إسدال الســتار على قمة الساحل في نجامينا، تمضي سبع قمم لمجموعة دول الســاحل الخمس دون أن يتحقق الهدف الذي تسعى إليه دول الساحل وشــركاؤها الغربيون والمتمثل في القضاء التام على الإرهاب وعلى العمليات التي تنفذها المجموعات المســلحة وعلى رأسها تنظيم القاعدة ومنظمة نصرة الإسلام والمسلمين وكتيبة ماسينا.

ومع أن فرنسا المعنية ميدانياً بالحرب على الإرهاب قد قدمت خلال المؤتمر الســابع لوحة قاتمة ومتشــائمة جداً عن الوضع، فقد طبع التفاؤل تقييمات للقمة أدلى بها الرئيس الموريتاني محمد الشــيخ الغزواني الرئيس الســابق لمجموعة الســاحل، الأربعاء، في مؤتمر صحافي مشــترك مع رئيسها الدوري الجديد الرئيس التشادي المارشال إدريس ديبي.

فبخصوص معضلة استكمال تمويل القوة العسكرية المشتركة، أكد الرئيس الموريتاني «أن موضوع الإرهاب موضوع مهم للغاية وبخاصة في بعده الأمني والتمويلي مما يطرح بإلحاح قضية التمويل الدائم للقوة العسكرية المشتركة لمجموعة الساحل .»

وقــال: «لقد تم القيام بالكثيــر في هذا الصدد من خلال مســاهمات بعض الشركاء كالاتحاد الأوروبي وبلدان أخرى.»

إلا أن الرئيس الموريتانـ­ـي أكد «أن ما تم تقديمه غير كاف بالمقارنة مع حجم التحديــات المطلوبة ومــا ننتظره من دعم للقوة المشــتركة، إذ لا بد من المزيد لتصبح القوة المشــتركة أكثر فاعلية ولتحقق المزيــد من النتائج، على الأرض وهذا هو المهم» مشــيراً إلى «أن دول مجموعة الساحل الخمس قامت بالكثير بالمقارنة مع الإمكانات المتاحة.»

وأضاف: «تعتبر الوحدات العاملة اليوم في إطار القوة المشــتركة من أكثر الوحدات تدريباً وتســليحاً، وقد تم اختيــار أفرادها بعنايــة كبيرة، وعلى مســتوى القوات المســلحة الموريتاني­ة نمنح الأولوية للقوة المشتركة ونأمل أن تكون مساهمة شــركائنا أكثر أهمية وهذا مطلب قديم تقدمنا به منذ إنشاء القوة المشــتركة، وقد لجأنا في هذا الصدد إلى الأمم المتحدة طالبين تســجيل موضوع القوة المشتركة ضمن البند الســابع من ميثاق الأمم المتحدة لضمان تمويل دائم لها، ولم نحصل بعد على مطلبنا، إلا أننا لسنا متشائمين.»

وفــي تقييم آخر للمؤتمر، قال الرئيس التشــادي المارشــال إدريس ديبي إيتنو: «كانت النتائج التي تم الحصول عليها على الأرض إيجابية فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب في دول الســاحل بقيادة أخي الرئيس محمد ولد الشــيخ الغزواني، فهناك دون شــك نتائج جيدة بالنســبة للقوة المشــتركة لمجموعة الخمس في الساحل وقوة برخان من خلال ما قاما به من عمل ملموس، أضعف الإرهابيين في منطقة الحدود الثلاثة )بين النيجر ومالي وبوركينافا­سو)».

وفيما يتعلــق بالتمويل، أوضح الرئيس التشــادي أن «هناك تمويلات تم الحصول عليها بصورة مباشــرة من التشــاد لدعم الجنــود على الأرض مع وجود موارد إضافية، ســواء تعلق الأمر بالتجهيزات العسكرية أو بالجانب التنمــوي انطلاقاً من أن محاربة الإرهاب ليســت عملاً عســكرياً فقط بل هي عملية شاملة».

وقال «إن الفقر وتعثر التنمية في الســاحل هما السبب الرئيس للمشاكل، لأن هذه الأوضاع الاقتصادية هي التي هيأت التربة للتغرير بالشباب».

وأضاف: «التحالف الذي تم إنشــاؤه في البداية نراه اليوم يتوسع كثيراً بانضمام المزيد من الدول إليه، وبالنســبة للشركاء الفنيين والماليين فستكون هناك قمة بالنســبة لهم في الصيف القادم موضوعهــا التمويلات الإجمالية للتنمية ومحاربة الإرهاب».

وقال «إن التزامنا منذ إنشــاء المنظمة بوصفنا أعضــاء فيها لا رجعة فيه، ولذلك مكننا عملنا معاً، وبروح التآزر والتضامن من تجنيب مواطنينا المعاناة نتيجــة الوضعية التي خلفها الإرهــاب، ولدينا أمل كبير فــي الحصول على تمويلات دائمة من طرف تحالف الســاحل والأمم المتحدة والشركاء في شبه المنطقة».

أما الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي شارك في القمة عن بعد، فقد قدم لوحة متشــائمة عن الوضع متحدثاً عن نتائج قليلة، ومستبعداً تقليص القوات الفرنسية المرابطة في مالي.

وقال فــي مداخلة له عبر الفيديــو كونفرانس: «لقد تمكنــا رغم الظروف من تحقيق نتائج على مســتوى منطقــة الحدود الثلاثة بــن النيجر ومالي وبوركينافا­ســو، كما أن المجموعة الإرهابية الكبرى التــي هي تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى، قد فقدت ســيطرتها وتكبدت خسائر كبيرة جــداً». وأضاف: «لكن المجموعــا­ت التابعة لتنظيم القاعــدة وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين وكتيبة ماســينا ما تزال على حال قيادتها للعمل الجهادي المسلح مشكلة أكبر خطر على الساحل». دورية للجيش الفرنسي على الحدود مع بوركينا فاسو )أرشيفية(

ووعد الرئيس ماكرون بالقيام بعمليات نوعية للقضاء على هذه المجموعات التي تهدد المنطقة». وبخصوص القوة العسكرية الفرنسية المرابطة في مالي، قال الرئيــس ماكرون الــذي زاد عدد قوتــه ب 500 جندي «ستشــهد قوتنا تطورات وإعادة تنظيم لكن ليس في الوقت الحالي» مستبعداً بقوة «إضعاف الوجود العسكري الفرنسي أو تقليصه في ظرف تجد فيه فرنسا دعماً سياسياً

وعسكرياً مهماً في تحقيق أهدافها».

وخارج النطاق العســكري، دعا الرئيس ماكرون «لمنح شــعوب الساحل أمــاً ولفتح الآفاق أمامهم» وهو ما يرى ماكــرون «أنه يجب أن يمر عبر تأمين السكان المشردين وإعادتهم لمناطق وطنهم الأصلية، وإنهاء حالة الإهمال التي يواجهونها».

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom