Al-Quds Al-Arabi

في ظل ترقب حذر: 27 من أعضاء الكونغرس يطالبون بايدن بالتراجع عن اعتراف ترامب بمغربية الصحراء

- مدريد-«القدس العربي» من حسين مجدوبي:

قام عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بتوجيه رسالة إلى الرئيس جو بايدن للتراجع عن اعتراف سلفه دونالــد ترامب بمغربية الصحراء، وتضاف إلى رســالة مماثلــة وجهها برلمانيــو­ن أوروبيون. ولا تكشــف إدارة واشنطن عن موقفها حتى الآن بشأن هذا الملف.

وكان الرئيس دونالد ترامب قد اعترف يوم 10 كانون الأول/ ديســمبر الماضي بمغربية الصحــراء، في قرار لا ســابقة له من طــرف الإدارات الأمريكية. وتعهدت وزارة الخارجيــة بفتــح قنصليــة أمريكيــة في مدينــة الداخلة أقصى جنوب الصحراء.

وانقسم دبلوماسيو الولايات المتحدة بين مؤيد للقرار بحكم صفة الشــريك التاريخي الذي يتمتع به المغرب في أعين الأمريكيين، وركزوا على القرار كمدخل للاســتقرا­ر في المغــرب العربي وحل هــذا النزاع الــذي دام أكثر من خمســة عقــود، وبين معــارض للقــرار ووصفــه بخرق القانــون الدولــي، كمــا ذهب الــى ذلك وزيــر الخارجية الأســبق جيمس بيكر، مســتعرضاً رؤيته فــي مقال في جريدة «الواشنطن بوست.»

وتســتعرض رســالة مجموعة أعضاء الشيوخ تقريباً نفس الأدلة التي اعتمد عليها جيمس بيكر، وهو ما تصفه بـ»عــدم توافق قرار اعتــراف ترامب بمغربيــة الصحراء مــع القرارات الصــادرة عن الأمم المتحدة حــول النزاع.» وتنص الرســالة على «ضــرورة اســتئناف المفاوضات واحترام مبدأ تقرير المصير.»

وتأتــي هــذه الرســالة للضغط علــى البيــت الأبيض لتُضــاف إلى رســائل شــخصيات مثــل جيمــس بيكر، أو الســفير الأمريكــي الســابق فــي الأمم المتحــدة جون بولتون، ومجموعات برلمانية من أوروبا، وبعض الدول، وخاصة إســبانيا التي طالبــت واشــنطن بالتراجع عن قــرار الاعتــراف، عــاوة علــى الجزائــر المؤيــدة لجبهة البوليساري­و.

ولــم تتخــذ الإدارة الأمريكيــ­ة الجديــدة أي قــرار في ملف الصحراء، وبدأت بملفات شائكة تحظى بالأهمية، وخاصة المتعلقــة بالصــن والمتعلقة بالخليــج العربي، مثل وقف صادرات الســاح الى الإمارات والســعودي­ة، والتركيــز على حقوق الإنســان في هذه الــدول، وإزالة حركة الحوثيين من لائحة الإرهاب.

ورغــم اســتئناف المواجهــا­ت الحربية المحــدودة في الصحــراء بعدما قــررت جبهة البوليســا­ريو العودة إلى الســاح خــال نوفمبــر / تشــرين الثانــي الماضــي، لا تتعجل واشنطن اتخاذ أي قرار حتى الآن بحكم أن ملف الصحراء هــو من اختصــاص وزارة الخارجية أكثر منه من اختصاص البيت الأبيض.

وتوجــد مؤشــرات لمعرفة قرار واشــنطن حول تأكيد الاعتراف أو ســحبه بمغربية الصحراء خلال الأســابيع المقبلة، ويتجلى المؤشــر الأول في: هل ســتغير واشنطن حدود خريطة المغرب المعتمدة لدى مختلف المؤسســات الأمريكية وخاصــة الخارجية والبنتاغون، وكانت إدارة ترامــب قد ضمت الصحراء إلى المغرب في الخرائط التي مازالــت معتمدة حتى الآن. بينما يتجلى المؤشــر الثاني، وهو الرئيسي والأهم، في الموقف الذي ستعلن السفيرة الأمريكيــ­ة عنــه في الجلســة المقبلة لمجلس الأمــن التابع للأمم المتحدة عندما سيتم معالجة نزاع الصحراء.

وممــا يزيد من الغموض، لم تجــر حتى الآن اتصالات بين الملك محمد الســادس والرئيس الأمريكي جو بادين أو علــى مســتوى وزراء خارجيــة البلدين لاســتخلاص التوجه الذي قد تذهب إليه واشنطن في هذا الملف.

وتفيــد مصــادر عليمــة برؤية واشــنطن إلى شــمال إفريقيــا، أن وزارة الخارجيــة مازالت تــدرس هذا الملف ولا ترى ضرورة التســرع في اتخاذ قرار ســريع بسحب الاعتراف أو الإبقاء عليــه، وقد تفتح مفاوضات في هذا الشأن مع الأطراف المعنية قبل أي قرار.

 ??  ?? الملك محمد السادس ودونالد ترامب
الملك محمد السادس ودونالد ترامب

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom