Al-Quds Al-Arabi

ثروة عمرو أديب تجلب عليه المشاكل... وخصومه ينصحونه بالكف عن دعوة الأغلبية للصبر على الفقر سيكولوجية متسول

-

ضحايا الحكومة

أولــت ماجدة الجندي في "الأهــرام" أولوية لمن يعانون بعلــم الحكومة: "كل مــرة يتم فيها إعــان تخفيض فائدة الأوعيــة الادخارية، تهــوي قلوب آلاف من الأســر، وربما ملايين من أرباب الأسر المتوســطة، المستمرين في الحياة، فقط بفضل الله وفضل الســتر، الذي كانــت توفره عوائد هذه الأوعية، ولســد بوابات الإنفاق التي لا تتوقف. ملايين من الطبقة المتوســطة خدموا الحيــاة بإخلاص، وفوجئوا بمتغيرات اقتصادية كشــفت ظهورهم. يتكلــم خبراء المال بنظريات عن دواعى تخفيض عوائد الأوعية، وضرورتها، وعلى رأســها تشــجيع الناس على وضــع مدخراتهم في مشروعات اســتثماري­ة، وليس المقام هنا الدخول في جدل حــول طروحات إصلاحيــة تقول بهــا النظريــات، فلهذا مجاله ومتخصصوه، لكنني أتكلم عن هؤلاء، الذين بالكاد يتحصلون على معاشــات لم تعد تســد حتى بعد الزيادة، فاتورة نــور أو مياه أو ضريبــة عقارية. اتكلــم عن واقع معيشــي لملايين من الطبقة المتوســطة.. آباء يعيلون ابناء أنهوا دراســاتهم ولم يعملوا، أجداد مازالوا يســهمون في مصاريف أحفاد.. ســيدات وسادة شــغلوا مناصب رفيعة ومنحوا لأربعــة عقود ذواتهم لهذا البلــد بما يرضي الله.. لا تاجروا ولا ســقعوا ولا ارتشــوا، وتواكبت الظروف أو تكالبت مع بلوغهم الســتين، فكانت النواة التي تسد بعض الشــيء عوائد أوعية ادخارية، كل جنيــه ينقص في هذه العوائد يترك فراغا ماليا لا سبيل أمام هذه الفئة لتعويضه، فلا هــم بإمكانهــم صحيــا أو ماديــا الاســتثما­ر، أو عمل مشــروعات، ولا هم يجدون فرصا أخرى للدخل، وأنا على يقين من أن كثيرين منهم لو وجدوا في شــيخوختهم فرصا للعمل، لسعوا إليها، كل ما استطاعوا عمله حتى لا ينكشف الســتر، كان بيع حتتين دهــب على مكافــأة نهاية الخدمة أودعوه وعاء ادخاريا وحاولوا ضبط الحياة".

آخرتها فقر

أخيرا والــكلام ما زال لماجدة الجنــدي، وجدنا صوتا لا يطبــق النظرية دون طلــة على الواقع المعيشــي.. وجدت من المتخصصين من يدرك الحال ويعــي الأبعاد ..الدكتورة بسنت فهمي الاقتصادية والشخصية العامة في مداخلة لها مع أسامة كمال في برنامجه "تسعين دقيقة".. كانت الدعوة للتعليــق على ظاهرة عــودة توظيف الأمــوال في صورة المستريح، الذي يلم فلوس الناس بإغرائهم بربوية عالية، ثم يختفي بالفلوس بعد مدة..الدكتورة بســنت وســعت من زاويــة الرؤية، وكان في ما قالته ما يســتحق التوقف، وبالــذات للأثر الذي يحدثه التخفيض المســتمر لأســعار الفائدة في البنوك على حركة دوران الاقتصاد وعلى القوة الشــرائية.. وربما على خروج المدخرات مــن البنوك، بعد النجاح الذي كان منذ سنوات في الشمول المالي )استقطاب المواطن من كل الشــرائح ليضع فلوســه في البنك(. أكدت أنهــا لا تتفق مع تخفيض ســعر الفائدة، بل لــم تكن تتفق معه، وكثيرا ما حــذرت منه، لأنه قد يخلق مشــكلات أكبر و «حايطلعوا لنا بتــوع توظيف الأموال تاني »، كان مدخلها دعوة واضحة لأن نكون واقعيين، وعلينا أن نرى أن أعدادا كبيرة من المصريين، تعبوا، ويعولون في استمرار حيواتهم على فائدة البنوك... هناك شرائح من العمالة تأثرت، وعلى رأسهم العاملون في صناعة السياحة التي ضربت في مقتل منذ 2011، ومنهم من باع بيته أو سيارته ليتمكن من الصرف على تعليم أبنائه، ومنهم أصحاب المعاشــات والمرأة المعيلة والعديد من الفئات.

الفيروس الصهيوني

أخيــرا كما أوضــح جلال عــارف في "الأخبــار" تم حل المشــكلة، وســمحت إســرائيل بمرور أول دفعــة من لقاح كورونا للفلسطينيي­ن في غزة، وكانت السلطة الفلسطينية فــي رام الله قــد تلقت كميــة صغيرة من لقاح ســبوتنيك الروســي، قــررت اســتخدامه­ا لتحصين الأطبــاء الذين يتعاملون مــع الجائحة في الضفة وغــزة بصورة عاجلة. لكن السلطات الإســرائي­لية منعت نقل جرعات اللقاح إلى غزة، انتظارا لقرار سياســي. واســتغرق الأمر أياما قامت فيها الســلطات الفلسطينية بتصعيد الموقف الذي كشف أن الســلطات الإســرائي­لية، التي تتباهى بموقعها المتقدم من حيث نســبة من تلقوا التطعيم من مواطنيها، تمنع وصول اللقــاح للفلســطين­يين، وتخالــف كل القواعــد والقوانين الدوليــة، التــي لا تمنعها فقط مــن عرقلة وصــول اللقاح للفلســطين­يين، بل تحملها مســؤولية الحفــاظ على صحة ما يقرب من خمســة ملايين فلســطيني مازالوا تحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي. وربما أرادت إسرائيل بهذا التصرف الفــج أن ترد علــى قرار المحكمــة الجنائيــة الدولية، التي أقرت فيه ســلطتها في التحقيق في أي جرائم حرب أو ضد الإنســاني­ة في الأراضي الفلسطينية. لكنها كانت تدرك أنها لا تســتطيع المضي في هذا الطريق أكثر من ذلك، ولهذا كان القرار بتمرير شــحنة اللقاح، التــي لا تزيد عن ألف جرعة. وليبقى السؤال مطروحاً عن مسؤوليتها ومسؤولية العالم عن توفير الكميات اللازمة من اللقاح لملايين الفلســطين­يين في الضفة والقطاع، ثم ليبقى الســؤال الأهم إلى متى يبقى حق الفلسطينيي­ن في دولتهم المســتقلة، التي أقر بها العالم على حــدود 67 بعيداً عــن التحقق؟ وهل ســتكون عرقلة إسرائيل لوصول اللقاح للفلسطينيي­ن فرصة جديدة ليدرك العالم، أن فيروس العنصريــة الصهيونية أخطر بكثير من فيروس كورونا على ســام المنطقة والعالم. أزمة اللقاحات الفلســطين­ية تجســد الموقف. لا يحتاج الفلسطينيو­ن إلى المعونات الإنســاني­ة، بل إلى الدولة المســتقلة والســيادة الكاملة على قدسها العربية والضفة والقطاع. بدون ذلك لن يكون هناك إلا طريق الدولة الواحدة بالحقوق المتســاوي­ة، وبــدون عنصرية توفر كل شــيء «بمــا فيهــا اللقاح» لمن ينتمون إليها، ثم لا تسمح بوصول اللقاح إلى الفلسطينيي­ن إلا بالضغــوط الدولية، أو خوفا من المســؤولي­ة عن جريمة جديدة ضد الإنسانية.

معارضة بدون مشاكل

أثنــاء افتتاحه عددا من المشــروعا­ت، تطــرق الرئيس السيسي في كلمته إلى المعارضة التي يحتاجها الوطن الآن، وقالها صريحة «من حــق الناس أن تعترض وتنتقد وتقول رأيها، لكن على المعتــرض أن يكون ملمًا بالظروف التي تمر بها البلاد، وبطبيعة الموضوع الذي يتحدث عنه». وبدوره أكد سامي صبري في "الوفد"، على أن الرئيس يريد معارضة رصينة تقوم على تفهم قضايا الوطن، تعتبر نفســها جزءاً مــن الدولة، مثلما يحدث في كل العالم المتقدم، وكل الأنظمة السياســية الديمقراطي­ة، ففي أمريــكا العديد من الأحزاب ولكن يبرز منهما حزبان يتناوبان على السلطة )الجمهوري والديمقراط­ي( يتنافســان من أجل تقدم الشعب الامريكي، وكذلك الحــال في بريطانيا وفرنســا. الرئيس يؤمن تماما بحقوق الإنسان، وبحرية التعبير، ولكنه يريد ممن ينادي بها أن يعــي جيدا أن هــذه الحقوق وتلك الحرية ليســت مطلقة، وإنما نسبية، وتختلف من دولة لأخرى، ومن نظام لآخر، حســب الظروف والتحديات، فليــس من الضروري توفير كل الحقوق، إذا كان ذلك يضر بأمن البلد، وينســف ما تحقق من مكتسبات سياســية واقتصادية واجتماعية. وســبق أن تحدث الرئيس عن هذا المفهوم بالنسبة للإعلام الرشيد، فهو ليس مع تكميم الأفواه، ولا الإفراط في المديح، الذي يأتي بمردود سلبي على ما تقدمه الدولة من إنجازات في شــتى المجــالات. الرئيس فــي حديثه عــن المعارضة الوطنية المسؤولة، لامس جانبا كبيرا مما يريده المصريون خــال المرحلة المقبلــة، فبعد الاســتقرا­ر الأمني والإصلاح الاقتصادي، لابد من إصلاح سياســي فعــال، يبدأ بالحياة الحزبية، كونها القادرة علــى صنع معارضة وطنية بناءة، تعمل ولا تصرخ، تحتفي بالإيجابيا­ت، تكشــف السلبيات وتضع الحلول والبدائل ووســائل العلاج، وهي الشــروط التي حددهــا الرئيس للمعارضة الوطنيــة الحقيقية، التي ترفع من مستوى الوطن والمواطن بقوله «من حق الناس أن تعبر عن رأيها، ومن حقها أن تعارض سياسياً، ولكن بهدف تحســن أحوال الناس وحياتهم، وعلى المعارض، أو المتكلم أن يكون ملمــاً وعلى دراية بما يقول، فنحن نتقبل من يقول لنا انتبهوا.. لديكم مشكلة، أو ما تفعلونه خاطئ.»

طريق الثروة

مقطــع فيديو طريــف تداولــه رواد مواقــع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه طفل متسول يعد أمام أحد الأشخاص حصيلــة يوم واحد من التســول تبلغ جملتهــا 900 جنيه، ويعنــي ذلك أن دخل الطفل في الشــهر يبلغ 27 ألف جنيه، وفي الســنة 324 ألف جنيه. رقم لافــت.. كما يقول الدكتور محمود خليل في "الوطن"، وربما يكون هناك من يربح أكثر من ذلك عن اليوم الواحد. أســباب عديدة تقف وراء تفشي ظاهرة التسول هذه داخل المجتمع المصري. وتميل التقارير البحثية التي صدرت في هذا السياق إلى التوقف أمام ما هو تقليدي منها، كأن تتحدث عن ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وغيرهما. الفقر والبطالة ظاهرتــان لا يخلو منهما زمان أو مكان، ووجودهما داخــل مجتمع لا يعني بالضرورة ارتفاع معدلات التســول. وإذا أردنا أن نفهم ظاهرة التسول داخل أي مجتمع، فعلينا أن نســأل أولاً عن حال معادلة «الفســاد والاجتهــا­د» في داخلــه. بناء على هذه المعادلة تســتطيع أن تقســم أي مجتمع إلى 3 فئات: فئــة الأثرياء المخمليين، وفئــة المجتهدين، وفئة المتســولي­ن. تتجه فئــة المجتهدين مــن المصريين إلى بذل جهد أكبر لتحقيق دخل يكفي لســتر متطلباتها المعيشــية، قد يتجلى هذا الاجتهاد في العمل في وظيفتين )لاحظ على ســبيل المثال ظاهرة العمل في وظيفة صباحــاً، وفي إحدى شــركات الأمن مســاء(، أو من خلال ممارسة أكثر من نشــاط يؤدي إلى تحقيق أرباح إلى جوار مرتب الوظيفــة الهزيل. وثمة قاعدة يقتنع بها قطاع لا بأس به من المصريين، ملخصها أن «الاجتهاد يؤدي بصاحبه إلى الســتر». أعلى فئة المجتهدين في مصر توجد «فئة الأثرياء المخمليين» الذيــن تداخلت عوامل أخرى مــع الاجتهاد في تكوين ثرواتهم، قد يكون من بينها الرزق الحلال، وقد يكون من بينها أيضاً الفساد.

ثمة قناعة راســخة لدى العديد من المصريين مفادها كما أكد وواصل الدكتــور محمود خليل، بــأن أي ثراء يتحقق لفرد لابد أن يكون مرده الفساد، ويدعم هذه القناعة بعض الممارسات الشاذة والعجيبة من جانب فئة الأثرياء. فها هو فلان يشــترى ســيارة لزوجته في عيد الحب ثمنها ملايين الجنيهات.. وها هو علان يتباهــى بطائرته الخاصة.. وها هو ثالث يلتقط صوراً له في قصــره المخملي. صور الحياة المخملية تلك تنتقل بــن المصريين في الوقــت الحالي أكثر من أي وقت مضى، بســبب وجود الموبايل في كل يد وتيسُّر الطريــق أمام أي شــخص يريــد أن يطلع أو يشــاهد عبر مواقع التواصل. والنتيجة إعلاء قيمة «الفســاد» على قيمة «الاجتهــاد». وقد لا يكون من المبالغة أن نقول إن التســول وجه من وجوه الفساد داخل المجتمع. فالمتسول يتعامل مع زبونه على أنه لص وأن عليه أن يعطيه ويجزل له العطاء، حتى يغســل أمواله الغارقة في مســتنقع الذنوب، لذا فإن المتسول الذي لا يأخذ لا يجد غضاضة في أن يسب الزبون، وإذا أسمعه مجتهد نصيحة توجهه إلى احتراف عمل معين، فإنه يلعنه جهراً أو ســراً، لأنه يؤمــن أن الجميع لصوص. المتسول يرى أن الجميع يسرقون وينهبون أو في أقل تقدير متسولون مثله، وإلا بماذا يفســر تلك الإعلانات التي تطن فــي أذنه لجمعيات ومؤسســات تطالبه بالتبــرع من أجل المرضى والفقراء والعجزة وغير ذلك؟ التســول جانب من جوانب التشوه العام الذي يعيشه مجتمعنا.. وسوف يظل قائماً ما اختلت معادلة «الفساد والاجتهاد.»

نعمة لو استثمرت

نتحول نحو الزيادة الســكانية، حيث أكد أحمد التايب في "اليوم السابع" أن تنظيم الأسرة هو طوق النجاة للحد من أخطــار الزيادة الســكانية، لأنها تقضــي على اليابس والأخضر، سواء على المستويات الاقتصادية أو الاجتماعية فــي ظل الخلط والعشــوائ­ية، حول حرمة تنظيم النســل، فنجد هناك من يســتغل الدين في هذه القضية اســتغلالا عاطفيا، خاصة أن السبب الرئيســي في الزيادة السكانية مرتبط دائما بالعــادات والتقاليد، فهناك من يرفضه بحجة "العــزوة" وهناك مــن يعتبــره حراما، لأنه ضــد مقاصد الشــريعة، وهناك من يرفضــه لأنه يعتقــد أن الحكومات تتخذهــا وتتاجر بهــا حال الفشــل، وكل هــذه اتجاهات للأســف تؤثر قطعا في مواجهة الظاهرة. والأزمة تكمن في الاعتقاد الســائد بــأن حق الإنجاب حق يخــص الوالدين فقط، متجاهلا أنه حق عام، المجتمع شريك فيه، وأنه لابد أن يكون النسل قويا ليمتلك القدرة على حماية الوطن والدين نفســه، ولهذا تبذل الدولة والمنظمــا­ت الأهلية مجهودات مضنيــة وأموالا طائلة فــي التوعية، فالدولة على ســبيل المثال تتيح كل الخدمات الطبية والعلاجية لتنظيم الأســرة بالمجان، وتدشــن حملات إعلامية وإعلانية باستمرار عن خطورة الظاهرة، إضافة إلى أن مؤسســات الدولة الدينية كدار الإفتاء أو الأزهر الشــريف، أكدت مــرارا وتكرارا في فتاوى رسمية، أن الشريعة الإسلامية لم تمنع تنظيم النسل باســتخدام الوســائل اللازمة، إذا لم يقدر رب الأسرة على توفير الحيــاة الكريمة لأبنائه، وأنه لا يوجد نص شــرعي صحيح يمنع من ذلك. ورغم الإيمان بأن الزيادة الســكانية تعمل على ارتفاع معدلات نســب البطالة في المجتمعات، بل تحدث مشكلات مزمنة، سواء في الإسكان أو الحركة داخل المجتمع، وتمس الأسرة المصرية بشكل مباشر في معيشتها اليومية ومستقبلها، إلا أنه ما زال هناك من يخلط بين تنظيم النسل وتحديده.

فتيل الأزمة

نبقى مع الزيادة الســكانية حيث يرى محمد حسن البنا في "الأخبار" أن نــدرك أن الزيادة الســكانية العدو الأول للتنميــة والتقدم في مصر. هذا كلام العلماء والمســؤول­ين، أتمنى أن يصبــح إدراك كل مواطن ومواطنة. جودة الحياة التــي نتمناها تتوقف على تنظيم الأســرة. وهــذا لن يتم ونحن مستمرون في عمليات الإنجاب، حتى أصبح متوسط الزيادة الســكانية 3.3 فرد كل دقيقة بحسب الإحصاءات، وهو ما تنتج عنه زيادة بأكثر من 1.7 فرد في السنة. الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء قدم عدة توصيات، أهمها ضرورة الحشد لدعم سياســي من أجل تحقيق مستهدفات الســيطرة على معدلات الزيادة الســكانية. والتأكيد على قومية هــذا التحدي المهــم، وتأثيره في متوســط نصيب الفرد من الخدمــات المهمة، كالتعليــم والصحة والنقل، بل كل الخدمات في الدولة تتأثر بالزيادة الســكانية. وأوصى الجهاز بدراسة إصدار قانون خاص لمواجهة معدلات الزيادة الســكانية، يؤســس لأدوار الوزارات والهيئات الحكومية المعنية بقضية الزيادة السكانية. وتوفير استثمارات محلية لتصنيع وســائل منع الحمل في الداخل، بــدلا من الاعتماد على الاســتيرا­د. وتدريــس القضية الســكانية في المناهج التعليمية. وتعزيز دور رجال الدين الإســامي والمسيحي، لشــرح صحيح الدين لمواجهــة المعتقــدا­ت الخاطئة لدى بعض المواطنين. هنا أؤكــد على أن الدين بريء من الزيادة الســكانية. وقد فصل لنا رجال الدين ذلــك منذ زمن بعيد، وتابع الكاتب قائلا: هل تعلمون أنــه رغم جائحة كورونا، إلا أن معدلات الزواج تظهــر أن 27٪ من المتزوجين أقل من 20 عاما. وهو ما يعني زيادة العمر الإنجابي للســيدات من المستوى الحالي. وأن متوسط الخصوبة المستهدف هو 1.3 مولود.

فشلنا ونجح المغاربة

اســتطاع لوبي مصالح الاســتيرا­د أن يجعــل بلادنا مجرد ســوق لســلع الغرب، الذي يســتوردون نفاياته، ويبيعونها للمواطن المصري بأغلى الأســعار، ولم يستثن هؤلاء أي ســلعة استراتيجية للتكســب منها على حساب الاقتصاد المصري، بل المواطن المصري. تابع مجدي صالح فــي "البوابة نيوز"، مافيا القمح التي كانت تســتورد أردأ الأنواع بأســعار وتبيعــه للدولة بأســعارمر­تفعة، كانت تشــتري أجود أنواع القمح من المزارع المصري، بأســعار أقل كثيرا من أســعار القمح المســتورد مــن الخارج، وهي أنواع مــن الأقمــاح، غالبا مــا كانت تكــون مليئة بمواد وحشــائش غريبة، فضــا عن احتوائها علــي كميات من القوارض النافقــة. ولولا انتباه الدولــة المصرية مؤخرا لهذه المافيا الجهنمية، لاســتمر الحال على الدرجة نفسها من الخيانة، التــي تمت في الســابق، وعرّضت الاقتصاد المصري لخســائر فادحة، من العملــة الصعبة التي كلفت الخزانة والمواطن المصري مليارات من الدولارات، لصالح فئة فقدت ضمائرها، واستســاغت نهب مال الشعب. الأمر نفســه الذي جري في مجال القمح لعقود طويلة، انسحب أيضا على المافيا التي تســتورد الســيارات، وكانت لها يد طولى في إغلاق مصانع السيارات "نصر"، التي كان يعتمد عليها الســوق المصري، في ستينيات وسبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن الماضي. مافيا الاستيراد التي نجحت في إغلاق مصانع السيارات المصرية، التي كانت تبيع السيارة "نصر"، الملائمــة للبيئة المصرية والمســتهل­ك المصري، من حيث قوة الهيكل ورخص الســعر وتوافر قطع الاستيراد، استطاعت هذه المافيا إهدار صناعة وطنية، استطاعت أن تحرز خطوات ناجحة في مجال صناعة ســيارات الركوب الجماعي، والســيارا­ت الخاصة، بالإضافة الي ســيارات النقــل، وظلت هذه الســيارات التــي تم إنتاجها في فترة الســتينيا­ت قادرة على التواجد في السوق المصري حتى الآن. وفي الوقت الذي كانت فيه مافيا الاســتيرا­د، تمارس ضغوطها على صانــع القرار المصري، لإقناعه بعدم وجود جدوى اقتصاديــة لتوطين صناعة الســيارات في مصر، كانت دولة المغرب الشقيق تصنع مجدها، في مجال صناعة الســيارات، وتوطينها لديها، وتصدير الفائض للخارج، مســتفيدة من الاتفاقيات الخاصة، بعــدم وجود جمارك ورســوم بينها وبين الــدول العربية، لكــي تصبح الدول العربية خاصة مصر أكبر مســتورد للسيارات المصنعة في المغرب.

مناضل مختلف

من شــاهد جنازة المناضل البدري فرغلي التي تابعتها كريمة كمال في "المصري اليــوم" تأكد أن صاحب القضية أهــم كثيــرا من صاحــب المنصــب.. مئات الألــوف من المشيعين، رغم أن الجنازة كانت في مدينته في بورسعيد، فماذا لــو كانت في القاهرة؟ لتضاعفت الأعداد عشــرات المرات.. جنازة البــدري فرغلي دليل علــى أن من عاش عمره مناضلا مــن أجل المبدأ والقضيــة تكتب الجماهير اســمه من نور داخل قلوبها وعقولها.. خبر وفاة البدري فرغلي ملأ فيسبوك، وصورته احتلت البوستات العديدة التي كتبت عنه.. كان الرجل المتواضع البســيط يعبر عن مئات الألوف من العمال، ويدافع عن حقوق مئات الآلاف من أصحاب المعاشات.. لم يبحث عن قضيته الشخصية، بل بحــث عن قضايا وحقــوق كل هؤلاء. يــوم الأربعاء الماضي أدخل البدري فرغلي مستشــفى آل سليمان، إثر إصابتــه بجلطة في الســاق، حيث أجريــت له جراحة عاجلة.. صباح الخميس أصر على السفر لحضور جلسة محكمة القضــاء الإداري في القاهرة التــي تنظر دعوى تفســير حكم ضم العلاوات الخمس لأصحاب المعاشات.. عندما تقدم للشــهادة أمام المحكمة تقــدم من المنصة وهو يستند إلى مرافقه، فسأله القاضي عما به، فقال له مرافقه إنه قد أجريت له بالأمس جراحة لتسليك جلطة في القدم، فتعجب القاضي من إصــراره على الحضور وعاتبه على ذلك.. هكذا كان حتى في آخر لحظات حياته، ومهما كانت حالته، مدافعا عن قضيتــه. لا يوجد من لا يعرف البدري فرغلي في بورسعيد، لذلك كان يدخل الانتخابات وينجح مثنــى وثلاث وربــاع، ليدخل البرلمــان ليصول ويجول تحت القبة، فكان برلمانيا شــهيرا من خلال استجواباته الشــهيرة.. هكذا كان بالنسبة للمصريين يعرفونه وكأنه من نجوم السينما، بل وأكثر، كانوا يعلمون ما الذي يدافع عنه وكيف يتصــدى للقضايا التي تهمهم بحق.. علينا أن ندرك هنا أن هنــاك نوابا يدخلــون البرلمان ويخرجون منه، بدون أن يعرف الناس أسماءهم، بينما كان هو علما مرفوعا يشهد له الجميع.. كانت معركته الأخيرة من أجل رفع المعاشــات نموذجا على نضاله من أجل مئات الألوف الذين يتحدث باسمهم.

خسارة يا فضل

اهتم فاروق جويدة في "الأهــرام" بالثناء على مطرب يواجه السجن: "كان صوت فضل شاكر على درجة كبيرة من الإحســاس والصدق، وقد جمع الملايين الذين أحبوا صوته في العالم العربي.. لقد حكم القضاء اللبناني على فضل شــاكر بالســجن في أكثر من قضية بلغت 22 عاما، ومنها جرائم تتعلق بالإرهاب ولا شك في أن هذا الصوت الجميل الواعد يمثل خســارة كبيرة، أنــا لا أتحدث هنا عن أحــكام القضاء، ولكن أن يتــورط فنان بهذه الموهبة وهذه المكانة في جرائم تصل به إلى الســجن، فهذا درس يجب أن يتعلم منه الكثيرون. إن فضل شــاكر انطلق في ســماء الأغنية العربية وحقق إنجــازات ضخمة، وكان ينتظره مســتقبل واعد، ولكن للأسف الشديد لم يحافظ علــى موهبته ونجاحاته وجمهوره. إنه خســارة كبيرة وهناك الملايين الذين يشعرون بالحزن على هذه الموهبة، وهي خلف القضبــان.. لا أدري هل هنــاك فرصة لتقديم التماس أمام القضاء اللبنانــي لتخفيف الحكم؟ أم هناك شــهود يمكن أن يقفوا بجانبه في هــذه المحنة؟ كان من الممكن أن يتربع فضل شاكر على القمة ما بقي من سنوات عمــره، ولكن أن يســلك طريقا آخر وينتهي به المشــوار هذه النهاية المؤســفة.. هل هي الأقدار، أم سوء الاختيار أم فقدان البصيرة؟ فضل شــاكر خسارة كبيرة أيا كانت الأسباب، ولكنه درس لكل صاحب موهبة. كان أمام فضل شاكر مشــوار طويل وقد وصل إلى مكانة بين أبناء جيله واســتطاع أن يتجاوز الكثيرين منهم، وكانت لديه فرص واســعة أن يحقق نجاحات أكبر.. وكان شــيئا غريباً أن يتورط مع جماعات إرهابية، ويشــارك معها ويتخلى عن ذلك الفنان الحســاس الرقيق وينسى كل أغانيه الجميلة التي حركت المشاعر.. إن تجربة فضل شاكر تجربة قاسية ما بين يــد كانت تعزف للحب ويد تطلــق الرصاص.. إن الإنســان واحد واليد واحدة ولكن للأســف الشديد كان القرار الخاطئ".

أمشير وخلافه

أعلنت هيئــة الأرصاد الجويــة قبل أيــام عن طقس غير مســتقر، وانخفاض في درجات الحــرارة، إلى هنا والموضــوع عادى ومتوقع، كما أشــار أكرم القصاص في "اليوم الســابع"، لكن كالعــادة في ظل انتشــار خبراء الهبد الكوني، خرج علينا شــخص مدع يطلق على نفسه « الدكتــور فلان رئيــس مركز تغير المناخ فــي مكان ما،» ونشــر تســجيلا صوتيا حذر من موجة من البرد، الأشد منذ ســنوات طويلة، من يوم 16 إلى 18 فبراير/شــباط ويرجح أن تتســاقط الثلــوج على «القاهــرة والجيزة والدلتا.. وأنها حالة غير مســبوقة، وبرد لم تشهده مصر من قبل». انتشر التسجيل الصوتي، ونقلت بعض المواقع ووكالات الأنباء، ولجأ خبراء الهبد الطقســي للتجويد، فأضافوا أن هنــاك عاصفة التنــن، وعواصف وأحداث غير مسبوقة، وعلى الرغم من أن هيئة الأرصاد اضطرت لإصدار بيانــات تكذب فيها هذا الــكلام، وتؤكد أن البرد عــادي. وتابع الكاتــب: نقلت بعض المواقــع عن الخبير إياه هذا الــكلام، والمثير للأتربــة والتهجيص، عدد من خبراء «الولا حاجــة» تحولوا فجأة إلــى خبراء أرصاد وكل واحد منهم ماســك حديدة، وطالع ينشــر بوستات ورسائل صوتية وفيديوهات تخوف، اللي يقول عاصفة التنين، واللي ديناصور وحالــة من التجويد التهجيصي لناس غالبــا ليس لهم علاقــة بالطقــس، ولا الأرصاد. بعــد انتهاء الموضوع مرّت الحالة بشــكل عادي وكما هو متوقع، مطــر في بعض المناطق، وأمطــار أكثر غزارة في الإسكندرية والدلتا، ليس فيها أي شيء غير طبيعي، ولو رجعنا إلى خبراء الهبد الطقســي لوجدنا هذه التوقعات الهلامية نفســها طوال سنوات سابقة، وهي تنبؤات على مواقع التواصل، تسبب خوفا ورعبا، وتدخل ضمن نشر الأكاذيب، ولو كان الشــخص المزعــوم بالفعل في هيئة علمية، يفترض أن يتم ســؤاله عن مصــادر هذا «الهبد» الذي تســبب في ذعر غير مفهوم، فضلا عن أنه يتعارض مع تقارير الجهات المخول لها أن تتحدث، ونتذكر أحد كبار الهجاصين قبل عامين خرج وأثار خوف الناس من إعصار مدمر في البحر المتوسط، يضرب مصر والشرق الأوسط، مســتغلا أنه يحمل اسم «ناسا» ونســب هذا الكذب إلى صحف ومواقع عالمية، وكذبه الخبــراء وقالوا إن البحر المتوسط يستحيل أن تكون فيه أعاصير، ومع هذا لا يزال يواصل تهجيصاته.

الأرزاق على الله

الكتابة من وجهــة نظر محمد أمين فــي "المصري اليوم" هي أن تكون حراً مســتقلاً في مــا تتناوله من قضايا.. تنبع من ضميرك ولا تُملــى عليك من أحد.. وليســت الكتابة أن "تزيط في الزيطــة" أو تعلق على الترينــد، أو القصة التي يريدونك أن تتناولها بالتحليل الإيجابي.. والكتابة ليست حالة كراهيــة أو أنها انتقام، ولكنها حالــة تطهر.. فأنت لا تكتب حين تكتب لتنتقم أو تســخر، أو تهين من تكتب عنه، ولكنها حالة سمو.. لا تنتظر عنه أجراً ولا شكراً.. للأسف لا يعرف الكثيرون ذلك سواء من الكتّاب أو الحكام.. ولو عرف الحكام ذلك لاستراحوا.. ولو عرف الكتّاب ذلك لما خافوا من أي تهديدات.. باختصــار أن تقول كلمتك وتمضي والأرزاق على الله! وتربطني علاقــات طيبة للغاية بحكومات ما بعد ثــورة 25 يناير/كانون الثاني.. أكتــب عنهم فلا يغضبون، وأكتب لهم فلا يشــعرون بأنني أمدحهــم مع المداحين.. إنما لــكل مقام مقال.. فقد أشــيد اليوم بأحــد، وأنتقده غداً ولا يعتبر ذلك نقصاً في الشــخصية.. فالحق أحــق أن يتبع.. وأتلقى منهم الــردود، وهم يطمئنون إلى أنني ســأتعامل معهم بالجدية اللازمة، بــدون تهويل أو تهوين.. ولا أذهب إليهم في الوزارات ولا أنتظر منهم شيئاً.. فقط كل ما أرجوه أن يتعاملوا مع طلبات الجمهــور والقراء بالجدية اللازمة. وقد حرصت ألا أكتب في قضايا خاصة أو عن الوزراء، ولكن عن عمل الوزراء أحسنوا أو أساءوا.. لا أتحدث عن شخص الوزير أو المســؤول.. علاقتي بهم هي علاقــة عملية تنتهي بانتهاء مهمة الوزير.. شــخصه لا يعنيني.. وانتهى الكاتب إلى أن "الأرزاق على الله".

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom