Al-Quds Al-Arabi

قانون الشهر العقاري يصيب الملايين بالذعر... والحكومة تنفي نزع ملكية بيوت المتخلفين عن التسجيل ليت تامر يقرأ

بايدن يتآمر ضد القاهرة والخرطوم... والحرب حل لإنقاذ أبناء النيل من المؤامرة الإثيوبية

-

مخاوف مشروعة

حذر عــاء عريبي فــي "الوفد" من أن المــادة التي تمت إضافتها لقانون الشــهر العقاري )114 لســنة 1946(، على جانب كبير من الخطورة، وســوف تتســبب في عبء كبير على المواطنين، سواء من يمتلك عقارا بعد القانون أو قبله، إذ تلزم من لم يســجل العقار بتســديد ضريبــة التصرف العقارى 2.5% من قيمة العقد، ورسوم تسجيل العقار )حتى 2000 جنيــه(، والضريبــة العقارية الســنوية، كما تحظر تركيب المرافق للعقار قبل تســجيله. وأكد الكاتب أن أغلب العقارات في مصر غير مســجلة في الشهر العقاري، والمادة في نصها الحالي ســوف تلزم من لم يقــم بتوصيل المرافق حتى اليوم بتســجيل العقار، وتسديد الرسوم والضرائب، بعد تقديم ما يثبت ملكيته للعقار. كما أن المادة ســوف تدفع بالكثير مــن الملاك إلى اللجوء إلى القضــاء للحصول على أحكام نهائية تثبت الملكية، لكي يتقدموا بها للشهر العقاري للتســجيل، وبالتالي لتركيب المرافــق أو للبيع، فالمادة لن تسمح لملاك العقارات ببيعها بدون تسجيل، ولكي يسجلها عليه تقديم ما يثبــت ملكيتها بدون منــازع، أو تقديم حكم قضائي نهائي بملكيتها، بعد كل هذا عليه تســديد: رســوم التسجيل، ضريبة نقل الملكية، الضريبة العقارية السنوية، وجميع هذه الإجراءات ســوف تكلف المواطن مبالغ طائلة، كما أنها ســتلقي عبئا ثقيلا على المحاكم، وستشهد ساحات المحاكم ملايين مــن القضايا التي يجــب الفصل فيها. أغلب الظن أن هذه المادة سوف تتســبب في حالة ارتباك كبيرة، كمــا أنها ســوف تدفع المواطــن إلى عدم تســجيل عقاره، واللجوء إلى تركيب المرافق بشــكل غيــر قانوني كما كان يفعل من قبل.

نوايا مبيتة

ســأل مســعود الحناوي في "الأهرام": "ماذا يعني قرار إدارة الرئيس الأمريكي بايدن إلغاء قرار تعليق المساعدات المقدمــة لإثيوبيا، الذي أصــدره الرئيس الســابق ترامب على خلفية النزاع حول ســد النهضة؟ لقد أعلنت الخارجية الأمريكية أن واشــنطن قررت ذلك لتســهيل حل الأزمة بين أطــراف النزاع )مصــر وإثيوبيا والســودان( وقالت إنها أبلغت حكومة إثيوبيا بالقرار، وأشارت إلى أن ذلك لا يعني أن جميع المســاعدا­ت الأمنية والتنمويــ­ة، التي تبلغ قيمتها 272 مليون دولار، ســتبدأ على الفور في التدفق، بل يعتمد هذا على التطورات الأخيرة في إشــارة إلى الصراع الدامي في إقليم تيغــراي. إلا أن آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي اســتغل الوضع وراح يروج لموقفه المتعنت، مكلفاً ســفراء بلاده بشن حملة لإقناع دول العالم بموقف بلاده وتشويه صورة مصر والســودان.. وقال ســفيره لدى واشنطن إنه تلقى تأكيدات علــى أن أي تخفيض للمســاعدة الأمريكية لبلده ســيكون مؤقتاً وأضاف أن السد لنا، وسننجز بناءه بســواعدنا، وســنخرج إثيوبيا من الظلام. ولعل السؤال الذي يفرض نفسه الآن هو: هل سهل بايدن بذلك حل الأزمة أم أنــه عقدها؟ وهل يعد ذلك تحيزاً منه للدولة الحبشــية، وتدخلاً غيــر محايد في الأزمة، كما يؤكــد بعض المراقبين؟ أم أنه يأتي في إطار سياســته العكســية التي يتبعها لكل ما فعله ســلفه ترامــب؟ أياً كانــت الإجابة فــإن أحدا لن يســتطيع أن يفرض علينا أمرا واقعاً لا نحتمله.. وإذا كان آبي أحمد، وهو الطرف المعتدي، قد اتهم واشــنطن من قبل بأنهــا متحيزة للقاهرة، وقال عقب قرار ترامب لا توجد قوة يمكنها منع بلاده من استكمال العمل في السد.. فإننا بدورنا نؤكد، ومعنا كل الحق، أننا لن نفرط في حقوقنا، خاصة إذا كانت متعلقــة بأمننا القومي ومصيرنــا المائي. التعامل مع إدارة بايدن، لن يكون ســهلا، ولكنه ســيمزج بين المصالح والضغوط والمســاوم­ات التي اعتدنا عليها، ونعرف جيداً كيف نتعامل معها".

حرب مقبلة

ونظــر الدكتور أحمــد المفتي الخبير المائي الســوداني، والعضو الســابق في مفاوضات ســد النهضة، التي نقلها محمد عصمت في "الشــروق" فإن المناوشــا­ت العســكرية الحدودية بين بلاده وإثيوبيا، ســوف تتحــول إلى حرب كبيرة بــن البلدين قد تدخــل فيها مصر، بســبب التعنت الإثيوبي في أكثر من ملف، أولها إصرارها على الملء الثاني لخزان الســد، بدون الاتفــاق مع دولتي المصــب، وثانيها إخفاؤها نتائج الدراســات عن سلامة السد ومعدلات أمانه عنهما، وثالثهما تعطيش السودان وتهديد حياة أكثر من 20 مليون سوداني، إذا إنهار السد بعد اكتمال ملئه. الأكثر من ذلك، فإن الأراضي ـ بني شــنقول ـ التي بنت عليها إثيوبيا السد، هي كما يقول المفتي أراض سودانية أعطتها لإثيوبيا طبقا لاتفاقية عام 1902، بشــرط ألا تبني أي منشآت مائية على النيل، ومن هنا فإن من حق الســودان اســترداد هذه الأراضي بعــد أن أخلت إثيوبيا ببجاحــة ببنودها، وكأنها لم تكــن. إذا ما صحت تقديــرات المفتي بــأن «حرب النيل أصبحت فعلا على الأبواب» بحســب تعبيره، خلال حواره مع فضائية "العربية"، فإن تدمير الســد بقصفه بالطائرات، ســيكون المشــهد الافتتاحي المنطقي والوحيد لهذه الحرب المحتملة، والذى ستعقبه بالتأكيد تداعيات كثيرة وخطيرة، ربما يكون على رأسها تأجيج إثيوبيا لحربها الحدودية مع الســودان، التي من الأرجح أن مصر ســتتدخل فيها بشكل مباشــر أو غير مباشــر بجانــب الخرطوم، خاصــة إذا ما استطاعت إثيوبيا كما تزعم إطلاق صواريخ تستهدف السد العالي، وهو أمر مســتبعد بحســب التقديرات العسكرية للإمكانيات التي تتوافر للجيش الإثيوبي.

خيار وحيد

رأى محمد عصمت في "الشروق" أن هذه الحرب المحتملة قد تعجل بتفكيك الدولة الإثيوبية، التي تتكون من قوميات متباينة ومتصارعة إلى عــدة دويلات، وهو وضع تتخوف منه معظم الدول الافريقية، بحدودها السياســية الهشــة وتركيباتهـ­ـا العرقية المتنافــر­ة، التي فرضها الاســتعما­ر الأوروبي عليهــا، والتي قد تأخذ موقفــا مناهضا لمصر في المحافل الافريقية والدولية، ليس اقتناعا بالموقف الإثيوبي، ولكن خوفا من اندلاع شرارة التفكيك اليها. أما من الناحية الدولية، فإن الرهانات الأوروبيــ­ة والأمريكية تحت إدارة بايدن على العكس من إدارة ترامب، تطالب بالاستمرار في المفاوضات بين الدول الثلاث، في تجاهل تام لإصرار إثيوبيا على الملء الثاني لخزان الســد في يوليو/تموز المقبل، وهو ما ســيفرض وضعا جديدا لن تتمكن مصر أو السودان من تغييره، ســواء بالحرب أو بالمفاوضات، وسيجعل إثيوبيا تهيمــن على النيل بمفردهــا. قد تكون الحــرب هي الخيار الوحيد لوقف المخططات الشيطانية الإثيوبية للهيمنة على مياه النيل، وهو ما يفــرض علينا تهيئة الرأي العام العالمي لقانونية هذه الحرب، كدفاع شرعي عن النفس طبقا لمواثيق الأمم المتحدة، ثم الاســتعدا­د ـ بعد أن تضع الحرب أوزارها ـ لتقديم مشــروع تنموي يجمع الدول الثلاث مع بقية دول حوض النيل لتدشــن صفحة جديدة فــي العلاقات، ليس فقط مع إثيوبيا، ولكن مع دول القارة الافريقية، التي أهملنا علاقاتنا بها منذ عدة عقود، رغم أنها الأولى باهتمامنا لأنها عمقنا الاستراتيج­ي الحقيقي.

عيب يا تامر

مــن بــن الغاضبين مــن تامر أمين بســبب ســخريته مــن الصعايدة ممــدوح الصغير فــي "الأخبــار": "الفتاة في الجنــوب تفوقت على الشــباب فــي التعليــم العالي والدراســا­ت التكميلية، ومعظم أوائل المــدارس الحكومية من الفتيات اللاتي قال عنهن تامر أمين، إنهن يتم تصديرهن للعمل كخادمــات، ما لا يعرفه تامر أمين عــن الجنوب، إنه اليوم بفضل مشــروعات الرئيس السيســي صارت القرى فيها مشــروعات لا تقل عن المدن، وبفضل خطط الحكومة، كان مشــروع القرن مبادرة حياة كريمة، الذي يشمل 4500 قرية، من بينها 1500 في الجنوب، وبدأت بعض المحافظات العمــل، وهناك متطوعون أعدادهم تقــارب 5 آلاف متطوع يعلمون بدون أجر في المشــروع، الذي يعتبر هدية الرئيس للمحافظات الجنوبية. ما لا يعرفه تامر أمين عن المحافظات التي أتهم الآباء فيهــا بالتخلي عن صغارهــم، أن أفقر من فيهم عفيــف النفس، رغم فقره تجده كريمــا. لا أنكر أن في الجنوب قرى فقيــرة والفقر ليــس عيبا أو عــارا، الدولة تفتح مشــروعات من أجل توفير فرص عمل، وكان مطلوبا من تامــر أمين الذي أغضب أهل الجنــوب أن ينتقي كلماته ويعي أن كلمة ممكن تقود صاحبها للجنــة أو النار، وكلمة تتسبب في فتنة يســتفيد منها من لا يحبنا، ربما يكون هو محقا في وجهة نظر، لكنه فشل في التعبير عنها ولم يختر التعبيرات السليمة، يتهم الكل بدون سند هو أمر مرفوض. حتى بعض الأقلام التي حاولت الدفاع عنه أخطأت، لأنها لم تراعي أن الجنوب جــزء أصيل وغال من الوطن، ولا يجوز أن يصدر في حق أهله الاتهامات.

عدّد الدكتور ناجــح إبراهيم العلمــاء والزعماء الذين ينتمــون للصعيد الــذي أهانــه المذيع تامر أمــن مؤخراً: "رغم فقــر الصعيد، وعــدم اهتمام الدولــة المصرية به في كل العصور، وتردي الخدمــات، وغياب فرص العمل، فإنه أنجب عباقرة في كل المجالات ومنهم الشــيخ عبدالباســ­ط عبدالصمــد، صاحب الحنجــرة الذهبية، والشــيخ محمد صديق المنشــاوي، أقــوى وأروع قارئ على مــرّ العصور، والشــيخ أحمد الرزيقي، وغيرهم، وعبــاس العقاد، الذي ملأ الدنيا علماً وكذلك الدكتور طه حســن ومصطفى لطفي المنفلوطــ­ي وغيرهم. ومن الساســة محمد محمود باشــا، وأحمد فراج طايع، أول وزيــر خارجية بعد الثورة، ومكرم عبيد باشــا، وأحمد خشــبة وأحمد كمــال أبوالمجد، ونبيل العربي، ومن الشــعراء أمل دنقل وعبدالرحمن الأبنودي، ومحمود حســن إســماعيل، ومن الأطباء ماهر مهران أول أســتاذ للنســاء والتوليد في مصر، وحاتم مصلوح، جراح العظام العالمي، وعبدالرازق حسن، وغيرهم. ومن العلماء أعظم مفــتٍ في تاريخ مصر حســانين مخلــوف، وصادق العدوي، أما شــيوخ الأزهر، فمنهم شــيخ الأزهر حسونة النواوي، الذي يطلق عليه صاحب المشــيختي­ن، أي الذين تولوا المشــيخة مرتين مثل الإمبابي والبشــري، والمراغي وعبدالمجيد ســليم، ومنه خرج إمام الدين والدنيا الشــيخ المراغي، الذي أغلظ للملك فاروق الذي طلب منه فتوى بعدم زواج الملكة فريدة بعد طلاقه لهــا، فقال له: «أما الطلاق فلا أرضاه، وأمــا التحريم فلا أملكه»، والــذي أصر على تغيير البروتوكول الملكي حتى يدخل شــيخ الأزهر والعلماء قبل رئيس الوزراء، والذي قال عنه العقاد : «إذا وجد بعد الشيخ محمد عبده من يســتحق لقب الأســتاذ الإمام فهو الشيخ المراغي»، كان قبل المشــيخة موضع ثقة المراغة كلها، وكان المســيحيو­ن يتركون ودائعهم لديه، وكان يعادي الإنكليز ويكره اســتغلاله­م واســتعمار­هم لمصر ويجاهرهم بذلك، حتى كتبت "التايمز" البريطانية عنــه: «أبعدوا هذا الرجل إنه أخطــر على بلادنا وحياتنا من ويــات الحروب»، فهو الذي جمع التوقيعات لســعد زغلول، وقد استقال اعتراضاً على تدخل الملك فؤاد في شــؤون الأزهــر، ولكنه عاد أمام إلحاح المظاهرات الطلابية الحاشدة التي طالبت بعودته".

خوفاً من العدوى

يواجه الصحافيون هذه الأيام تحديا نقابيا كبيرا، اهتم به طلعت إسماعيل في "الشروق"، فقد حلّ وقت الاستحقاق الانتخابــ­ي لاختيار النقيب، والتجديد النصفي لســتة من أعضاء المجلس، فــي ظل جائحة كورونــا، وما تفرضه من إجراءات احترازية، وشروط ربما يتعذر تحقيقها، إذا علمنا أن نحــو 5 آلاف صحافي على الأقــل مطالبون بالتجمع في ســرادق كبير أمام مقر النقابة لتسجيل حضورهم للجمعية العمومية يوم 5 مارس/آذار المقبــل، قبل الإدلاء بأصواتهم في لجــان داخل مبنى ضيــق. وأمام القلق المشــروع على صحة وحياة الزملاء، أرســل مجلس النقابة يستطلع رأي مجلس الدولة «عما إذا كان من الواجب قانونا عقد الجمعية العمومية لنقابــة الصحافيين في الموعد المقــرر لها، مارس المقبل، في ظل الظروف الحالية لجائحة كورونا»، لكن الرد كان بعدم اختصــاص الجمعية العمومية لقســمي الفتوى والتشــريع بإبداء الرأي في الأمر، لأنه من المســائل الفنية التي تســتقل بتقديرها الجهات المعنية بالشؤون الصحية. المخــاوف من إجــراء الانتخابات في ظــروف غير ملائمة، كانت دافعا أيضا لنقيب الصحافيين، الزميل ضياء رشوان، ورئيس المجلس الأعلى للإعلام الكاتب الصحافي، كرم جبر إلى إرســال طلبين في يومى )16 و17 يناير/كانون الثاني(، لاستطلاع رأى الجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع بشــأن ا مٕكانية تا جٔيل الانتخابات من عدمه، ومن المقرر نظر الطلبين يوم الأربعاء.

حلول متاحة

المســاعي بشــأن إمكانية تأجيل الانتخابــ­ات، لم تمنع مجلس النقابة، كما أوضح طلعت إســماعيل، من فتح باب الترشــح أمام الزملاء، حيث تلقت اللجنة المشــرفة أوراق العديد منهم، ســواء على مقعد النقيب أو عضوية المجلس، وإذا لم يكــن الرد في صالح التأجيــل، نكون أمام تحديات تملي علينا جميعــا التحلي بروح المســؤولي­ة، والاجتهاد لإخراج هذا الاســتحقا­ق الانتخابي بأقل مشــاكل ممكنة. ومع ثقة الكاتب في حرص اللجنة المشرفة على الانتخابات برئاســة الزميل خالد ميري، وكيل النقابة، ورئيس تحرير "الأخبار"، على توفير أفضل الســبل لتجنيــب الزملاء أي معاناة، اقتــرح طلعت إســماعيل على اللجنــة والزملاء المرشــحين عددا من النقــاط، ربما يرونها مفيــدة: النقطة الأولى، الإعلان المبكــر عن جعل يوم الاقتــراع يوم صمت انتخابي تمنع فيه الدعاية أمــام اللجان، وبما يقلل الزحام الذي يتســبب فيه مؤيدو المرشــحين، مع ضمــان التباعد في المســافات بين اللجان كلما أمكن. النقطــة الثانية، وفي ظــل عدم تردد أعــداد كبيرة علــى مقر النقابة فــي الفترة الحالية بســبب كورونا، يكون لكل مرشح عدد محدود من اللافتات التي يسمح بتعليقها داخل النقابة وعلى جدرانها الخارجية، وبما يحد من غابة اللافتات التي تشــوه المبنى، وأن يكثف الزملاء دعايتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي على مختلف أشكالها، وهي أقل جهدا وتكلفة مادية. النقطة الثالثة، تقليص الزملاء المرشحين جولاتهم الانتخابية على مقار الصحف، عكس ما كان يحدث في الانتخابات السابقة، لأن غالبيــة الصحف تطبــق حاليا تباعــدا اجتماعيا، ولا يتواجد فيها سوى من تحتم ظروف عملهم الحضور.

يحيط بهم الغموض

قال الدكتــور صلاح الغزالي حرب فــي "المصري اليوم" إنه لم يشــارك في الانتخابات النيابية الأخيرة بشــقيها، والسبب بوضوح عدم وجود مرجع أمين يوضح للناس مع اسم المرشــح، مؤهلاته وخبراته السياســية والاجتماعي­ة ومصادر ثروته ورؤيته لمســتقبل الوطــن.. لأنه بغير ذلك لا يمكــن الاطمئنان إلى صحة الاختيــار، وقد طالب الكاتب قبل الانتخابات أجهزة الإعلام بــأن توفر هذه الخدمة لكل المواطنين، كي يأتى الاختيار عن علم واقتناع، ولكن للأسف الشديد حدث ما حدث وتغلبت في بعض الأحيان قوة المال وســطوته أو كما يطلق عليه الملاءة المالية، كما صرح بذلك أحــد أعضاء أحد الأحــزاب في التلفزيــو­ن المصري، معللا ذلك باحتيــاج الأحزاب إلى المال.. وفي جميع الأحوال فإننا ندعو الله أن يكــون هذا المجلس أفضل من ســابقه، حيث توجد بعض الوجوه المبشــرة ضمن الاختيارات الرئاسية وغيرهم من الناجحين. وأشار الكاتب إلى بعض الملاحظات على أداء المجلس في بداياته منها: طالب الكثيرون بضرورة بث جلســات المجلس علــى الهواء مباشــرة، علــى قناة تخصص لذلك الغرض، كما حدث منذ سنوات، لكي يطمئن الناخب على حســن اختياره من ناحية، ويتابع المناقشات والحوارات في شــتى المواضيع، لتنمية الوعي السياســي من ناحية أخرى، ونحن في انتظار حســم هذا الأمر شديد الأهمية سريعا، لكي تتحقق الشفافية التي ينادي بها دائما الرئيس السيسي. الشــكوى المتكررة من عدم قيام المجلس السابق بواجبه الرقابي، كما يجب أدى إلى رد فعل عكسي، أدى إلى ما يشــبه التنمر علــى كل من ينتمــي إلى الجهاز التنفيذي، وقد ظهر ذلك بوضوح من الجلسة الأولى وأتمنى ألا يســتمر طويلا لأن الهدف الأساسي للجميع هو المصلحة العليا للبلد، بعيدا عن أي شــخصنة، أو اصطياد للأخطاء لاصطناع بطولة زائفة. كما دعــا الكاتب لضرورة أن يبتعد أسلوب الحوارعن العصبية المفتعلة، والإهانات والسخرية والهمــز واللمز، بل يجب أن يكون متســقا مع هيبة المجلس ونوابه وأن يكون قدوة أمام الناس.

لماذا ذهب؟

تفاصيل الزيارة التي قام بها إلى إســرائيل وزير البترول المهندس طارق الملا، يرى ســليمان جودة في "المصري اليوم" أنها صادفت حفاوة ظاهرة في تل أبيب، ليس فقط من جانب وزير الطاقة الإســرائي­لي يوفال شــتاينيتز، ولكن أيضا من جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. تســتطيع أن تلاحظ هذا فــي العبــارات التي قِيلت عند اســتقباله، على لســان نظيره هناك مرة، ثم على لســان نتنياهو نفسه مرةً أخرى.. وتســتطيع أن تلاحظه كذلك من خلال الحــرص على وجود مائير بن شــابات، رئيس هيئــة الأمن القومــي، أثناء لقاء المســؤولي­ن الثلاثة، ورغم أن الزيــارة ذات طابع اقتصادي وفني فقط، ورغم أنها تتصل بملف الغاز تحديداً بين البلدين، إلا أن نتنياهو حاول إضفاء الطابع السياســي عليها، عندما تحدث عن اتفاقات الســام التي جــرى توقيعها مؤخراً بين إسرائيل وكل من الإمارات، والبحرين، والسودان، والمغرب. وحاول الربط بينها وبين اتفاقية السلام التي جرى توقيعها بين مصر وإســرائيل في مارس/آذار 1979، وكان تقديره أن هذه الاتفاقيــ­ة التي كانت الأولى عربيا مــع الدولة العبرية، فتحت الطريق إلى نوع من التعاون بين الشعوب في المنطقة. وهذا كلام فــي حاجة طبعا إلى مراجعــة، لأن التعاون الذي يتحــدث عنه قد يكون قائمــاً على مســتوى الحكومات، في مجــالات معينة. أما بين الشــعوب فإن للتعــاون مقتضيات يعرفها هو قبل ســواه، إن انتقال الوزير الملا من تل أبيب إلى رام الله في الضفة الغربية، حيث التقى الرئيس الفلســطين­ي محمود عباس، وكأنه انتقال يحمل «رســالة» غير مباشــرة تقول ما معناه إن ارتقاء التعاون من الحكومات إلى الشعوب مرهون بحل القضيــة مع رام الله ومع غــزة، ومرهون بحل الدولتين الذي يقوم على أســاس دولة فلســطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية.

مهب الريح

لأســباب عديدة، أحصى بعضا منها عبدالله عبدالســام فــي "الأهرام" تســكن الانقســام­ات أحزاب اليســار أكثر من اليمــن. الانضبــاط الحزبي حديــدي داخل اليمــن، بينما التماســك والالتــزا­م ضعيفــان لدى اليســار، الذي تشــله الخلافات الأيديولوج­ية. العمال في بريطانيا والاشــترا­كيون الفرنسيون والإيطاليو­ن نماذج شــهيرة على أحزاب أسهمت خلافاتهــا الداخلية بإبعادها عن الســلطة أكثر من الخصوم. ترامب يكســر هذه القاعدة. يشــعل حرباً أهلية داخل الحزب الجمهــوري بعد نجاة أمريــكا من حرب مماثلــة عقب رفضه الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاســية وإصراره على سرقة بايدن لها. «شــخص عنيــد حاقد متجهم الوجــه. الحزب لن يكون محترمًا أو قويًا بوجود سياسيين مثله بالقيادة».. هكذا وصف ترامــب زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشــيوخ ماكونيل. لم تمــض أيام على إنقاذه من محاكمة «الشــيوخ» بتهمــة التحريض لاقتحــام الكونغرس فــي 6 يناير/كانون الثاني الماضــي، حتى خرج من منتجعــه الفاخر لينتقم ليس فقط من أعدائــه الديمقراطي­ين، بل خصومه في الحزب، وعلى رأسهم ماكونيل الذي صوت لمصلحة براءته لكنه ألمح لإمكانية محاكمته جنائيًا. لــم تعد خلافات الحــزب الجمهوري حول السياســات والأفكار المحافظة، بل حول القرب أو الابتعاد عن ترامب. كل شيء أصبح بمثابة اســتفتاء عليه. يريد أن يطبع الحزب بأفكاره، التــي حاول تنفيذها خلال رئاســته. معيار دعمه لمرشــحي الحزب للانتخابات ليــس مبادئ الحزب، بل رضاه عنهم. لا مكان للمعتدلين أو الذين يعتقدون بمد الجسور مع الآخرين. إنها قبيلة ترامب الجديدة. قبل أيام، توفي المذيع المحافظ راش ليمبــو، الذي وصفه الكاتب الأمريكى ســتيفن كولينســون بأنه ترامب قبل ظهور ترامب. كان يقدم برنامجا إذاعيا يوميا يغــذي العنصرية والتحيــز ونظريات المؤامرة والنكات حول الرياضيين السود، وملابس النساء والسخرية من اللغــات الأجنبية. أفكاره أوصلت ترامب للرئاســة، لذلك ليس غريبا أن يصفه بأنه كان أســطورة، وأن الاستماع إليه أشــبه بطقس ديني. ترامب يريد أن يتربى الجمهوريون على برنامج ليمبــو ويرضعوا أفــكاره، ولا يهمه مــا إذا كان ذلك ســيفجر الحزب أم لا؟ بداية التسعينيات، اشتعلت الخلافات داخل حــزب المحافظين البريطاني. آنــذاك، قال جون ميجور رئيس الوزراء، إن الحزب كنيســة واسعة تضم كل الأطياف. ترامب يريد حزباً عنوانه ومضمونه الترامبية وفقط.

لكنه يعرفها!

)المتروك وحيــدًا( هي اللافتة التي تراها عبلة الرويني في "الأخبار" الأكثر حزناً ووجعا وقسوة، علقها الشاعر السوري علي الجندي على باب بيته في اللاذقية.. صحيح أنه لسنوات طويلة قبــل وفاته 2009 اختار العزلة قصداً... هجر دمشــق

وسافر إلى اللاذقية، معتزلا الناس والأصدقاء، مختبئاً داخل أحزانه وأعوامه الثمانين عن كل ما حوله... لكنه قبل أن يحكم إغلاق البيت، علق على الباب لافتة الإدانة والخذلان )المتروك وحيــداً(. المدهــش أن علي الجنــدي أو «أبو لهــب».. هكذا أطلق اســم «لهب» على ابنه الأكبــر... فقط ليخالف الأعراف ويشــاكس الأســماء.. هو المتمرد الصاخب والساخر من كل شــيء حوله.. علي الجندي المفعم بالحياة والحب والشعر.. هو نفسه من أســس لتلك الوحدة المخيفة.. الوحدة الخذلان. خذلان الناس أو خذلان نفسه. لكن عجوزاً آخر، في الثمانين من عمره أيضا، في مدينــة بحرية أخرى، كان يقطع خطوات الشــارع كل صباح، للذهاب إلى بيت العجائز أو دار الرعاية، حاملا طعام الإفطــار لزوجته المريضة بالنســيان.. يجلس الســاعات معها، يقص الأخبار، ويروى الحكايات، ويخبرها كل تفاصيل يومه.. وحين أشــفقت عليه ممرضة الرعاية )منذ شــهور طويلة، وأنت ترهق نفســك بالحضور كل يوم.. وهي للأسف لا تسمعك، ولا تحس بك.. وهي أيضا لا تعرفك(. بكى الرجل متمتماً )ولكنني أعرفها(.

الحركة بركة

نُخطــئ، بحســب رأي مصطفى عبيد فــي "الوفد" عندما نقتنــع أننا كبرنا علــى التعلم. أنت في العشــرين يجب أن تتعلم، وأنت في الخمسين يجب أن تتعلم، وأنت في السبعين يجــب أن تتعلم، فكل زمــن يمرّ بدون تعلم أي شــيء جديد هو زمن مُهدر كلبن مســكوب على الطرقات. تابع الكاتب: إن حياتك لن تتغير بدون تعلم: مهارة جديدة، فن مســتحدث، قدرات متميزة، وخبرات إضافية. أن تشــعر بأنك كبير على التعلم، فمعناه أن تنتظر موتك. أن يمر يوم بدون اكتســاب معرفــة أو امتصاص رحيــق مختلف، أو هضــم علم جديد فمعناه أن روحك نعســت، وصرت تابعا، مستقبلا، مدفوعا، مأمورا إلى الأبد. قبل سنوات التقيت بالدكتور ميرزا حسن، نائب رئيس البنك الدولي في واشنطن، وهو رجل علم رفيع حاز شــهادات وخبرات دولية لا حصر لها في علوم شــتى، وحكى لي الرجل كيف ســافر بالطائرة عشــر ساعات وأكثر إلى ولاية أخرى ليلقى محاضرة في أحدث تقنيات الاتصالات والتكنولوج­يا، يلقيها عليه شــاب صغير في التاسعة عشرة من عمره. وقال لي الرجل «جلست مبهورا ولم أنطق، لأتعلم ممن هو أصغر من ابني مــا لا أعرف». ونصحنى قائلا « تعلم ثم تعلم». بعد أن جاوزت منتصف العمر، وفارقت الشــباب طبقــت نصيحته بحذافيرها، مكررا لنفســي أنه لا كبير على التعلم. صرت منشغلا بالتعلم والتتلمذ والتلقي من كل معين، ولم أعد أخجل أن أصبح تلميذا لأســاتذة أصغر سنا. أجلس منبهرا مأخوذا متقبلا مهارات لم أعرفها، أو فكرة لم أختبرها، أو فكراً لم أعه. قضيت ساعات وساعات في تعلم علوم كثيرة لم أحط بها. اجتزت دورات تدريب وتعليم في أمور لم تخطر يوما في بالــي، علوما إحصائية، سياســات عامة، صحافة فيديو، نقدا فنيا، وســيناريو وغيرهــا. فتحت عيني وعقلي وروحي لمعارف جديــدة وأيقنت كم أجهــل وأتصور العلم، وكم أنقص وأعتقد النضج، وكم أملك يدا في كل أموري وأظن سوء الحظ والنصيب. «الحركة بركة» كما يقولون، ولا تغير لحيواتنا ولا تقدم، بدون جهد ومكابــدة وإقبال على التعلم الدائم والتدريب المستمر، والخروج من مجال معرفة جديدة للدخول في آخر.

تواضعوا للناس

حقيقــة انتهى إليها الدكتور محمــود خليل في "الوطن": "إذا تملَّك من يتحدث إلى الجمهور إحســاس بالتعالي، فإنه يعجز عن الوصول إليه برسالته. تلك حقيقة تثبتها التجربة في دنيا السياســة والإعــام والثقافة، وأشــكال التواصل مع الناس كافة. لا يصح أن يتعالى الإنســان على بشــر هو جزء منهــم، فلا فضل لأحد على أحد، بــل الفضل كل الفضل للبلد الذي نعيش في رحابــه ويضمنا ترابه.. والفضل، من قبل ومــن بعد، لخالق الأرض الذي يسّــر لنا الحياة فوقها. جمال عبدالناصــ­ر حقق زعامته عبر جســر الاحترام الذي بناه بينه وبين الشــعب، فقد دأب على وصف هذا الشــعب بـ«الشــعب المعلم». واجتهاده في هذا الســياق كان مرده الإيمان بأن هذا الشــعب كبير، ويصح أن ينتقى من يخاطبه الألفاظ التي يحدثه بها، وكذلك ســار كل رؤســاء مصر من بعده عند مخاطبتهم للشــعب. نجيب محفوظ حقق عالميته عبر الالتحام بهذا الشــعب، كان يأخذ منــه فكراً وفناً ولغة وشــخوصاً وحكايات ويتمثلها في نفسه ثم يخرجها إبداعاً قصصيــاً. يظل نجيب محفــوظ نموذجاً على الــدور الذي يلعبه «الالتصــاق بالمحلية» في الوصول إلى العالمية. محمد حســنين هيكل حقق أســتاذيته عبر التواضــع، في ما كان يقدمه من تحليلات لحقائق السياســة والتاريخ. عندما كان يذكر رأياً أو يقدم اســتخلاصاً، كان دائماً ما يسبقه بعبارة «أخشى أن أقول»، وما أكثر ما كان يستخدم كلمة «أظن» قبل ما يريد قوله، ثم يردفها بعبــارة «وليس كل الظن إثماً». أم كلثوم حققت شــهرتها من خلال احترامهــا لجمهورها. أذكر أننى شــاهدتها في حوار أرشــيفى مع الإعلاميــ­ة الراحلة سلوى حجازي تقول: أنا دائماً أخاف من الجمهور، فتعجبت الإعلامية من المقولة وسألتها: هل تخافين من الجمهور وأنت في قمة المجد الفني؟ فردت «الســت»: نعم أشعر بالخوف في كل مرة ألتقي فيها الجمهور لأني أحترمه. محمد عبدالوهاب حقق حضوره الفني الطاغي مــن خلال احتفائه بالجمهور. ســأله الإعلامي مفيد فــوزي مرة عــن موت الفــن، فعلق عبدالوهاب قائلاً: يموت الفن إذا مات الجمهور.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom