Al-Quds Al-Arabi

البنك الدولي: انكماش قياسي لاقتصاد المناطق الفلسطينية وعجز عن تمويل شراء لقاحات لمكافحة وباء كوفيد-19

-

■ القــدس - وكالات الأنبــاء: قــال البنــك الدولي أن توقعاته تشــير إلى انكماش الاقتصاد الفلســطين­ي بنســبة 11.5 في المئة خــال العام الماضي، بفارق كبير عن تقديرات سابقة بانكماش 7 فــي المئة فقــط، تحــت تأثير جائحــة كورونا وانقطاع أموال الُمقاصة.

جاء ذلك، في تقريــر وزعه البنك أمس الإثنين، ومن المقــرر أن يقدمه لاجتماع يعقــده المانحون افتراضياً اليــوم الثلاثاء، فيمــا يعرف بـ»لجنة ارتبــاط تنســيق المســاعدا­ت الدولية للشــعب الفلسطيني» برئاسة النرويج.

وجاء في التقرير أن «تداعيات جائحة كورونا ما تــزال تلحق الضــرر بالاقتصاد الفلســطين­ي المتعثــر بالفعــل، ومــن المتوقــع أن تــؤدي إلى انكمــاش إجمالي الناتج المحلي بنســبة 11.5 في المئة في 2020، وهو أحد أشد الانخفاضــ­ـات على الإطـلاق».

ويدعو البنك الدولي في تقريره إلى «التنسيق على جميع المســتويا­ت لمكافحة تفشــي فيروس كورونــا، وضمان اســتمراري­ة تقــديم الخدمات الصحية الحيوية، في ظــل الأزمة الحالية للمالية العامــة، ونقــص المعــدات الطبية فــي القطاع الصحي».

ويضيف»حتى قبــل أن تتفاقــم الأوضاع من جراء الجائحة، فإن آفاق الاقتصاد الفلســطين­ي كانت قاتمــة في ظل انخفاض مســتويات النمو، واســتمرار عجز المالية العامــة، وارتفاع معدلات البطالة، وتزايد معدلات الفقر».

وازداد الوضع سوءً نتيجة للتأثيرات المضاعفة للجائحــة وتوقف أموال المقاصــة، وهي ضرائب الــواردات التــي تحصلهــا إســرائيل نيابة عن السلطة الفلســطين­ية، ما أدى إلى موجة انكماش هي الأشد من نوعها في النشاط الاقتصادي.

ووفق تقديــرات البنــك الدولي، فــإن معدل الفقر في فلســطين ارتفع إلى 30 فــي المئة، حيث يعاني نحو 1.4 مليون شخص من الفقر، حســـب شـانكار.

وقــال الممثل المقيــم للبنك الدولــي في الضفة الغربية وقطاع غزة، كانثان شانكار «أدت جائحة كورونــا وتداعياتها إلى تفاقــم الوضع الصعب والمقلق بالفعل للاقتصاد الفلسطيني في 2020».

وجــاء في تقريــر البنــك إن خطــة التطعيم الفلســطين­ية ضــد كوفيد-19 تواجــه نقصاً في التمويــل يبلــغ حجمــه 30 مليــون دولار حتى بعدالأخذ في الحسبان الدعم الذي يقدمه برنامج عالمي لتوفير اللقاحات للاقتصادات الفقيرة.

وقال البنك أن على إســرائيل ، وهي من الرواد على مســتوى العالم من حيث ســرعة التطعيم ، أن تفكر في التبرع بجرعات فائضة للفلسطينيي­ن للمســاعدة في التعجيل ببــدء حملة التطعيم في الضفة الغربية المحتلة وغزة.

وأضــاف أنه «من أجــل ضمان وجــود حملة تطعيم فعالة لا بد وأن تقوم السلطات الفلسطينية والإســرائ­يلية بتنسيق تمويل وشــراء وتوزيع لقاحات آمنة وفعالة لكوفيد-19.»

وتعتزم السلطة الفلسطينية تغطية 20 في المئة من الفلســطين­يين من خلال برنامــج «كوفاكس» لتقاســم اللقاحــات. ويأمل مســؤولو الســلطة الفلسطينية في شــراء لقاحات إضافية لتحقيق تغطية بنسبة 60 في المئة من السكان.

وقال البنك الدولي أن تقديرات التكلفة تشــير إلــى أن «هناك حاجة إلى نحو 55 مليون دولار في المجمل لتأمين لقاحات لـ60 في المئة من الســكان.

ويوجد منها حاليا نقــص يبلغ 30 مليون دولار». ودعا البنك إلى مساعدات إضافية من المانحين.

وبدأ الفلسطينيو­ن التطعيم هذا الشهر وتلقوا تبرعــات عينية صغيرة من إســرائيل وروســيا ودولة الإمارات .

لكن الجرعات التي تم الحصول عليها حتى الآن والتي تبلغ ما يقرب مــن 32 ألف جرعة أقل بكثير من عدد الســكان الفلسطينيي­ن في الضفة الغربية وقطاع غزة والذي يبلغ 5.2 مليون نسمة.

وتعطي إسرائيل لقاح شركة «فايزر/بيونتِك» لمواطنيها البالغ عددهم 9.1 مليون نســمة. كما أن لديها مخزونا منفصلا يقدر بنحو 100 ألف جرعة من لقاح شركة «موديرنا».

وعلى الرغم من توقع الســلطة الفلســطين­ية الحصول على شحنة مبدئية من «كوفاكس» خلال أســابيع فإن البرنامج معرض لخطر الفشل وذلك بشكل أساسي بسبب نقص الأموال.

وتقول السلطة الفلسطينية إنها أبرمت صفقات توريد مع روسيا وشركة «أسترا زينيكا» لصناعة الأدوية، لكن هناك بطء في وصول الجرعات.

وقال البنك الدولي : «يمكن لإسرائيل من منظور إنســاني أن تدرس التبرع بالجرعــات الإضافية التي طلبتها والتي لن تستخدم.»

وذكرت وزارة الصحة في السلطة الفلسطينية يوم الجمعة إن إســرائيل وافقت على تطعيم 100 ألف فلســطيني يعبرون بانتظام إلى إســرائيل للعمل.

وقال نحمان آش، الطبيب المسؤول عن تنسيق إجراءات احتواء فيروس كورونا في إســرائيل، للصحافيين أمس الأول أنه يجــب اتخاذ قرار في وقت قريب بشــأن تطعيم العمال الفلســطين­يين. وأضــاف» من وجهة نظر طبيــة نعتقد أن تطعيم العمال الفلسطينيي­ن هو الشيء الصحيح إلى حد كبير .»

 ??  ?? أطفال فلسطينيون من عائلات فقيرة في غزة ينتظرون دورهم لملء الأوعية التي بأيديهم بالطعام من مطبخ خيري
أطفال فلسطينيون من عائلات فقيرة في غزة ينتظرون دورهم لملء الأوعية التي بأيديهم بالطعام من مطبخ خيري

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom