Al-Quds Al-Arabi

كاميرا و«شماغ أحمر»

-

صورة «الشــماغ الأحمر» على كتفي الزميل محمد القضاة، مراسل التلفزيون الرســمي الأردنــي أثناء العمل، وفي وقت الــذروة الثلجية أجمــل بكثير من صورته منســدلا بنعومة داخل اســتوديو أنيق وفيه تدفئة على ذراعي صديقي مراســل الإقتصاد الحربي ســابقا ووزير الإستثمار والعمل حاليا الدكتور معن قطامين.

كانــت بامتياز صورة مدهشــة حقــا: الصقيــع يلتهم أنــف زميلنا الميداني، وهــو يغطي أخبار العاصفــة الثلجية أمــام الكاميرا صامدا يقوم بواجبه أمام النــاس، ويتحدث عن الطرقات والآليات التي تفتح وتغيب وسط عاصفة قوية جدا.

تلك صورة أردنية «نشمية» حيث التدفئة المركزية فقط بين هدبات الشماغ الأحمر.

صــدرت الأســبوع الماضي توجيهات للــوزراء في العمــل الميداني، وكنا نحب أن نرى كمواطنين جميع «الشــباب اللــي فوق» الى جانب الزحاليــق وفي الميدان مع موظفيهم وبــدون كاميرات، على أن تكرس الكاميــرا فقط لـ»كبــار البلــد» الحقيقيين، مثل الجنــدي على الحدود وســط العاصفة وشرطي السير، الذي يدفع ســيارة مواطن فضولي تزحلقــت، وعامــل الوطــن الــذي تــرك كل الــدفء وغــادر لتنظيــف «مخلفاتنــا» وزملائنــا في الإعلام الرســمي مثل القضــاة ورفاقه في المحافظــا­ت والعمال وعســكر الميدان. هــؤلاء هم «كراســي البلد». ما أحلى الشماغ الأحمر على هؤلاء. نشعر بصدقه على أكتافهم.

للعلــم، لا نرى مبررا لأن تدخل كاميرا شاشــة «المملكــة» إلى غرفة العمليــات وتعيق عمــل المختصين، لكن المذيع عامر الرجوب يســتحق تحية.

ولا نــرى مبررا لأن يقــف أي زميل في بــؤرة العاصفة أصلا، حتى ينقــل التغطيــة. في إمكانه التــواري قليلا خلف جرافــة أو في منطقة هطولها أقل أو على شرفة مكتب.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom