Al-Quds Al-Arabi

ألمانيا: تحذير من تأثيرات سلبية على الاقتصاد في حال تمديد محتمل للإغلاق لمواجهة كوفيد-19

-

■ برلين - د ب أ:حذر المعهد الألماني لأبحاث ســوق العمل والتوظيف من تأثيرات تمديد محتمل للإغلاق على خلفية مواجهة تفشــي فيروس كورونا المستجد.

وقال رئيس المعهد، برند فيتسنبرغر، لصحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية في تصريحات نشرتها على موقعها الإلكتروني أمس الأحد «إذا كان القيام بتمديد آخر للإغلاق أمراً ضرورياً من منظور علم الأوبئة، فإن ذلك من شأنه تأخير الانتعاش الاقتصادي».

وأشار إلى استطلاع بين شــركات أجراه المعهد أظهر أن « نحو 25 في المئة من الشــركات ذكرت أن الســيولة لديها تكفي لمدة تصل إلى أربعة أســابيع فحســب» وأضاف أن 25 في المئة أخرى من الشركات لا تكفي لديها السيولة سوى لشهرين فحسب.

وصرح رئيس المعهد بأنه على الرغم من أنه لا يتوقع موجة إفلاسات، فإنه يتوقــع أنه من الممكن أن تحدث زيادة في حــالات الإغلاق والتعثر في الدفع والســداد لدى الشــركات، لافتاً إلى أن تحورات فيروس كورونا تمثل أيضا بالنسبة للأوساط الاقتصادية عامل اضطراب.

وأضاف أنه بمجــرد أن تتراجع حالات العدوى وتســفر التطعيمات عن مفعولها، بحيث يمكــن تخفيف إجراءات مواجهة الفيروس، «ســوف نرى انتعاشاً اقتصادياً قوياً».

وحسب تصريحات فيتســنبرغ­ر، لا يؤثر الإغلاق الثاني بقوة على سوق العمل مثل الإغلاق الأول في مارس/آذار من العام الماضي.وأوضح أن البطالة تراجعت بشكل طفيف مؤخراً، بعد حساب التغيرات الموسمية.

وقال مدير المعهد الألماني «ســوق العمل يظهر حالياً بشكل قادر جداً على المقاومة» موضحا أن ذلــك يرجع من ناحية لتطبيق نظام العمل بســاعات مختصرة وإلى أن هناك شركات تتمســك بقواها العاملة، ومن ناحية أخرى إلى أن الأوساط الصناعية تتضررت بشــكل أقوى في الإغلاق الأول بسبب الاختناقات في سلاسل التوريد وتوقف الإنتاج وإغلاق مصانع.

من جهة ثانية أعرب لارس فلد، رئيس مجلس «حكماء الاقتصاد الألماني» عن اعتقاده بوجــود مخاطر كبيرة تهدد التطور الاقتصادي في البلاد، وقلل

من الآمال التي تعقدها الشركات على خطط الفتح.

يذكــر أن مجلــس الخبراء الاقتصاديي­ن المســؤول عن تقديم المشــورات الاقتصادية للحكومة الألمانية يطلق عليه اســم «حكمــاء الاقتصاد» ويضم خمسة خبراء.

وقال فلد في مثابلة أمس «يمكن إعداد كل الخطط المحتملة، لكن عندما تأتي الموجة الثالثة فستصبح هذه الخطط غير صالحة». ووصف طفرات فيروس كورونــا بأنها تمثل حالة عامــة من عدم اليقين ذات تأثيــر اقتصادي أيضا. وأعلن أن مجلسه سيقلل من توقعاته لأداء الاقتصاد الألماني للعام الحالي.

وكان المجلس قد توقع في تقريره الصادر في نوفمبر/تشرين ثاني الماضي أن يحقق الاقتصاد نموا بنسبة 3.7 في 2021.

وقال المسؤول الاقتصادي «في الوقت الراهن لا يمكننا أن نكون على نفس درجة التفاؤل التي كنــا عليها في نوفمبر الماضــي». ورأى أنه «من المحتمل لنســبة النمو أن تصل إلى 3 إذا أمكن تفادي حــدوث المزيد من الإجراءات الرقابية على الحــدود مع عودة الفتح التدريجي بعد الإغلاق، وعندئذ يمكن حدوث نمو قوي اعتبارا من الربع الثاني».

وقال فلد أنه لا يزال يرى مخاطر كبيرة على التطور الاقتصادي، وأضاف «وإذا تواصل انتشار طفرات فيروس كورونا وحدثت موجة ثالثة فستصبح كل التوقعات عديمة القيمة» وطالب بالتمهل لمتابعة مدى نجاح ســير حملة التطعيمات. وخفضت الحكومة الألمانية من توقعاتها لنمو الاقتصاد الوطني في العام الحالي إلى 3 وكان أكبر اقتصاد أوروبي قد سجل انكماشا بنسبة 5 في العام الماضي.

وقال فلد أنه يستطيع أن يتفهم جيدا بطبيعة الحال يأس بعض الشركات بســبب طول مدة الإغلاق وغياب الرؤية المســتقبل­ية. وأضاف «هناك نطاق هائل في الاقتصاد بشكل عام لكن القطاعات المتضررة بقوة تأتي في المقدمة. إلا أن الصناعات التحويلية والبناء يســيران في الوقت الراهن بشكل جيد نســبياً، وهناك خطر في الوقت الراهن لقطع سلاسل القيمة المضافة بسبب إجراءات الرقابة على الحدود مع المناطــق التي بها طفرات للفيروس، وهذا سيؤثر بقوة على الصناعات التحويلية».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom