Al-Quds Al-Arabi

«الغارديان»: في انتظار تقرير خاشقجي ... منظمات تضغط على الرئيس الأمريكي لمعاقبة منتهكي حقوق الإنسان في السعودية

- لندن «القدسالعرب­ي» من إبراهيم درويش:

تواجــه إدارة جوزيف بايدن دعــوات لتوجيه ضربة مــن أجل حقوق الإنسان في الســعودية. وفي تقرير أعدته مراسلة صحيفة «الغارديان» في واشنطن ســتيفاني كيريتشغاسن­ر قالت إن محادثة الرئيس بايدن المتوقعة مع الملك ســلمان لن تخلو مــن المجاملات ولكنها ســتحتوي على تحذيرات حول ما سيكشــف عنه تقرير المخابرات الأمريكية بشأن جريمة مقتل جمال خاشــقجي في تركيا عام 2018. وأكد البيت الأبيض يوم الأربعاء أن الرئيس ســيتصل بالملك ســلمان، 85 عاماً في وقــت قريب جداً وأن التقرير بشــأن الجريمة والذي سيتم تجهيزه للنشر سيحتوي على اسم ولي العهد كمتورط في الجريمة البشعة. وقال بايدن إنه قرأ التقرير وإنه يريد الحديث مباشرة مع الملك.

وجــاءت التحضيرات وســط دعــوات من منظمــات حقوق الإنســان والمعارضين الســعوديي­ن لتوجيه «ضربة» ضد انتهاكات السعودية في مجال حقوق الإنســان وفرض عقوبات تحد من ملاحقة وقمع ولي العهد للناشطين والمعارضــ­ن وتطــوي صفحة عهد دونالــد ترامب «تبني الطغــاة». وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد كشفت في تشرين الثاني/نوفمبر 2018 أن تقرير المخابرات الأمريكية يحتوي على تقييم بدرجة «متوسطة إلى عالية من الثقة» حول مســؤولية ولي العهد والحاكم الفعلي عن جريمة مقتل خاشــقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول. وعززت الوكالة موقفها من خلال المكالمات التي أجراها ولي العهد قبل القتل والمكالمات التي أجراها فريق القتل لمســاعد بارز لولي العهد.

ونقلــت صحيفة «الغارديان» عن خالد الجبري، نجل مســؤول المخابرات الســابق سعد الجبري قوله «نشــر التقرير هي خطوة طال انتظارها ويجب ان ترفق بالمحاسبة والتأكد من تكرار هذا العمل البربري مرة ثانية». وأضاف أن «العقوبات التي لا معنى لها التي فرضتهــا إدارة ترامب لم تمنع محمد بن سلمان عن ملاحقة الآخرين. ويجب على إدارة بايدن اتخاذ الخطوات الفاعلة ومعاقبة المسؤولين البارزين والرموز السياسية والمؤسسات والكيانات التي ساهمت في الجريمة». وفي مقابلة مع شبكة «سي أن أن «في الأسبوع الماضي قال هيك سوليفان، مستشــار الأمن القومي إن الإدارة تعمل على إرفاق نشر التقرير الســري عن الجريمة بـــ «إجابة إضافية» وتحميل أفراد مســؤولية الجريمة. ولا يعــرف طبيعة العقوبــات التي تحدث عنها المســؤول البارز. وأشــارت الصحيفة إلى تصريحات بايدن في أثنــاء الحملة الانتخابية التي هاجم فيها الســعودية وشجب جريمة قتل خاشــقجي الذي كان صوتاً ناقداً للحكومة الســعودية وملاحقة ولي العهد الأصوات الناقدين له. ولكن بعص المحللين يتوقعون أن تتخذ إدارة بايدن خطوات محســوبة. وقالت كيرستين فونتينــرو­ز مديرة مبادرة ســكوكروفت لأمن الشــرق الأوســط بالمجلس الأطلنطي «لا أعتقد أنهم ســيقومون بفرض عقوبات على محمد بن ســلمان شــخصياً ولكن يمكنهم اتخاذ خطوات ضد شركات مملوكة من الدولة وربما حدوا من اســتثمارا­ت الصندوق السيادي الســعودي في الولايات المتحدة. وقد يصدرون بياناً بأنهم لن يتعاملوا معه كرأس دولة، وهو ما قالوه».

وفي مقال رأي مشترك نشرته شبكة «سي أن أن» لعبد الله العودة الأستاذ الجامعي ونجل الداعية المعروف الشــيخ ســلمان العودة الذي يواجه حكماً بالإعدام في الســعودية مع المحامي السابق في وزارة الخارجية مايكل إسنر

وطالبا فيه الإدارة بتبني «عقوبات مستهدفة» تجبر الحكومة السعودية على رفع حظر السفر عن المعارضين وعائلاتهم.

و»خطوات كهذه ستعطي إشارة للسعوديين والعالم أن الولايات المتحدة تقف بقوة مــع المجتمع المدنــي وأنها طوت صفحــة إدارة ترامــب في تبني الطغاة». واقترح الكاتبان قيام إدارة ترامــب باتخاذ «خطوة صغيرة ولكن مهمة» من خلال رفع الســقف أمــام دخول القادة الســعوديي­ن إلى الولايات المتحدة واستهداف الأمراء ووزارة الداخلية.

وقالت سارة لي ويتسون مديرة مؤسسة «الديمقراطي­ة في العالم العربي» )دون( إن علــى إدارة بايدن تطبيق قانون ماغنســتكي، بما في ذلك تجميد أرصدة وحظر الســفر على ولي العهد والتي فرضتها الإدارة السابقة على 17

من المتواطئين في جريمة القتل.

وفي الوقت الذي يقلل فيــه الخبراء من إمكانية فرض عقوبات على الأمير نفسه، ذلك أن فرض عقوبات عليه سيترك آثاراً عميقة على مستقبله كوريث للعرش. وحتى لو قام بايدن بتحدي محمد بن سلمان، فلا يوجد من يشير إلى من سيحل مكانه بعد حملة إسكات وسجن المنافسين السياسيين له.

وقالــت أغنيس كالامار المقــررة الخاصة للقتل خــارج القانون والإعدام الفوري في الأمم المتحدة والتي ستنتهي ولايتها إن فرض العقوبات وتجميد الأرصدة يجب أن يكونا «الحد الأدنى » لو ورد اســم الأمير في التقرير. وقالت إن على بايدن الضغط على الســعوديي­ن للكشــف عن جثة الصحافي التي لم يعثر عليها والسماح لأولاده بمغادرة السعودية لو أرادوا. ولو كشف التقرير عن تورطه فيجب تجميد الاتصالات الدبلوماسي­ة معه.

وقالت كالامار إن «إخراج المســؤولي­ن الذين أمروا بقتل جمال خاشــقجي هي الخطــوة الأولى نحو تحقيق العدالة لــه.» وكانت إدارة ترامب تغضب عندما يطرح موضوع خاشــقجي ويتســاءل المســؤولو­ن فيها عن السبب الذي يجعل أمريــكا تتخلى عن تحالفها مع الســعودية لمجرد مقتل صحافي معــارض. وبالمقارنة يحاول بايدن الوفاء بوعــوده الانتخابية، فقبل ثلاثة أسابيع أمر بوقف الدعم العسكري الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن. ويتساءل الســعوديو­ن الآن فيما إن كان بايدن يحاول عزل ولي العهد أم منعه من قيادة البلد عبر فرض عقوبات عليه وتعريضه للمحاكمات القانونية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom