Al-Quds Al-Arabi

التعليم المنزلي يزدهر في الولايات المتحدة

-

■ واشــنطن ـأ ف ب:في مواجهة إغلاق المدارس لفترات طويلة بســبب جائحة كوفيد-19 لجأ العديد من الأهالــي الأمريكيين إلى الدروس المنزلية لضمان تعليم أطفالهم.

وقالت كاثرين ستروكس، التي أغلقت مدرسة ابنتها العام الماضي بسبب الوباء: «أنا أقوم بكل شــيء: أعد خطة الدروس وأنفذها ثم أكررها الأسبوع التالي .»

وشــهد التعليم المنزلي ارتفاعاً حاداً بعدما تسبب الوباء بإغلاق المدارس في أنحاء البلاد في آذار/مارس الماضي، وفقا لجمعية «ناشونال هوم سكول » التي تتخذ في كولورادو مقراً.

وتشــير تقديرات الجمعية إلى أن عدد التلاميذ الذين يتلقون تعليماً في المنزل في الولايات المتحدة ارتفع مما بين أربعة وخمسة ملايين في عام 2019 إلى ما يقرب من 10 ملايين العام الماضي.

وكان يفتــرض أن يرتاد نحــو 51 مليون تلميذ، من ريــاض الأطفال إلى المرحلة الثانويــة، المدارس العامة بعد عطلة صيف العام الماضي، لكن معظم المدارس اختارت التعليم الافتراضي لمكافحة الجائحة. المديرون مترددون واتخذت ستروكس )37 عاماً( التي تعمل بدوام جزئي، قرارها في تموز/ يوليو عندما كان مديرو المدرســة في فريدريكســ­برغ في ولاية فيرجينيا ما زالوا مترددين بشأن طريقة بدء العام الدراسي في الشهر التالي.

وكان عــدم اليقين هو الذي دفعها إلى اتخاذ قرارها بالتعليم المنزلي، أكثر من الخوف من فيروس كورونا.

وقالت: «مثل معظم الأشــخاص الذين يعملون بــدوام جزئي، كان عليّ أن أعرف في أي يوم يذهب أطفالي إلى المدرســة، لكنهم اســتمروا في إلغاء الصفوف الدراســية في اللحظات الأخيرة أو إطالة فترات العطل أو التعليم عبر الإنترنت، كان هناك عدم استقرار بالنسبة إليّ وإلى ابنتي».

انضمت إيزابيل البالغة من العمر ســبع سنوات، إلى شقيقها الأكبر إيدن البالغ 10 ســنوات ونصف ســنة، والذي كان يتلقى تعليمه في المنزل لأكثر من عام مع والدتــه، وهي عضو في منظمة «أورغنايزيش­ــن أوف فيرجينيا هومسكولرز».

وأوضحت أندريا كوبيلو-مكاي، رئيســة المنظمة، أن العديد من الأهالي يرفضــون أن يمضي أطفالهم يومهم أمام الشاشــة لاعتقادهــ­م بأنها مضرّة لصحتهم، أو أنهم يجدون صعوبة في الإشراف على الصفوف الدراسية التي تعطى عبر الإنترنت. تقوم بعض المجتمعات المتدينة أيضاً بتعليم أطفالها في المنزل. وقالت ستروكس إن هذا النوع من التعليم يوفر «مرونة» معينة. وأضافت: «أنا أقرر متى تبدأ الدراسة، وأنا أقرر متى تنتهي، وأنا أقرر متى نأخذ استراحة».

وتــدرّس ســتروكس إيزابيل كل المواد فــي المناهج الدراســية: القراءة والكتابــة والعلــوم والرياضيات، حتــى لا تتخلف ابنتها عــن زملائها في المدرسة، لكنها تركز على ما تعتبره أكثر أهمية.

لكن رئيس جمعية «ناشــيونال هوم سكول» قال إن هذه النقلة قد تكون «تحدياً» للأطفال المعتادين على المدرسة التقليدية.

وأوضح أن هناك «فرقاً كبيراً» بين التعليم المنزلي والتعليم الافتراضي. وأشارت كوبيلو-مكاي، إلى أنه أمر صعب أيضاً على الأهالي الذين يتعين عليهم التوفيق بين وظيفتهم ودورهم كمدرســن فيما يفتقرون إلى المعايير اللازمة للقيام بهذا الدور.

وتجــري الآن حملة ضخمة لتطعيم الأســاتذة في الولايــات المتحدة، ما يجعل من الممكن إعادة فتح المدارس بأمان.

وتســعى مدن نيويورك ولوس أنجليس وشيكاغو، التي تضم أكبر ثلاث مناطق تعليمية في البلاد، لإعادة فتح المدارس تدريجياً، لكنّ بعض الأهالي مترددون في إعادة أولادهم إلى المدرسة العام المقبل.

وقالت أمبر لانكســتر، وهي والدة تلميــذ كان يتلقى تعليمه في المنزل في ريتشــموند منذ أيلول/ســبتمبر: «لم أتخذ القرار بعد للعام المقبل، سيعتمد الأمر على الإجراءات الصحية وطريقة تعويض المدرســة الوقت الضائع من العام الدراسي للتلاميذ».

في الوقت الراهن، فإن لانكســتر العاطلة عن العمل، مســتعدة لمواصلة التعليم المنزلي لســنة أخرى، وقالت: «أنا لا أعارض سنة أخرى من التعليم المنزلي، سيكون ابني في الصف الثالث وبرنامجه ليس معقداً للغاية».

وفقاً إلى مركز «أوربن إنســتيتيو­ت» للأبحاث، تخشى السلطات المحلية انخفاض عدد التلاميذ لاعتقادهــ­ا أن التعليم المنزلي ليس بديلاً عن التعليم في المدارس.

كذلك، قد تؤثر هجرة التلاميذ من المدارس على التمويل المخصص للمناطق التعليمية والذي يتم حسابه كل عام جزئياً بناء على أعداد الملتحقين.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom