Al-Quds Al-Arabi

قبل وصول «سفارة آل خاجة»: عندما تسكت إسرائيل وتبدأ أبو ظبي بالكلام

«مثلث القوى» قريباً رغم تأخر هاتف بايدن... والسيسي وملك الأردن ينتظران والعتيبة يعد بزيارة المقر بتل أبيب

- سمدار بيري يديعوت 2021/2/17

■ قبل أن يصــل )بعد كورونا، أو كمســافر ضيف في طائــرة رئيس الــوزراء نتنياهــو حين يقلع مــن الخليج( الســفير الأول لدولة لإمــارات، محمــود آل خاجة، أوصي بقراءة ما كتبه زميله، سفير الإمارات في واشنطن، يوسف العتيبة.

العتيبة دبلوماســي بــارز، وهو الــذي اختير وليس

– موظفين آخرين في الإمارات للكشــف عــن مجالات عمل ســفير أبو ظبي في إسرائيل. ســتتركز مهمته على تنشيط خطط اقتصادية، واســتيراد وتصديــر، وعلاقات بحرية، وأوجه تعاون فــي مجالات الصحة والغــذاء والماء، ونقل البضائع من الخليج عبر إســرائيل إلــى دول في أوروبية وعربيــة أيضــاً، والتركيز علــى التكنولوجي­ــا والطاقة، والعمل على خطط تعليم مشتركة، وتنظيم زيارات للوزراء والموظفين الكبار، وإيجاد وقت للتبادل الثقافي.

وكــذا، يجدر الانتباه إلى التشــديد الخــاص في بيان ســفير الإمارات في واشــنطن، والذي يفهم منه، بشــكل لا لبس فيه، بأن الضم الإسرائيلي في مناطق الضفة الغربية، على حســاب الفلســطين­يين، لن يتم. عندما تسكت حكومة إسرائيل، تأخذ حكومة أبو ظبي حق الكلام. «لو أصر رئيس الوزراء نتنياهو على الضم، هكذا يفهم من أقوال العتيبة، ما كان للسفير أن يهبط في تل أبيب. تعتزم الإمارات العمل من أجل حقوق الفلسطينيي­ن، والعمل على التطبيع. القسم المهم هو رفض الضم» كما قال.

إن العتيبــة، الــذي حظي بثنــاء من كبار المســؤولي­ن الإســرائي­ليين، يعِد بزيارة مكان الاقامة الجديد للسفير آل خاجــة «قريباً». ونحن ســنبدو مثابة مثلــث قوى في عهد الرئيس الجديد بايدن: واشــنطن، القدس وأبو ظبي. نوع مشوق من الاســتعدا­د، حتى لو ظل رئيس الوزراء نتنياهو ينتظر المكالمة من البيت الأبيــض. وعندما تأتي، من المتوقع أن يرتبط ســفير الإمارات بشــكل طبيعي بســفيري مصر والأردن، ولكــن مهامــه مختلفة، في حــن ينتظر الرئيس السيســي والملك عبد الله تقارير سياســية من مندوبيهما في إســرائيل وأبو ظبي. وهم يريدون الصفقات أساســاً: تحريك ســفن وطائرات النقل، نقل رجال الأعمال، والإبقاء على حدود مفتوحة. لا جدال، ولا ســيما بعد كورونا، في أن الصفقات التجارية مع القاهرة وعمان، بوســاطة خليجية، قد تهــز إيجاباً الوضع الاقتصــاد­ي الصعب وتضيف آلاف العاطلين عن العمل إلى سوق العمل.

سيكون الســفير الجديد محبوباً منا جميعاً: فهو صاحب لقب جامعي أول في العلوم السياســية مع إنجليزية نقية من بوســطن، وصاحب لقب سياســي ثانٍ فــي إدارة الطاقة من جامعة فيينا. ابن 40، في مظهر متميز، متزوج وله أربعة أبناء، كما أن له هوايات ستضمن له العاطفين هنا: كرة القدم، ركوب الدراجة الهوائية والدراجة النارية، والتزلج على المياه. بعد أن يســتقر، سيتبعه ســفير من البحرين، وبعده من المغرب، وربما من الســودان أيضاً. ومع أن العلاقات مع الســعودية

مختلفة، إلا أن طاقماً خاصاً في مكتب ولي العهد ســيتابع عن كثب، بل وسيسرب أيضاً الطلبات عبر سفارة الإمارات.

من المثير للاهتمــام التنبه إلى حقيقة أخــرى: بينما نال ممثلانا الدبلوماسي­ان في الإمارات )ايتان نائيه( وفي المغرب )د. دافيــد غوفرين( لقب «مفوض» أو «مســؤول مؤقت» فإن آل خاجة، بالتعريف، حتى قبل أن يأتي، يحمل لقب الســفير. ماذا يعني هذا؟ بالطريقة الإســرائي­لية يحتمل تماماً أن يكون مندوبونا يعدون الوظيفة لمن ســيأتون بعدهم لينالوا مكانة الســفير. وبالمقابل، يأتي مندوب الإمارات إلى هنا ليســتقر، للسنوات الأربع القريبة القادمة على الأقل.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom