Al-Quds Al-Arabi

ملايين أنفقها ريال مدريد في الهواء

- لندن - «القدس العربي»:

ما زالت الصحف والمؤسسات الرياضية الإسبانية، تتسابق في توجيه أشد أنواع الهجوم والنقد الـاذع، للنجم البلجيكي إيدين هازارد، منذ عودته إلى المربع صفر، بتعرضه للانتكاسة العاشرة، منذ ضمه من تشلسي منتصف العام 2019، في صفقة ضخمة، كبدت الخزينة المدريدية حوالي 100 مليون يورو، كثاني أغلى صفقة في تاريخ النادي بعد الويلزي غاريث بيل، ومع ذلك، لم يشعر أحد بوجوده أو تأثيره على مدار عام ونصف العام. الأسوأ في التاريخ

كانت صحيفة «آس» المقربة من أسوار «سانتياغو بيرنابيو»، سباقة في الحملة الـشـرسـة الأخــيــر­ة، الـتـي يتعرض لها صاحب الـ30 عاما، بتقرير مطول ومدعم بــأرقــام كارثية لـوريـث قميص راؤول غونزاليز وكريستيانو رونالدو، بعنوان «هـازارد أسوأ من كاكا في ريال مدريد»، مع تلميحات بأنه ينفرد بالرقم السلبي، كأسوأ صفقة باهظة الثمن قام بها الريال، لسوء طالعه مع نحس الإصابات، التي تسببت في غيابه عن 43 مباراة مستحقة،

إلى جانب 7 مباريات على أقل تقدير في انتكاسته الأخـيـرة، وذلــك مع بـدء العد التنازلي لموسمه الثاني بقميص ملوك العاصمة الإسبانية، الأمــر الــذي جعله يتحول من مشروع «غالاكتيكو» عصر ما بعد صــاروخ مـاديـرا، إلـى رجـل زجاجي بامتياز. واستشهد التقرير بأرقام هازارد المتواضعة، على غـرار اكتفائه بتسجيل هدف يتيم من مشاركته في 16 مباراة في موسمه الأول، حتى بعد حصوله على وقته بشكل كاف للتخلص من الوزن الزائد وإنـهـاء مشاكله مع إصاباته المتكررة، لم تتغير أوضـاعـه، بتجدد مشاكله مع الانتكاسات، التي اختزلت ظهوره في ثماني مباريات فقط منذ بداية هذا الموسم، لكن بحسب الصحيفة، ما زال يملك إيدين «كنزا حقيقيا»، باستغلال عامل الوقت وتواجده مع النادي لثلاث سنوات قادمة، إذا أراد إسكات المشككين والرد عمليا على من يصنفه ضمن أسوأ وأفشل الصفقات، التي ورطت النادي في ملايين طائلة بلا فائدة.

ملايين في الهواء

ربما يكون هازارد أغلى صفقة لم يستفد منها الريال، لكن هناك انتدابات أخرى، كلفته عشرات الملايين، وكانت المحصلة قريبة من الصفر، أو على الأقل لا تقارن بحجم التوقعات، وكانت البداية بصدمة ريكاردو كاكا، الـذي جاء من ميلان في صفقة ضخمة تخطت حاجز الـ65 مليون يـــورو، كثاني صفقة بعد كريستيانو رونــالــد­و فـي صيف 2009، ومــع ذلـك، عانى الأمرين مع إصابات متكررة على مستوى الحـوض، الأمر الذي تسبب في ظهوره مع العملاق المدريدي بصورة لا تقارن، بالنسخة التي كان عليها مع ميلان، مكتفيا بتسجيل 29 هدفا، منها 23 في الليغا على مدار أربع سنوات، مقارنة بـ95 هدفا سجلها مع الروزونيري على مدار ست سنوات، ورغـم أنـه فـاز مع الفريق بلقبي الليغا وكأس ملك إسبانيا، إلا أنه لم يترك البصمة المنتظرة منه، بطريقة لا تختلف كثيرا، عن ابن قارته الكولومبي خاميس رودريغيز، الذي خطف الأنظار، بعروضه الهوليوودي­ة مع منتخب بلاده في كأس العالم 2014، ليورط فلورنتينو بيريز في 80 مليون يورو، دفعها لموناكو، لنقل صاحب القدم اليسرى الذهبية إلى «سانتياغو بيرنابيو»، وفي الأخير، اكتفى بظهور مقبول على مدار ستة شهور تحت قيادة كارلو أنشيلوتي، قبل أن يدخل في دوامــة الإصـابـات، التي تسببت في خروجه من التشكيلة الأساسية، في فترة رافا بنيتيز المؤقتة، ونفس الأمر في ولاية زيدان الأولى، ما أجبر الريال على إرساله إلى بايرن ميونيخ على سبيل الإعارة لمدة عامين، مع احتفاظ العملاق البافاري بحق الشراء، لكنه لم يسلم من لعنة الإصابات، ليعود الموسم الماضي، كضيف شرف على مقاعد البدلاء مع زيزو، وفي نهاية المطاف، تخلص منه النادي بشق الأنفس، ببيعه لإيفرتون بأقل من نصف سعره وبقيمة 32 مليون يورو، رغم ان هناك تقرير تتحدث عن أن الصفقة كانت مجانية. ضحايا زيدان والكارثة

تشمل قائمة الصفقات المخيبة، التي كبدت الريال مبالغ ضخمة، من دون أن يستفيد النادي منها، المهاجم الصربي لوكا يوفيتش، تلك الصفقة التي شهدت معركة حامية الوطيس خـارج الخطوط بين ريال مدريد وبرشلونة، من أجل الظفر بخدمات اكتشاف آينتراخت فرانكفورت، وبعد تحول الصراع إلى مزايدة، حسم فلورنتينو بيريز الصفقة مقابل 62 مليون يورو، ليتحسر كباقي عشاق الريال على وقت اللاعب الكارثي مع الفريق، تارة بحظ عاثر أمـام الشباك في مبارياته الأولـى،

وتــارة أخـرى بإصاباته وسلوكه المثير للجدل، كما فعل في بداية أزمة كورونا، باختراق قواعد العزل الصحي، ليقضي بعض الوقت مع الأسـرة وأصدقائه في مسقط رأسه، وغيرها من المشاكل المعقدة، التي جعلته مجرد حبر على الـورق، كان يضعه زيدان ضمن القائمة، والدليل على ذلــك، أنـه خـاض مع الفريق 17 مباراة، منها 13 من على مقاعد البدلاء، خرج منها بهدفين فقط، وذلك على مدار 18 شهرا، مقارنة بحصيلته الخيالية مـع ناديه الألماني، بتسجيل 27 هدفا في 48 مباراة في حملة 2019-2018، الأمر الذي عجل بعودته إلى فرانكفورت على سبيل الإعارة في الميركاتو الشتوي الأخير، وحسنا فعل، بتسجيل ثلاثة أهداف من مشاركته في ست مباريات حتى الآن، أفضل من سجله التهديفي طوال فترة وجوده تحت قيادة زيزو، تأكيدا أن أموره لم تكن على ما يرام في إسبانيا، إلا إذا عاد وعوض ما فاته في الشهور الماضية، ليثبت أنه صفقة رابحة.

وواجه الفرنسي ثيو هيرنانديز، نفس مصير يوفيتش، بعد ضمه فـي صيف 2017، مقابل تسديد قيمة الشرط الجزائي في عقده مع أتلتيكو مدريد، لظهوره اللافت في تجربة إعارته مع ديبورتيفو ألافيس فـي حملة 2017-2016، ومــع ذلــك، لم يكسب الظهير الأيسر ثقة زيدان، حتى بعد ما أثبت نفسه في تجربة اختباره مع ريال سوسييداد، ليقوم النادي ببيعه لميلان مقابل 20 مليون يورو فقط، ومعها انفجرت موهبته، وأصبح من أكثر المساهمين في عـودة الروزونيري للمنافسة على لقب الكالتشيو للمرة الأولى منذ سنوات، بينما مع الفريق المدريدي، شارك في 23 مباراة، منها 10 في الليغا، ولـم يكن بالنسخة المثيرة التي يبدو عليها في الوقت الراهن في إيطاليا.

وقبل حـوالـي 16 عـامـا، أبــرم الريال واحــدة من أكثر الصفقات الفاشلة في تاريخه على مستوى الدفاع، بإنفاق 13 مليون جنيه إسترليني على ضم غاريث وودغيت من نيوكاسل في صيف 2004، في ما اعتبر آنذاك «مبلغا ضخما» بالنسبة للاعب مدافع، حيث كانت المبالغ الكبيرة تدفع للمهاجمين وصناع اللعب المميزين، لكن عاش الدولي الإنكليزي نفس مأساة هـــازارد فـي الـوقـت الــراهــن، بإصابات طويلة الأجــل، حتى أنـه لم يشارك ولو في مباراة واحـدة طـوال موسمه الأول، وعندما عاد في الحملة الثانية، تلقى بطاقة حمراء في ظهوره الأول أمـام بلباو في سبتمبر / أيلول 2005، وبعدها بأسابيع قليلة تعرض لأســوأ سلسلة إصابات في مسيرته، على إثرها اقتصر ظهوره على 14 مباراة بالقميص المدريدي على مدار عامين، بخلاف موسمه الأول، الذي غابه بالكامل، ليضطر الريال لإعادته إلى البريميرلي­غ بإرساله إلى ميدلزبره على سبيل الإعارة، ثم بانتقال مجاني، في ما تعتبر أسـوأ صفقة في الألفية الجديدة، بحسب استفتاء جماهير النادي لصحيفة «ماركا» عام 2007، وأنت عزيزي القارئ، هل تتذكر أسماء أخرى أكثر فشلا من هذه الصفقات؟

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom