Al-Quds Al-Arabi

«نيويورك تايمز»: فقر ونساء يبعن شعورهن في سوريا ... والأسد يحلّ المشكلة بإلغاء برامج الطبخ

حتى لا يشاهد السوريون وجبات طعام لا يستطيعون الحصول عليها

- لندن - «القدس العربي» من إبراهيم درويش:

بعــد عقد من الحرب في ســوريا يواجــه الرئيس السوري بشار الأسد أزمة أكبر من التهديد بالإطاحة به، ولكن ليس لديه حل لها، كما قال في لقاء خاص مع الصحافيين الموالين لنظامه عقد قبل فترة.

ونقلــت صحيفــة "نيويــورك تايمز" عــن مصدر مطلــع على ما جــرى فيــه قائــاً إن رد الرئيس على زيادة الأســعار وتدهــور الاقتصــاد والنقص الحاد فــي الوقود والخبــز كان "أعرف"، وكــرر مرة ثانية "أعــرف". ولم يقدم خطوات عمليــة وقوية لتخفيف الأزمة أكثر من هذه الفكرة: يجب على قنوات التلفزة إلغاء برامج الطبخ حتى لا تســخر من السوريين في وجبات طعام لا يستطيعون الحصول عليها.

وفي تقرير أعده بن هبارد وهويدا ســعد جاء فيه

أنــه مع اقتراب الذكــرى العاشــرة لانطلاقة الحرب الأهلية الســورية فالتهديد الأكبر الذي يواجه الأسد لم يعد الجماعات المســلحة أو القــوى الأجنبية التي لا تزال تسيطر على مساحات واسعة من البلاد، بل والازمة الاقتصادية التي عرقلت عمليات إعمار المدن وأفقرت الســكان وتركت عددا كبيرا من الســوريين يكافحون للحصول على ما يكفي من الطعام.

ويعطــي اللقاء الخاص مع الصحافيين الذي عقد الشــهر الماضي ولم يتم الكشــف عنه من قبل، رؤية نادرة عن رئيس يبدو معزولاً عن هموم شعبه وعجز عــن فعــل أي شــيء لمعالجتهــ­ا. وعلمــت الصحيفة عمــا جرى فــي اللقــاء الخاص من شــخص تحدث مــع الصحافيين الذين حضــروا، وأكــد كلامه أحد المشاركين فيه.

وبــدا الأســد فــي حديثــه الخــاص متمســكاً بالتفاهــا­ت التــي تميــز خطاباتــه العامــة. وأكــد للصحافيــن أن ســوريا" لــن تعقــد مصالحــة مــع

إسرائيل أو تشرع بزواج المثليين"، وهي موضوعات لا تهم السوريين الآن أصلاً.

وحــذر برنامج الغــذاء العالمي هذا الشــهر من أن % 60 من ســكان ســوريا يواجهون مخاطر الجوع، وهي أعلى نســبة تســجل في تاريخ البلد. ويقضي معظم الســوريين وقتهم الآن فــي البحث عن الوقود من أجل الطبخ وتدفئة منازلهم والانتظار في طوابير الخبــز المدعــم. وأصبحــت حــالات انقطــاع التيــار الكهربائــ­ي دائمــة، حيــث لا تحصل بعــض المناطق إلا على ســاعات عدة ليســت كافية لشــحن هواتف السكان الجوالة.

وباعت النســاء اليائسات شــعورهن لتوفير الطعام لأطفالهــن. وقالت امــرأة تعيل ثلاثــة أولاد في صالون تجميل في دمشق لم تذكر اســمها "علي بيع شعري أو جســدي". ويعمل زوجها نجــاراً ويعاني من مرض ولا يعمل إلا فــي فترات متقطعة، وهــي بحاجة للوقود من أجل تدفئة البيت ومعاطف شتوية للأطفال.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom