مراسيم رئاسية فلسطينية جديدة لتسهيل إجراء الانتخابات وفق مواعيدها وحماس تعلن قرب التوصل لتوافق حول «محكمة الانتخابات»
اللجنة تعمل على تنقية بيانات المسجلين… والشعبية تقرر المشاركة
تماشــيا مــع التوافقــات التي جــرت بــن الفصائل الفلســطينية في العاصمة المصرية القاهرة، بشأن إجراء الانتخابات الفلســطينية في مواعيدها المحددة، تواصل لجنة الانتخابات المركزية أعمالها لتنقية سجل الناخبين، بعــد أن أغلقت عملية التســجيل الوجاهية والإلكترونية قبل أيــام، تمهيدا لمرحلة النشــر وفتح بــاب الاعتراض، وذلك في الوقت الذي أصدر فيــه الرئيس محمود عباس مراســيم خاصة بالعملية، اشتملت على تخصيص مقاعد لـ "المسيحيين" والمرأة، ومرســوما آخر بإطلاق الحريات العامة.
ويؤكد مرســوم الرئيس عباس بشأن تعزيز الحريات العامــة، على توفير مناخــات الحريات العامــة، على أن يكون المرســوم ملزما للأطــراف كافة فــي أراضي دولة فلســطين، وذلــك بناء علــى ما اتفقــت عليــه الفصائل الفلسطينية في اجتماعها الأخير في القاهرة، الذي جرى برعاية مصرية، واشــتمل المرسوم على التأكيد على حظر الملاحقة والاحتجــاز والتوقيف والاعتقــال وكافة أنواع المســاءلة خارج أحكام القانون، لأســباب تتعلق بحرية الرأي والانتماء السياســي، وإطلاق ســراح المحتجزين والموقوفين والمعتقلين والســجناء على خلفيــة الرأي أو الانتماء السياسي، أو لأسباب حزبية أو فصائلية كافة في أراضي دولة فلسطين.
كما اشــتمل على نص يركز على توفير الحرية الكاملة للدعايــة الانتخابية بأشــكالها التقليديــة والإلكترونية كافة، والنشــر والطباعة وتنظيم اللقاءات والاجتماعات السياســية والانتخابية وتمويلها وفقا لأحكام القانون، وتوفير فرص متكافئة في وســائل الإعلام الرسمية لكافة القوائم الانتخابيــة دونما تمييز وفقــا للقانون، على أن تتولى الشرطة الفلسطينية بلباسها الرسمي دون غيرها من الأجهــزة والتشــكيلات الأمنية، مهمــة حماية مراكز الاقتراع والعملية الانتخابية.
وأصدر الرئيس عباس مرسوما آخر يقضي بتخصيص ســبعة مقاعد على الأقل فــي المجلس التشــريعي المقبل للمواطنين المســيحيين، وذلك "اســتجابة لأحكام قانون الانتخابات الذي يقضي بذلك".
ولاقــت المراســيم ترحيبــا مــن الفصائــل ولجنــة الانتخابــات، التي قالت إن المرســوم من شــأنه أن يُعزز حرية العمل السياســي والوطني، ويُوفر أجواء من حرية الرأي والتعبيــر، ويتيح إمكانية التجمعات السياســية والانتخابية، خصوصاً خلال فتــرة الدعاية الانتخابية، إضافة الــى أنه يَحظــر الملاحقة والاحتجــاز والتوقيف والاعتقال.
وقال جبريل الرجوب أمين ســر اللجنة المركزية لحركة فتح، إن المرســوم بمثابــة "خطوة إســتراتيجية باتجاه
إنجاح المسيرة الديمقراطية نحو إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية".
وعقب صــدور هذين المرســومين، ينتظــر أن يصدر الرئيس مرسوما آخر،ذ بتشكيل "محكمة الانتخابات" من قضاة في غزة والضفة والقدس، حيث لا تزال الاتصالات بين حركتي فتح وحماس مســتمرة للاتفاق على تشكيل المحكمة، بعد أن قطعت شــوطا طويلا في هذا الأمر، بناء على تفاهمات القاهرة الأخيرة.
وفي هذا الســياق قال عضو المكتب السياســي لحركة حماس حســام بدران إنه تم الاقتراب مــن التوافق على أســماء قضاة محكمة الانتخابات، بحيث ستشكل من 4 قضاة من غزة، و4 مــن الضفة، وقاضٍ واحد من القدس، وسيصدر الرئيس خلال الفترة القصيرة المقبلة مرسوما بتشــكيلها.وأوضح بدران في تصريحات نشــرها موقع حمــاس الرســمي، أن محكمــة الانتخابات ستتشــكل بالتوافــق من قضاة مشــهود لهــم بالخبــرة والكفاءة والشــخصية، بحيث لا يغير أحد رأيه تحت الضغط من أي جهة، لافتا إلى أنه تم الاتفاق في القاهرة على تشــكيل محكمة الانتخابات بالتوافــق، وتحييد أي جهة قانونية أخرى سواء المحكمة الدســتورية أو غيرها، عن التدخل في الانتخابات، لا في أثناء العملية الانتخابية ولا بعدها.
وأكــد أن الحركــة ذهبت إلــى القاهرة تحــت عنوان سياسي مهم، بأن السقف الذي تجرى تحته الانتخابات هو بعيد تماما عــن "اتفاقية أوســلو"، وقال "صحيح أن بعض أجسام أوسلو موجودة، وستجرى لها انتخابات، لكن الأفق السياسي لهذه الاتفاقية عمليا انتهى منذ زمن بعيد، وإن الانتخابات لن تجرى تحت ســقف أوســلو، بل بنــاءً على مخرجات اجتماع الأمنــاء العامين ووثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني عام 2006.
وقال بدران إن الدول الرئيســة الضامنة للانتخابات هي مصر وقطــر وتركيا وروســيا، وهــم متابعون منذ البداية لمجريات ما حدث من توافقات وتفاهمات، وأضاف "يجب حل كل إشــكالات الانتخابات داخليا، وإذا حصل أمر ذو أهمية حقيقية ولم نستطع حله مع السلطة يمكننا أن نرفعه للدول الضامنة للتدخل لحله".
إلى ذلك أعلنت اللجنــة أن التصويت في الانتخابات ســيكون فقط داخل فلســطين، ولن تفتتح مراكز اقتراع في الســفارات في الخارج، في الوقت الــذي يقترب فيه الرئيس عبــاس من إصدار مرســوم لتشــكيل "محكمة الانتخابات" مــن قضاة يجــري اختيارهم مــن الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس.
وقال الناطق باســم لجنة الانتخابــات المركزية فريد طعم اللــه، إن اللجنة تعمــل حاليا على تنقيــة بيانات المسجلين للانتخابات، للتأكد من دقتها وصحتها، وشطب أســماء المتوفين، بناءً على آخر تحديثات بيانات وزارتي الداخلية والصحة.
وأشــار إلى ان المرحلة الحالية تتم فــي مركز إدخال البيانات بمدينة رام الله، حيث تســتمر هذه العملية لمدة أسبوع.
وذكر أنه اعتبارا من الأول من شــهر مارس/ آذار المقبل ســيتم فتح مراكز النشــر والاعتراض، والتي هي نفسها مراكــز الاقتراع، ويبلــغ عددها 1090 مركــزا، لمدة ثلاثة أيامز وتابع "خلال هذه الفترة ستنشــر أسماء الناخبين الذين ســيصوتون في هذه المراكــز، وخلال هذه العملية يتأكد المواطن مــن صحة بياناته، إضافــة إلى أنه يحق لكل مواطن الاعتراض على الآخرين بمن لا تنطبق عليهم شروط الانتخاب".
وأكــد طعم الله أن التصويت للانتخابات ســيتم فقط داخل فلسطين، ولن يكون هناك تصويت لا في السفارات أو في أي مكان آخر، مشيرا إلى أن الفلسطينيين الذين في الخارج وســجلوا للانتخابات عليهم الحضور شخصيا للتصويت، فلا يســمح القانون بالتصويــت بالوكالة أو بالإنابة.
إلى ذلك قررت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أمس، المشاركة في الانتخابات.
وقالــت الجبهة في بيــان لها "قررت اللجنــة المركزية للجبهة أن تخوض الانتخابات وفق برنامجها السياسي ومواقفهــا الثابتــة والمبدئيّة فــي صراعها مــع الكيان الصهيوني" .
إلا أنها أكدت في البيان أن المشــاركة "لا تعني أن تكون شــريكاً في تكريس اتفاقات أوســلو المذلة والكارثيّة ولا غطاء لأيٍ مــن إفرازاته، ولا تعني بأي حــال التكيّف مع هــذا الواقع، بل رفضــه بالمطلق، ومقاومته بكل الســبل السياسيّة والديمقراطية والكفاحية" . وتابعت "المشاركة في هــذه الانتخابات هي محاولة لضبــط وتعديل ميزان القــوى الداخلي للتقليــل من عملية التفرّد والاســتئثار بالقرارات، وتوظيف حضورنا في الاشــتباك السياسي مع القيادة المتنفذة التي لم تزل متمسكة بأوسلو وتبعاته على الأرض" .
ولفتــت إلــى أن "أحد أهداف المشــاركة فــي العملية الانتخابيّــة هــو الدفــع باتجاه بنــاء وتفعيــل منظمة التحرير الفلسطينية والعمل على انتخاب مجلس وطني فلســطيني جديد وتوحيدي يضم الجميع، بهدف إعادة إحياء القضية الفلســطينيّة بأبعادها الوطنيّة والعربيّة والدوليّة" .
وأكدت الجبهــة على رفضهــا الاعتراف بإســرائيل، ومشــاريع تصفيــة القضيــة الفلســطينية، وتوظيف الانتخابات للانخراط في مفاوضات جديدة في ظل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، واتفاق أوســلو الموقع بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.