Al-Quds Al-Arabi

خامنئي يطالب واشنطن بـ«الأفعال لا الأقوال» لإحياء الاتفاق النووي

روحاني: الاتفاق غير قابل للتغيير وسنواصل الالتزام بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية

- لندن ـ «القدس العربي» ـ وكالات:

طلب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أمس الأربعاء، من الولايــات المتحدة «الأفعال لا الأقوال» إذا كانت تريد إحياء الاتفــاق النووي الذي أبرمته طهــران مع قوى عالمية عــام 2015، وذلك في أحدث تحــد للرئيس الأمريكي جو بايــدن ليتخذ الخطوة الأولى من أجل كسر جمود الوضع. وحددت طهران لبايدن موعداً نهائياً في الأســبوع المقبل كي يبدأ في التراجع عــن العقوبات التي فرضها ســلفه دونالد ترامب، وإلا ســتتخذ إيران أكبر خطواتها حتى الآن لانتهــاك الاتفاق النووي بحظــر عمليات التفتيش التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد وقت قصير من تقديم إخطار بها.

وقال خامنئي في كلمة بثها التلفزيون: «ســمعنا الكثيــر من الأقوال والوعود الجميلــة التي انتُهكت علــى أرض الواقع، لا جدوى من الــكلام والوعود، هذه المــرة نطلب التطبيــق العملــي للوعود فقط والوفاء بهــا، وإذا لمســنا ذلك فــي الجانب الآخر سنقوم بالعمل أيضاً».

ويســعى بايدن إلى العودة للاتفاق الذي وافقت إيــران بموجبه على فــرض قيود علــى برنامجها النــووي مقابل رفع العقوبــات، وكان إنجازاً كبيراً

لإدارة الرئيس الســابق باراك أوباما حتى انسحب منــه ترامب في عــام 2018. لكن علــى الرغم من أن طهران وواشــنطن تقولان الآن إنهما تريدان إحياء الاتفــاق، فإنهما تختلفان بشــأن مــن يتعين عليه اتخاذ الخطــوة الأولى. وتقول إيران إنه يجب على الولايــات المتحدة أولاً رفع العقوبــات التي فرضها ترامب، فيما تقول واشــنطن إن على طهران العودة أولاً إلــى الالتزام بالاتفاق الذي بــدأت انتهاكه بعد إعادة فرض العقوبات.

وتســارعت وتيــرة انتهــاكات إيــران للقيود المفروضة عليها بموجب الاتفاق في الأشهر الأخيرة، وبلغــت ذروتها عندما أعلنت أنها ســتوقف في 23 فبراير/شباط عمليات التفتيش التي تجريها وكالة الطاقة الذرية بعد وقت قصير من تقديم إخطار بها. والعمليات لازمة بموجب جزء مــن الاتفاق يعرف باسم «البروتوكول الإضافي .»

وقالــت وزارة الخارجية الفرنســية، أمس، إن الأطراف الأوروبية فــي الاتفاق، التي حثت طهران على ألا توقف عمليات التفتيش تلك، ستبحث الأمر مع الولايات المتحدة اليوم الخميس.

إلى ذلك، أبلغت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الرئيس أمــس الأربعاء بأن على إيــران أن تبعث رســائل إيجابية لزيادة فرص العودة إلى الاتفاق النووي المبرم فــي 2015 وإنهاء المواجهة مع القوى الغربية. وقال ســتيفن ســيبرت، المتحدث باســم ميركل، إن المستشــار­ة الألمانية أبلغت روحاني أنها قلقة بخصوص انتهاك طهران التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي.

وقلــل الرئيس الإيرانــي حســن روحاني من أهمية عمليــة التفتيش التي تجريهــا الوكالة بعد وقــت قصير من تقديم إخطار بها، قائلاً إن وقفها لن يكون «خطوة كبيرة»؛ لأن إيران ستظل تمتثل إلى الالتزامات بموجب ما يُعرف باسم اتفاق الضمانات مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة.

وأكد روحاني أن بلاده تريــد مواصلة التعاون مــع الوكالــة الدولية للطاقــة الذريــة. وأضاف: «إيران عضــو في الوكالة الدوليــة للطاقة الذرية، وســنواصل الالتــزام بمعاهدة الحد من انتشــار الأســلحة النووية، وسنواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذا الإطار.»

وقال كاظــم غريب عبادي، منــدوب إيران لدى الوكالــة الدوليــة للطاقة الذرية، أمــس، إن المدير العام للوكالة رافائيل جروسي سيزور طهران يوم السبت لمناقشة كيفية التعاون معها في ضوء عزمها خفض التعاون مع الوكالة بدءاً من الثلاثاء. وكانت إيران أبلغت الوكالة الثلاثاء، بأنها ســتتوقف عن تنفيــذ تدابير الشــفافية الطوعيــة بالبروتوكو­ل الإضافي للوكالة بداية من الثلاثاء القادم.

وتجدر الإشــارة إلى أن الوصــول غير المحدود للمفتشــن إلى المنشــآت النوويــة الإيرانية على أســاس البروتوكــ­ول الإضافي للوكالــة الدولية للطاقة الذرية هو جزء مــن الاتفاق النووي لإيران الذي تم التوصل إليه عــام 2015، وكان يهدف إلى منع إيران من تطوير سلاح نووي. ومع التخلي عن البروتوكول الإضافي، فإنه لم يعد هناك في الواقع شيء متبقٍ في الاتفاق.

وجــدد روحاني أمس في الوقت نفســه التأكيد على أن «الاتفاق النووي غير قابل للتغيير». ونقلت وكالة «تســنيم» الإيرانية عنه القول: «على العالم كله أن يعرف أننا لن نغيــر في هذا الاتفاق». ولفت إلى أن بلاده لن تقبل بأي تعديل على الاتفاق بعدما صمدت أمــام كل الضغوط التي مارســها الرئيس الأمريكي الســابق دونالد ترامــب، وقال روحاني للقوى الغربية: «إما أن تقبلوا أو لا تقبلوا بالاتفاق على شكله الحالي .»

وكان بايــدن أقر مؤخراً بــأن الولايات المتحدة لن ترفع العقوبات أولاً عن إيران لتشــجيع طهران على العــودة للاتفاق. وفــي مقابلــة تلفزيونية، اكتفى بايدن بكلمــة «لا» للرد على ســؤال عما إذا كانت واشنطن سترفع العقوبات أولاً. وأومأ برأسه عندما سئل عما إذا كان يتعين على الإيرانيين وقف تخصيب اليورانيوم كخطوة أولى.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom