... والقلابات والمتمة مدينتان خارج دائرة النزاع
■ الخرطوم ـ الأناضول: مع تســلل أشعة الشمس إلى مدينة القلابات شــرقي الســودان، تفتح الأخيــرة أبوابها أمام الشــاحنات التجارية ولمرور مئات العمال الإثيوبيين دون الحصــول علــى تأشــيرة مســبقة، رغــم التوتــرات الحدودية بين البلدين.
وتتــردد أصداء أنغام الموســيقى الكلاســيكية المنبعثة مــن مدينة القلابات الســودانية داخل أرجــاء مدينة المتمة الإثيوبية، اللتين لا يفصلهما ســوى جسر صغير، لم تطرق بابه النزاعات المسلحة بين البلدين.
ومنذ فترة، تشهد الحدود السودانية الإثيوبية توترات، حيث أعلنت الخرطوم في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2020، سيطرة الجيش على كامل أراضي بلاده في منطقة الفشقة الحدوديــة مع إثيوبيا، ما أســفر عن توترات واشــتباكات مسلحة بين البلدين.
وتعــد مدينــة القلابــات الســودانية أحــد أهــم المنافذ الحدودية مــع إثيوبيا، إذ تبعد عن مدينــة القضارف نحو 161 كيلومتــرا، ويفصلهمــا مجــرى وادي باســم «جســر العبور» وقال التاجر الســوداني طيفور بشــير )56 عاما( إن «القلابــات الســودانية مدينة تجارية فــي المقام الأول، وليست هناك أي معوقات بشــأن حركة العمالة الإثيوبية من وإلى المدينة .»
وأضاف: «مئــات الإثيوبيين يعبرون الحدود إلى مدينة القلابات الســودانية، دون الحصول على تأشيرة مسبقة، كما يعبر الســودانيون إلــى مدينة المتمــة الإثيوبية بنفس السهولة ودون تعقيدات .»
وأوضــح طيفــور الــذي يعيــش بالقــرب مــن المنطقــة الحدوديــة منــذ قرابــة 13 عامــا «هــذا الجســر يربط بين البلدين، بينما روابط الإخاء والجوار أكبر وأعمق.»
وتابــع: «الاحتــكاكات والمناوشــات بين الســودانيين والإثيوبيــن عــادة ما تحدث في الموســم الزراعــي، جراء
نشــوب أزمات تقليدية بين المزارعين ورعاة الماشية، لكنها يجب ألا تؤثر على علاقات البلدين.»
ومضى قائلا: «المزارعون السودانيون يعتمدون بشكل أساسي على العمال الإثيوبيين، والعكس صحيح.»
كذلــك، قال الإثيوبــي ودو أبــاي )35 عامــا:) «العمال الإثيوبيــون يأتــون يوميــا من مدينــة المتمة إلــى القلابات السودانية للعمل دون أي معوقات أو احتكاكات.»
فيما طالب الإثيوبي تســفاي أدماســو بينــا )83 عاما( الخرطــوم وأديس أبابــا بحل الخلافــات العالقــة بينهما سلميا، قائلا: «نريد أن نأكل عيش ونربي أبناءنا في سلام ودون مشاكل .»
وأوضح أدماســو بينا، الــذي يعمل في الســودان منذ 57 عاما: «تجمعنا علاقات قوية مع الســودانيين وليســت هناك أي مشــكلات» مؤكدا أن التوترات الحدودية لم تمنع العمال الإثيوبيين من العبور إلى السودان والعكس.