Al-Quds Al-Arabi

لاجئو إثيوبيا ينتظرون مساكنهم في معسكر «أم راكوبة» في السودان

-

■ أم راكوبة - الأناضول: يترقب اللاجئ الإثيوبي وركو مكــن وعائلته فــي مخيم أم راكوبــة في ولاية القضارف شرقي الســودان، جهود المنظمات وأبرزها هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، في نصب آلاف الخيام الجديدة بعد بلوغ المخيم طاقته الاستيعابي­ة.

ويأتي ترقــب مكنن )76 عاما( بعــد أن أعلنت الأمم المتحدة في 17 يناير/ كانون الثاني الماضي، أنها تعمل على إنشــاء ملاجئ إضافية في المخيــم، وتعليق نقل اللاجئين إليه.

ويقول مكــن: «انتقلنا من مناطــق بركت ورويان والحمــرة الإثيوبية إلى الهشــابة، )القرية 8( بولاية القضارف، لم نجد بيتا لنسكن فيه».

ويشــير إلى تلقيه دعما غذائيا من المنظمات يشمل العدس والزيت والدقيق )الطحين( لكنه قال إنه يفتقد الدواء لمعالجة أطفاله.

وارتفع عــدد اللاجئــن الإثيوبيين في الســودان إلى 71 ألفــا و488، هربا من الصــراع الدائر في إقليم «تيغراي» شمالي إثيوبيا، وفق إحصاء رسمي، بينهم 48 ألفا و181 في منطقة حمداييت في ولاية كسلا.

ويقــول ممثل معتمديــة اللاجئين التابعــة لوزارة الداخلية الســوداني­ة في المخيم، طارق عبد الســام صالح، إن هناك 1171 لاجئا لا سكن لهم في المعسكر.

ويضيف أن «هؤلاء اللاجئين الإثيوبيين وصلوا من منطقة الهشابة، ولم يتم تسكينهم حتى الآن».

ويتابع أنهم «موجودون حاليــا في ملاجئ كبيرة، وبــدأت هيئــة الإغاثــة الإنســاني­ة التركيــة، وكور )معتمدية اللاجئين الحكومية في السودان( والمفوضية الســامية لشــؤون اللاجئين التابعة لــأمم المتحدة، نصب الخيــام». ومنذ مطلع فبراير/ شــباط الجاري، نصبت الإغاثة الإنسانية التركية حوالى 4 آلاف و500 خيمة. وتقــدم الهيئة منذ اليــوم الأول للأزمة، مأوى ومساعدات غذائية ومواد تنظيف للعائلات الإثيوبية اللاجئة، بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وممثلية المفوضية في السودان.

وفي الشــهر ذاته، أعلنــت هيئة «قطــر الخيرية» مواصلتهــا تقــديم المســاعدا­ت الإنســاني­ة للاجئين الإثيوبيين، وتهــدف إلى تقــديم 1500 خيمة، بجانب سلال غذائية.

ويلفت صالح إلى أن «معسكر أم راكوبة تأسس يوم 12 نوفمبر/تشــرين الثاني الماضــي، ويقع في محلية القلابات الشرقية في ولاية القضارف، ويضم 21.068 لاجئا أغلبهم من مناطق الحمرة وماي كادرا».

ويوضح أن هناك 136 لاجئا إثيوبيا من قبيلة الأمهرا خارج المعسكر، إضافة إلى 36 لاجئا إريتريا.

ويردف «يتكون المعسكر من 3 مناطق بالأرقام 1 و2 و3، وتخــدم به 28 من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الوطنية في مجالات الصحة والمياه والتعليم والحماية للأطفال وكبار السن والحالات الخاصة».

ويؤكد أن اللاجئين يتلقون حصة شــهرية من المواد الغذائية تقدم إليهم من برنامج الغذاء العالمي «لكنها لا تكفي».

ويســتطرد «احتياجاتهـ­ـم )اللاجئين( مــن المواد الغذائيــة كبيرة، ســيأتي فصل الصيــف ومن بعده الخريف، نحتاج إلى نواميس )حماية من البعوض)».

وذكر أن هنالــك نقصا كبيرا في الأدوية، مناشــدا المنظمات الإنسانية زيادة الدعم للاجئين.

كما كشــف عن فقدان 91 طفــا لعائلاتهم من جملة 146 قدموا إلى المخيم.

وبلهجة حزينة تحكي اللاجئة الإثيوبية نوريه زينو (40 عاما( عن ذكريــات الحرب في إقليم تيغراي، التي

لاجئة إثيوبية فرت من حرب تيغراي إلى السودان اندلعت في 4 تشــرين الثاني / نوفمبر الماضي، وفقدت خلالهــا طفليها، فتقول: «جئت مــن الحمرة الإثيوبية إلى حمداييت، أمضيت فيها أسبوعا، ثم جئت بأطفالي الثلاثة إلى أم راكوبة». وبالحرقة ذاتها يشارك اللاجئ الإثيوبي غابرييل هايلي مشاعره تجاه الحرب.

ويقول: «لم نأخذ شــيئا معنا، خرجنا بملابســنا، هنالك 3 من أفــراد عائلتي ماتوا أمامي، تركتهم وجئت مــع زوجتي». ويبدي عــدد من اللاجئــن الإثيوبيين رغبتهم في العمل داخل مدينة دوكة الســوداني­ة التي تبعد نحو 8 كيلومترات من المخيم للحصول على المال.

وتقول اللاجئة هاروق هدار: «نحن هنا منذ حوالى 3 أشــهر جئت مع أطفالي وأبي وأمــي، منحونا الخيام لكن لدينا مشــكلة في توفر الماء والأدوية، طفلتي تريد اللبن ونحتاج التغذية للأطفال».

وتذكر «أريد أن أعمل في المستشــفى )مدينة دوكة( بناتــي كن يعملن في مستشــفى بإقليم تيغراي، نحن نبحث عن عمل للحصول على المال لكننا لم نجده.»

والســودان أحد أكثر الدول اســتقبالا للاجئين في أفريقيا، إذ يستضيف ما يزيد على مليون، معظمهم من دولة جنوب السودان.

ويأتي تدفق اللاجئين الإثيوبيين في وقت يعاني فيه السودان وضعا إنســانيا صعبا، جراء أزمة اقتصادية متفاقمة، فضلا عن تداعيات جائحة كورونا.

تجدر الإشارة أن إقليم تيغراي شهد اندلاع اشتباكات مســلحة بين الجيش الإثيوبــي الفيدرالــ­ي و«الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي» منذ 4 نوفمبر الماضي، قبل أن تعلن أديس أبابا في 28 من الشــهر ذاته انتهاء العملية بالسيطرة على كامل الإقليم وعاصمته.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom