Al-Quds Al-Arabi

«لوفيغارو»: بايدن يخلط الأوراق في الشرق الأوسط

- باريس- «القدس العربي» من آدم جابر:

تحت عنوان «كيف يخلط جو بايدن الأوراق في الشــرق الأوسط؟» قالت صحيفــة «لوفيغارو» الفرنســية إنه بين إعــادة تقويم العلاقات الأمريكية- الســعودية والرغبة في إعادة التواصــل مع إيران، وتأخر الاتصال برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طبع الرئيس جو بايدن بصماته على السياســة التي تنوي الولايات المتحدة اتباعها في منطقة الشرق الأوسط، بعد شهر على دخوله البيت الأبيض.

لكن عــاوة على التصريحات والبيانات، هل نشــهد فعــاً منعطفاً في الخارجيــة الأمريكية مقارنة بما كان عليه الحــال خلال عهد دونالد ترامب، الذي تميز بسياسة «الضغط القصوى» على إيران، وإنقاذ ولي العهد الســعودي محمد بن ســلمان و«قصة حب» مع الدولة العبرية؟ يتساءل كاتب المقال جورج مالبرينو )الصحافي بــ»لوفيغارو».)

واعتبرت «لوفيغارو» أن العنصر الأكثر ابتكارًا في الموقف الرئاســي الأمريكي هو الرغبة في «إعادة ضبط» العلاقة مع الســعودية، الشريك العربي الأول للولايات المتحدة، والتي ترتبط بها تاريخيًا. من أجل ذلك، سيتحاور جو بايدن مع الملك سلمان بن عبد العزيز، وليس مع ولي العهد محمد بن سلمان، حسبما أكّدت الرئاسة الأمريكية. فقد ولّت الأيام التي كان لولي العهد السعودي الشاب «المتهور» خلالها اتصال مباشر بالبيت الأبيض، كما كان الحال مع جاريد كوشنير، صهر ترامب، وصديق محمد بن سلمان، يقول جورج مالبرينو.

ولتســجيل اختلافه مع ســلفه، أعلن جو بايدن أيضًا انتهاء الدعم الأمريكي للحملة العســكرية الســعودية في اليمن، قائــاً إنها خلقت «كارثة إنسانية واســتراتي­جية». وأزالت واشنطن المتمردين الحوثيين اليمنيين، حلفاء إيران، من قائمتها للمنظمات الإرهابية، التي وضعتهم إدارة ترامب عليها. ونقلت «لوفيغارو» عن رجل أعمال فرنسي، وصفته بـ«العارف بالشــأن الســعودي» قوله إن «محمد بن ســلمان يخضع

للمراقبة من قبــل بايــدن.. )…( البروتوكول يســمح لبايدن بتجنب التحدث إليه أثناء حديثه مع الملك ســلمان». لكن المحلل السياسي المقيم في واشنطن علي الشهابي قال لـ«لوفيعارو» إن «جو بايدن يعرف جيدًا أن محمد بن ســلمان هو الرئيس الحقيقي لمجلس إدارة المملكة العربية الســعودية، وأن والده المســن لم يعد يدير البلاد بشكل يومي وأنه في النهاية سيكون عليه التحدث مع بن سلمان».

وأوضحت «لوفيغارو» أنه عــاوة على العواصف، فإن هناك حقيقة علاقة قديمــة ومتينة بين واشــنطن والرياض. واليــوم، يمتلك محمد بن ســلمان جميــع الصلاحيات تقريبًــا. وفي الوقت الــذي تتأثر فيه الاقتصــاد­ات الغربية بشــكل خطيــر بجائحة كورونا، «تبــدو المملكة العربية الســعودية قوة مالية وطاقية لا مفر منها» كما يشــير فرانسوا عيســى توازي. هذا الخبير في منطقــة الخليج، تضيــف «لوفيغارو» يذكّر بأهمية الاســتثما­رات الســعودية في الاقتصاد الأمريكي، ســواء من صندوق ثروتها الســيادي، أو شــراء ســندات الخزانة، ناهيك عن الصادرات العسكرية الأمريكية المهمة للغاية إلى الرياض.

بالإضافة إلى ذلك، يشــير فرانسوا عيســى توازي إلى أن محمد بن سلمان كان قادرًا على توسيع الشبكات السعودية في الولايات المتحدة في مجال التكنولوجي­ا العالية والتمويل، من خلال إقامة علاقات وثيقة مع معظم الرؤســاء الكبار في قطاعات المســتقبل هذه. فعلى الرغم من الفتور على مستوى هرم الدولتين، فقد أعلنت عشرون مجموعة أمريكية كبرى بالفعل نقل مقراتها الإقليمية إلى الرياض، في أعقاب النداء الذي أطلقته السعودية مؤخرًا.

باختصار، ستبقى «مملكة الحرمين الشريفين» زبونًا وحليفًا للولايات المتحدة، خاصة أن «محمد بن ســلمان قد بدأ فــي الإنجاز» كما يلاحظ رجل الأعمال الفرنســي المذكور أعلاه. حيث أنهى ولي العهد السعودي الخلاف مع الجارة قطر، وقام بالإفراج عن معارضين من الأقلية الشيعية وكذلك الضحية الرمزية لحملة القمع ضد النساء، لجين الهذلول. وبدأت المملكة العربية الســعودية أخيرًا في إصلاح نظامها القضائي ومحتوى الكتب المدرسية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom