Al-Quds Al-Arabi

شمال سوريا: «بكارة المعارضة» في إدلب يتوعدون بالتصدي لـ «بكارة الأسد»

- إدلب - أنطاكيا - «القدس العربي»:

دعا شــيوخ من عشــيرة «البكارة» في إدلب إلى تشــكيل قوات وهيئة سياســية لقبيلة البكارة، ودعمها بالســاح من قبــل المعارضة؛ لمواجهة )لواء الباقر( الموالي للنظام والذي يتشكل شرقي البلاد من أبناء عمومتهم والمدعوم من إيران.

وقال أبو أحمد زكور جهاد عيســى الشيخ وهو قائد «لواء عبد الرحمن» في إدلب وأحد أبرز وجهاء البكارة في مناطق المعارضة لـ«القدس العربي» قال إن العشائر السورية يمكن أن تبدي «مقاومة مسلحة قوية» ضد «لواء الباقر» و«فيلق العشــائر» إذا دعمتها المعارضة والقــوى المحلية بالعتاد والسلاح، وشكلت لها مجلس قبائل لقيادتها.

جاء هذا في إطار مؤتمر عقدته قبيلة البكارة في إدلب، بمشاركة أعضاء ووجهاء من قبيلة البكارة في ريف حلب الشــمالي وريف إدلب، حيث أكد الشيخ جهاد عيسى تمســك أبناء قبيلة البكارة بـ المسار الثوري» بعيداً عن رأس النظام السوري بشار الأسد.

ووصف زكور «لواء الباقر» الذي يتشكل من أبناء قبيلته الموالين للأسد، بأنهم «مجموعة مرتزقة» تأسســت لقمع ثورة الشــعب السوري، ويقول زكور لـ»القدس العربي»: «لم يروج لهذا اللواء بهذا الشكل الابعد التدخل الايراني، لأن إيران وجدت به فرصة ونافذة للدخول إلى المجتمع السني». وأضاف زكور «لا يخفي علــى أحد ان تحول اللواء من مجموعة من مرتزقة إلى قوة بهذا الحجم سببه الهندسة والإدارة الإيرانية».

وقد عملت القوى المرتبطة بإيران فــي الفترة الأخيرة على إغراء بعض الوجهاء والشــيوخ من أبناء القبيلة لكســب نوع من الشرعية في المناطق العشائرية الســنية، ونجحت بالفعل مع الشيخ نواف البشير، إلا أن عدداً آخر من وجهاء وأبناء القبيلة عارضوا مشروعها.

ويقول زكور «بخصوص نواف البشير فلا شك أنه من عائلة عريقة كانت مشيخة القبيلة فيها منذ فترة طويلة، إلا أنه بانسلاخه عن دينه وبلده فقد شــعبيته، وأضاع مكانته ولا أظن أن موقعه في لواء الباقر أرضى طموحه،

لذلك ما لبث أن خرج بتشكيل آخر تحت عباءة إيران هو فيلق العشائر».

وقد أنفقت إيران مبالغ كبيرة من المال والخبرة على تدريب ميليشــيات قبائل البكارة للقتال إلى جانب قوات النظام الســوري، وتعمل المجموعات المذهبيــة المرتبطة بإيران أيضاً على تحويل قبيلة البكارة الســنية في دير الزور وحلب من السنة إلى الشيعة.

وقــال عبد الله وهو قيادي في «الجيش الوطني» ومن قبيلة البكارة، إن الهدف من المؤتمر هو الحشد للعمل على تحرير منطقة الجزيرة السورية من احتلال الوحدات الكردية، بالتعاون مع الجيش التركي.

وأَضاف الشــيخ عبد اللــه، أن المؤتمر أكد على ضــرورة دعم «الجيش الوطني» لتحرير عين عيســى وغيرها من المناطــق التي تحتلها الوحدات الكردية، مشــيراً كذلك إلى تواصل المؤتمر مع أبناء العشــائر العربية في شرق سوريا، للتنسيق معهم في حراكهم ضد الوحدات الكردية.

وأضاف لـ القدس العربــي» أن المؤتمر أكد على متانــة علاقة الثورة والعشائر السورية بالجار التركي، مشدداً في هذا الصدد على دعم العشائر لمعارك تحرير عين عيســى، وغيرها مــن المناطق التي تحتلهــا الوحدات الكردية، داعيا تركيا إلى تقديم مزيد من الدعم لـ»الجيش الوطني».

ويحاول النظام الســوري استمالة العشــائر العربية، لإظهار تأييدها له، وكذلك تفعل قوات ســوريا الديمقراطي­ة «قسد». وقد انقسمت العشائر مع اندلاع الثورة الســورية، بين مؤيد للنظام، وآخر لـ قسد» وقسم آخر مؤيد للثورة، فقبيلة البكارة انقســمت إلى مجالس وشيوخ تُناصر النظام السوري وجيشه، ومجالس وشيوخ انضمت إلى الثورة السورية.

هذا الانقســام ليس بين موالين ومعارضين وحسب، أو سوريين أسديين وســوريين ثوريين، بل هو انقســام وصل إلى العائلة الواحدة بين الإخوة وابنــاء العمومة. وقد أنفقــت القوى الموالية لإيران مبالــغ كبيرة من المال والخبــرة على تدريب ميليشــيات قبائل البكارة للقتــال إلى جانب قوات النظام الســوري، وتعمــل المجموعات التبشــيري­ة الإيرانيــ­ة أيضاً على تحويل الناس من قبيلة البكارة السنية في دير الزور وحلب من السنة إلى الشـيعة.

 ??  ?? جانب من اجتماع قبيلة البكارة في ادلب
جانب من اجتماع قبيلة البكارة في ادلب

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom