Al-Quds Al-Arabi

بريطانيا تتجه لإقرار قوانين جديدة لصون حرية التعبير في الجامعات

-

■ لندن - أف ب:تســتعد بريطانيا لإقرار قوانين جديدة تضمن حرية التعبير في الجامعات، لمواجهة مــا وصفته الحكومة بحالات «غير مقبولة من تكمّيم الأفواه والرقابة» في الجامعات.

وتدرس الحكومة في هذا الإطار تعيين من اصطُلح على تســميته «بطل حرية التعبيــر» تكون مهمته التحقيق في الانتهاكات المحتملة لحرية التعبير، كما ســيتمكن الأكاديميو­ن الذين يفقدون وظائفهم في نزاعات مماثلة من المطالبة بتعويضات.وقال وزير التربية غافن

ويليامسون «أنا قلق للغاية بشأن التأثيــر المريع لحالات كــمّ الأفواه والرقابة غيــر المقبولة على الحياة الجامعية».

وأضاف «لــذا علينا تعزيز حرية التعبير فــي التعليــم العالي، من خلال تشــديد الواجبات القانونية الحالية وضمان اتخــاذ إجراءات قوية وصلبة في حال انتهاكها».

وغرد رئيس الــوزراء بوريس جونسون في وقت لاحق أن «حرية التعبير هي جوهر ديمقراطيتن­ا».

وتابع «مــن الصــواب تماماً أن تصــان هذه الحرية فــي جامعاتنا العظيمــة، وهــي مراكــز تاريخية للتفكيــر والأفكار الحــرة، وتُعزز بحماية قانونية أقوى». مع ذلك، اتُهمت الحكومة باستغلال الحروب الثقافية، بعد مواقفها الرافضة لعمليات إســقاط تماثيل شــخصيات من حقبة العبودية وتصديها لجهود رامية إلى إدراج تاريخ بريطانيا الإســتعما­ري في المناهــج التعليمية، فــي أعقاب احتجاجات العــام الماضي في إطار حركة «بــاك لايفز ماتر» (حياة الســود مهمة(.وبيّــن تحقيق في كانون الأول/ ديسمبر أجرته مؤسسة «وونكه» التي تحلل سياسات التعليم العالي، إلغاء ســتة أحداث فقط من بين ما يقرب من عشرة آلاف شــارك فيها محاضرون من خارج الحرم الجامعي بسبب آراء هؤلاء.

وكتــب المؤرخ الأســترال­ي إيفان ســميث على موقع المؤسســة، أن «الحكومــة اســتغلت الاندفاعــ­ة القوية من جانــب المحافظين والليبرالي­ــن ذوي الميــول اليمينية و)الليبراليي­ن الكلاســيك­يين( لمكافحة )الثقافة الإلغائية( وأجندة )الصحوة اليسارية( التي تزعم أنها أدت إلى أزمة على صعيد حرية التعبير في بريطانيا.»

وأضاف سميث الذي نشــر كتابا العام الماضي عن حرية التعبير في الجامعــات إن «ادعاءات مماثلــة تُطرح في الولايــات المتحدة وأستراليا وكندا وفرنسا .»

وانتقدت جو غرادي الأمينة العامــة لاتحاد الجامعات والكليات الذي يمثل الموظفين في التعليم العالي، الاقتراحات الحكومية.

وقالت «من غير العادي أنه في خضم جائحة عالمية تبدو الحكومة مهتمــة بمكافحة التهديدات الوهمية لحريــة التعبير أكثر من اتخاذ إجراءات لاحتــواء الخطر الحقيقي والقائم الــذي يمثله الفيروس على الموظفين والطلاب».لكن مجموعة مــن كبار الأكاديميي­ن رحبت بالمقترحات في رسالة إلى صحيفة «التايمز».

وجاء في الرسالة التي أشرف عليها المعلق السياسي البارز ماثيو غودوين «في الســنوات الأخيرة، جرى تهميــش عدد كبير جدا من الأكاديميي­ن لأنهم يحملون وجهات نظر غير تقليدية حول قضايا مثل النوع الاجتماعي، وخروج بريطانيــا من الاتحاد الأوروبي والإرث الإمبراطور­ي .»

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom