ميانمار: قراصنة يستهدفون مواقع حكومية وعشرات الآلاف يحتجون مجددا ضد الانقلاب
بريطانيا تفرض عقوبات على 3 جنرالات في الجيش
اســتهدف قراصنــة إلكترونيون مواقــع حكومة ميانمار، أمــس الخميس، فــي إطــار الاحتجاجات على انقلاب الجيش الذي كثّــف بدوره الضغط على المعارضة عبر حجب خدمة الإنترنت ونشــر الجنود في أنحاء البلاد. وتأتي الهجمات الإلكترونية في حين يستمرعشرات الآلاف بالتظاهر في أنحاء البلاد ضد قادة الجيش الذين أطاحوا بحكومة أونغ ســان سو تشي المدنية في وقت سابق هذا الشهر.
وعطّلت مجموعــة أطلقت على نفســها «قراصنة بورما» مواقع على الإنترنت بمــا فيها موقع المصرف المركزي، والصفحة الدعائية التابعة للجيش وشبكة «إم آر تي في» الرسمية للبث، وسلطة الموانئ، وهيئة الغــذاء والدواء. وأفــادت المجموعة علــى صفحتها فــي فيســبوك: «نقاتل من أجــل العدالة فــي بورما )ميانمار(... الأمر أشبه بتظاهرة شعبية حاشدة أمام المواقع الإلكترونية التابعة للحكومة». أكدت صحيفة «نيــو لايت أوف ميانمار» المملوكــة للدولة أن المواقع الإلكترونية العسكرية «تتعرض لهجمات» مع حدوث تأخيرات، الأربعاء.
ورأى خبيــر الأمــن الإلكتروني، مــات وارن، من جامعــة «آر إم آي تي» أن الهدف على الأرجح هو لفت الأنظار إلى الحــراك. وقال إن «نــوع الهجمات التي يقومون بها هو الحرمــان من الوصول إلى الخدمة أو تشــويه المواقع الإلكترونية في إطــار ما يطلق عليه القرصنــة الحقوقيــة». وأضاف: «ســيكون تأثيره محدوداً في النهاية، لكن ما يقومون به هو التوعية.»
ولليــوم الثاني علــى التوالي، أغلق ســائقون فــي رانغون الطرقات بســياراتهم، إذ تركوا أغطية المحرّكات مرفوعــة وكأن المركبات معطّلة، لمنع قوات الأمن مــن التنقل في أنحــاء كبرى مــدن ميانمار. وأظهرت لقطات مصورة حافلات وسيارات متوقفة حول جسر في شمال داغون صباح الخميس، حيث هتف المتظاهــرون: «لا تذهبوا إلى المكاتب، اتركوها وانضموا إلى حركة العصيان المدني.»
وكتــب على لافتــة حملهــا راهب ارتــدى الزي البرتقالي التقليــدي: «نحتاج من الجيش الأمريكي بأن ينقذ الوضع لدينا». وســيّرت الشرطة عشرات الدوريات في محيط تقاطــع ميانيغون حيث أغلق السائقون الطرقات أيضاً.
وارتفع منســوب التوتــر خلال الليــل في ثاني كبرى مدن ميانمار، ماندالاي، عندما فرّقت الشرطة والجيش تظاهرة عطّلت حركــة القطارات، وفق ما أفاد مصدران. وقــال أحد عناصر جهــاز الطوارئ المحلي إن قوات الأمن فتحت النــار، على الرغم من أنه لم يتضح إن كانت استخدمت الرصاص المطاطي أم الحي، مضيفاً أن شــخصاً أصيــب بجروح. وتم توقيف أربعة سائقي قطارات عبر تهديدهم بالسلاح وأجبروا على القيادة باتّجاه مدينة ميتكيينا شمالاً، حسب «هيئة مساعدة السجناء السياسيين.»
كما ذكرت المجموعة أنــه تم توقيف ما يقارب من 500 شــخص منذ الانقلاب. وفي الســاعات الأولى من صبــاح الخميــس، تم توقيف 11 مســؤولاً في وزارة الخارجية لمشــاركتهم في أنشــطة العصيان المدني، وفق ما كشف أحد زملائهم. وفي وقت لاحق الخميس، رســم بعــض المتظاهرين لافتــة بيضاء ضخمــة تحمل شــعار «أنقــذوا بورمــا» على أحد شوارع نايبيداو، لكن الشرطة سرعان ما مسحتها. واســتخدمت الشــرطة خراطيــم الميــاه لتفريق المتظاهرين في العاصمة.
إلى ذلــك، فرضت بريطانيا عقوبــات على ثلاثة من جنرالات ميانمار واتهمتهــم بارتكاب انتهاكات خطيــرة لحقوق الإنســان. وقال وزيــر الخارجية البريطانــي دومينيــك راب: «نحــن، مــع حلفائنا الدوليين، سنحاســب جيش ميانمار على انتهاكاته لحقوق الإنسان ونواصل الســعي لتحقيق العدالة لشعب ميانمار». وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على جيش ميانمار الأسبوع الماضي، وحثت أعضاء الأمم المتحدة الآخريــن على اتخاذ خطوات مماثلة.