Al-Quds Al-Arabi

في معركة الانتخابات الإسرائيلي­ة... هل تتسلم الأحزاب الصغيرة مفتاح الصندوق؟

- يونتان ليس

■ تظهــر الاســتطلا­عات الأخيــرة أن مصيــر جولــة الانتخابــ­ات هــي الآن في أيدي الأحزاب الصغيرة. أي منها سيبقى قائماً وأي منها ســينهار. قد يحســم هذا الأمر فــي نهايــة المطاف شــكل الائتلاف القادم ومن سيقف على رأسه، أو سيقود إســرائيل إلــى جولــة انتخابــات أخرى. “إن ســقوط أزرق أبيــض» و»ميرتــس» و»العمــل» و/أو الحــزب الاقتصــاد­ي ليارون زليخة، سيضيع على كتلة الوسط –

يســار عشــرات، وحتــى مئــات آلاف الأصــوات. وســيعطي أفضلية حاســمة لرئيــس الحكومــة نتنياهــو. فــي اليمــن مثلما أظهرت الاســتطلا­عات الأخيرة فإن نسبة الحسم تهدد حزباً واحداً فقط وهو الصهيونية الدينية. ولكن انهياره ســيمنع نتنياهــو وبدرجة يقين كبيرة من تشــكيل الائتلاف. وهاكم القضايا الرئيســية التي تقف على جدول الأعمال قبل ثلاثين يوماً على موعد الانتخابات.

غانتس وزليخة لم ينسحبا حتى الآن. أمــا «يوجد مســتقبل» فســيحاول زيادة “الضغط فــي القريب علــى أزرق أبيض» وعلى يارون زليخة، من أجل الانســحاب. هكــذا، وســيتنافس علــى يســار «يوجد مستقبل» حزب العمل وميرتس والقائمة المشــتركة. وانســحاب قائمة أو قائمتين من الكتلة سيزيد مقاعد الأحزاب الأخرى وسيســاعده­م على جذب أصــوات عائمة كثيرة. “

في المقابل، سيحاولون أزرق أبيض» استغلال الأسبوع القادم لترسيخ مكانته فوق نســبة الحســم. يقوم رئيس الحزب

بنــي غانتــس بــإدارة حملة ثلاثيــة؛ ففي الأســبوع الماضي طلب من مصوتي حزب العمــل القدامى تفضيل قائمتــه «المبايية» على قائمة «يســار» اختارها حزب العمل في الانتخابات التمهيدية الأخيرة. ولهذه الغايــة يســتخدم غانتس أســماء أعضاء معروفــن فــي حــزب العمــل أعلنــوا عن انشقاقهم وذهابهم إليه.

فــي المقابــل، هــو يديــر حملــة «غضب وشفقة» تستهدف إثارة تعاطف مصوتين يعزون له صفــة الاســتقام­ة والانصاف،

والتي تذكر بدرجة معينة بحملة شــاؤول موفــاز في العــام 2013. والبــوادر الأولية للحملــة الحاليــة يمكــن مشــاهدتها فــي المقابلة الهجومية التي أجراها معه أمنون ابراموفيتـ­ـش فــي «أخبــار 12» التي اتهم فيها وســائل الإعلام بالعلاقة المســتخفة بــه التي حظي بها منذ انضمامه للائتلاف برئاسة نتنياهو. وتســتند الضلع الثالثة في الحملة إلى إنجازاته في سلوكه داخل الائتلاف أمام نتنياهو.

الحــزب الاقتصــاد­ي الجديــد، الــذي اقترب في عدد من الاستطلاعا­ت الأخيرة مــن نســبة الحســم، يجــد صعوبــة فــي التحول إلى «مفاجأة الانتخابات». وأعلن رئيس الحــزب، زليخة، أنه ينوي التنافس حتى النهاية، حتى بثمن إضاعة أصوات. ولكــن ليس جميــع أصدقائه فــي القائمة يؤيدونه في هذه العملية. يتوقع زليخة أن يلتقي اليوم مع البروفيســ­ور يورام يوفال من قائمته لفحص مستقبلهما المشترك.

المعارك في اليمين والرمال المتحركة إن مخزون مصوتي حزب يمينا وحزب

أمل جديــد، تبين أنه مخزون هش. ولهما، حســب الاســتطلا­عات الأخيــرة، قاعــدة مصوتين صلبة، ولكن هناك عدداً غير قليل من المقاعــد المتحركة والتــي تجد صعوبة في تثبيــت الولاء لحزب واحد. ربما يكون هذا هو السبب في قيام ساعر وبينيت في الأســابيع الأخيرة بإدارة معارك مواجهة مباشــرة مــن أجــل أن يحظيــا بقلــوب المصوتــن، الذين يســتطيع كثيرون منهم التقريــر في اللحظــة الأخيرة حتــى تأييد الليكــود. حدد «يوجد مســتقبل» مقعدين

فــي قائمــة ســاعر ومقعديــن فــي قائمة بينيــت، يعتبرون بالنســبة لهم «مصوتي وسط تقليديين» يمكن أن يؤيدوا بالتحديد لبيد إذا قام بحملة ناجعة.

أمــا نتنياهــو فيديــر صراعاً مــن أجل تجميع أصوات مــن اليمين. لذلــك، يدعي أنه هو الوحيد الذي يمكنه تشكيل حكومة يمينيــة كاملــة )بــدون تنــاوب بالطبع(. وعيب هذه الخطــوة واضح، لأنه إذا نجح أكثــر من اللزوم، قد يعــرض للخطر قائمة «الصهيونيــ­ة الدينية» لســموتريت­ش وبن غبيــر. وبــدون حــزب اليمــن المتطــرف، فمن المشــكوك فيه أن يتمكــن نتنياهو من تشكيل الحكومة.

في كتلــة اليســار، فإن إحــدى مهمات من يقــودون الحملات هي إيجــاد فوارق بــن «العمــل» و»ميرتس». رئيســة حزب العمل، ميراف ميخائيلي، جندت من أجل ذلك الصحافي وعضو الكنيست السابق، ميكي روزنطال، الــذي يدير حملة الحزب الذي يؤكد في هذه الأثناء على العودة إلى «درب رابين». وفي المقابل، اضطر الحزب إلى مواجهة أزمة مســتمرة تتمثل بترشح واســتبعاد )مؤقــت كمــا يبدو( ابتســام مراعنة التي انتخبت للمكان السابع.

فــي المقابــل، يتجــه «ميرتس» يســاراً ويدير حملة تؤكد قيماً يســارية واضحة، لا ســيما فــي موضــوع الديــن والدولــة. يســتثمر «ميرتــس» ميزانيــات ضخمــة فــي الجمهــور العربــي لتجنيــد مقعديــن سيســاعدان­ه فــي الوقــوف علــى نســبة الحسم بعد الانتخابات.

هآرتس 2021/2/22

 ??  ?? متظاهرون إسرائيليون يحتجون ضد رئيس الحكومة- أرشيف
متظاهرون إسرائيليون يحتجون ضد رئيس الحكومة- أرشيف

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom