Al-Quds Al-Arabi

الليرة السورية تهوي إلى مستوى قياسي جديد مع شح النقد الأجنبي نتيجة العقوبات الأمريكية

-

■ عمان - رويترز: قال متعاملون ومصرفيون أن الليرة الســورية هوت إلى مســتوى قياســي جديد مع التدافع لشراء الدولار في بلد تضرر بشــدة من العقوبات ويواجه نقصا حادا في النقد الأجنبي.

وقال متعاملون إن ســعر الدولار في السوق السوداء بلغ 3450 ليرة أمس الأول، وهو ما يقل عن سعرها نهاية الشهر الماضي بأكثر من 18 في المئة.

وكان آخر هبوط سريع لليرة الصيف الماضي عندما كسرت الحاجز النفسي البالغ ثلاثة آلاف ليرة للدولار، بسبب مخاوف من أن يزيد فرض عقوبات أمريكية أشد من محنة اقتصاد البلاد المتداعي.

وتئن ســوريا تحت وطــأة عقوبات غربية على مدى ســنوات إضافة إلــى حرب أهلية طاحنة.

وقال متعامل كبير مقره دمشق أن ســعر الدولار ارتفع بعد أن فاق الطلب العرض بكثير عقب أشهر من الاســتقرا­ر النسبي عند مســتوى 2500. وقال متعامل في حلب «هناك طلب كثير على الدولار لكن العملة الصعبة غير متاحة.»

كان الدولار يساوي 47 ليرة قبل الاحتجاجات على حكم الرئيس بشار الأسد في مارس/ آذار 2011 في اضطرابات أفضت إلى حرب.

ويقول مصرفيون ورجال أعمال أن من أسباب نقص الدولار الأزمة المالية في لبنان حيث جمدت البنــوك، التي تكابد أزمة مضنية هناك، مليارات الــدولارا­ت الخاصة برجال أعمال سوريين.

وظل القطــاع المالي اللبناني لعقود مــاذاً آمناً لكبار رجال الأعمال الســوريين، وأيضا للشــركات المرتبطة بالحكومة التي اســتخدمت بعض بنوكه لتفادي العقوبات واستيراد المواد الخام.

ويقــول رجال أعمال أن الحكومة اضطرت لخفض دعم الوقــود وتوفير العملة الأجنبية للواردات الضرورية.

وأدى انهيــار العملة إلى ارتفاع التضخم مما زاد معاناة الســوريين لتوفير كلفة الغذاء والطاقة والاحتياجا­ت الأساسية الأخرى.

ويقول مصرفيــون إنه على الرغم من تعهــد البنك المركزي الأســبوع الماضي بالتدخل لدعــم العملة المنهارة، إلا أنه يحجم عن ذلك من أجــل الحفاظ على ما تبقى من احتياطياته الشــحيحة من النقد الأجنبي. وكانت الاحتياطيا­ت 17 مليار دولار قبل اندلاع الصراع منذ عشر سنوات.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom