Al-Quds Al-Arabi

سكان تكساس عاصمة الطاقة الأمريكية بلا كهرباء ولا ماء بعد العاصفة الثلجية

-

■ أوســن )الولايات المتحدة( ـأ ف ب:اســتمر انقطاع الكهربــاء صباح أمس الخميــس، عن مئات آلاف المنازل في أنحاء تكســاس، العاصمة الأمريكية للنفط والغــاز، رغم عودة الخدمة تدريجياً، في وقت واجه البعض نقصاً في المياه أيضاً بينما بدأت موجة البرد المميتة التي اجتاحت جنوب غرب البلاد تتجه شرقاً.

وأصــدرت خدمة الأرصــاد الجويــة تحذيراً من عاصفة شــتوية على أجزاء من البلاد بدءاً من شرق تكســاس وصولاً إلى ولايــة مريلاند في الســاحل الشرقي.

وأفادت الهيئة أن العاصفة ســتجلب معها الجليد والصقيع وتتســبب بتساقط ثلوج كثيفة على أجزاء من تكســاس ولويزيانا وأركانسو ومسيسيبي، في حين تتجه نحو الشــمال الشــرقي فيما تتسبب في انقطاع للكهرباء وتضرر الأشجار بينما تشكّل خطراً على قيادة السيارات. وعلى الرغم من أن كتلة الهواء القطبي بدأت تخفف قبضتها عن منطقة في البلاد لم تعتد على بــرد قارس كهــذا، إلا أن درجات الحرارة ستبقى منخفضة، حسب خدمة الأرصاد.

وأفادت الخميس أنه «يتوقع أن تســيطر درجات حرارة دنيا وقصوى قياســية ببرودتها على جنوب وسط الولايات المتحدة حتى صباح السبت.»

وأضافت أنه «في إمكان الســهول الكبرى ووادي مسيســيبي أن تتوقع درجــات حــرارة يومية غير اعتياديــة تتــراوح ما بــن 20 و30 درجــة أقل من الطبيعي».

واضطــر الرئيس جو بايدن لتأجيــل زيارته إلى معمل تابــع لفايزر لتصنيع لقاحــات كوفيد-19 في ميتشــيغن، بينما أجبرت مكاتب الحكومة الفدرالية في واشنطن على إغلاق أبوابها أمس.

وتحدّثت وسائل الإعلام الأمريكية عن أكثر من 30 وفاة مرتبطة بالعاصفة منذ الأسبوع الماضي، معظمها في حوادث سير.

وانقطعــت الكهرباء وانخفــض ضغط المياه لدى مئات الآلاف من سكان هيوستن في تكساس.

وقال سلفستر تيرنر، رئيس بلدية هيوستن، على تويتر، إن «ضغط المياه خفيف للغاية. أرجوكم أن لا تتركوا المياه جارية لتجنّب انفجار الأنابيب».

وصدرت إرشادات لنحو سبعة ملايين شخص من سكان تكساس بغلي المياه قبل شربها أو استخدامها للطهي. وقال توبي بيكر، الذي يترأس لجنة تكساس لجــودة البيئة، الأربعاء، إن نحو 246 ألف شــخص تأثروا بالأضرار التي لحقت بشبكة المياه.

وقضى ديفيد هرنانديز )38 عاماً( ليلته في كنيسة هيوستن مع آخرين هربوا من منازلهم.

وقال: «علقت ســيارتي وحاولــت النوم بداخلها لكنني لم أتمكن من شدة البرد. كانت السوائل تتجمّد داخل ســيارتي، ولذا شعرت بأنني نائم في صندوق ثلج».

وأضاف: «كان عليّ المجــيء إلى هنا. لم يكن لدي خيار آخر».

وعمدت شركات الكهرباء في تكساس لقطع التيار دورياً لتخفيــف الضغط عن الشــبكات بعد أن قام السكان باستخدام أجهزة التدفئة الكهربائية.

وأفــادت «إيه آر ســي أو تي» التــي تتولى إدارة شبكة الطاقة في الولاية، الأربعاء، أنها أعادت الطاقة إلى نحو 1,6 مليون منزل. وقال رئيسها بل ماغنس، في بيان: «نعمل على مدار الساعة لإعادة الطاقة إلى أهالي تكساس».

كما أفاد موقع «بــاور آوتاج.يو إس» أن 674 ألف مستهلك في تكساس كانوا لا يزالون من دون كهرباء صباح الخميس. والولاية هــي الوحيدة من ولايات البلاد القارية التي تملك شــبكة طاقة مستقلة خاصة بها.

وقال النائب الديمقراطي الســابق في تكســاس بيتو أورورك، لقناة «أم أس أن بي ســي» إن الوضع في الولاية «أســوأ مما يصل إلى مســامعكم... قضى الناس أياماً من دون كهربــاء. إنهم يعانون. كان من الممكــن تجنّب الكثيــر من ذلك».وأضــاف: «عاصمة الطاقة في أمريكا الشــمالية غير قــادرة على توفير الطاقة التي تحتاجها لتدفئــة وإيصال الكهرباء إلى منــازل الناس في هــذه الولاية العظيمة. تكســاس ليست بعيدة عن أن تكون ولاية فاشلة».

وأفادت «أوستن إنرجي» شــركة الكهرباء المحلية في عاصمــة الولاية التــي تعد 950 ألف نســمة، أن عشرات الآلاف من سكان المنطقة حرموا من الكهرباء وأنه بينما تمكنت من إعادة الطاقة إلى بعض المناطق إلا أنها لا تتوقع بأن تنجح في إبقائها لفترة طويلة.

وأقامــت الشــركة «مراكــز تدفئة» فــي مدارس الأحياء.

في الأثناء، اســتأنف مطار أوســن برغســتروم الرحــات الأربعاء، بعــد توقف ناجم عن تســاقط كثيف للثلوج.

وأفاد منســق الاســتجاب­ة لفيــروس كورونا في البيت الأبيض جيف زينتس، أن الطقس البارد يؤثر على إيصال وتوزيع لقاحات كوفيد-19.

وقال: «هنــاك أجزاء معيّنة من البلاد، تكســاس واحدة منها، حيث أُغلقت مواقع التطعيم».

وتابع: «ما نشــجّع حكام الولايــات وغيرهم من الشــركاء القيام به هــو تمديد ســاعات العمل فور تمكنهم من إعادة فتحها».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom