دولة الاحتلال تشرع في خطط جديدة وتوفير كل متطلبات البنى التحتية وتحتل الهواء الفلسطيني لزيادة التوسع الاستيطاني
لا تزال ســلطات الاحتلال تواصل اعتداءاتها في الضفة الغربية بشتى الطرق، الرامية لتوسعة المســتوطنات، والتنغيص على حياة المواطنين. ولا يدخر الاحتلال أي جهد في خدمة الاســتيطان وتوفير متطلبات توســعه وتطوره في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس .
ويقول المكتــب الوطني لمقاومة الاســتيطان، إن الجديــد في هــذا الجهد هو تطوير وتوســيع تغطية الاتصالات للهواتــف المحمولة في مناطق الاســتيطان وتركيــب كاميــرات مراقبــة حول المستوطنات تسمح لها بالسيطرة على محيطها.
ويوضح أنــه ضمن المحاولات الاســرائيلية لتوفيــر كل متطلبــات البنــى التحتيــة على اختلافها، وفي محاولة لتشــجيع الاســتيطان في المســتوطنات الاســرائيلية المنتشــرة في أرجاء الضفة الغربية المحتلة من خلال معاملتها كأنها أراض تابعــة لدولة الاحتلال، أصدر وزير الاتصالات المؤقت بيني غانتس، قرارا بالسماح للشركات الخليوية بتوســيع شبكة الاتصالات لصالح المستوطنات في مناطق الضفة الغربية، بهــدف توســيع التغطيــة الخليوية لشــبكة الجيــل الرابع في غضون عامــن لتصل إلى 95 % بــدلًا من 75 %، لتشــمل غالبيــة المناطق، مع منــح الأولوية للمســتوطنات وبعض البؤر الاستيطانية.
ويشــير التقرير الذي أصدره المكتب الوطني، الى أن هذا يعنــي "احتلال هــواء جميع مناطق الضفــة وخدمات الاتصــالات والإنترنــت بها"،
في الوقــت الذي تواصل دولــة الاحتلال حرمان الشركات الفلسطينية المزودة لخدمات الاتصالات من استخدام الجيلين الرابع والخامس مما يلحق الضرر بقطاع الاتصالات الذي يعد ركيزة أساسية في تطور الاقتصاد.
وبدأت سلطات الاحتلال بالتعاون مع منظمات اســتيطانية، في تركيب كاميرات بمناطق ينابيع تابعة لمجلس مستوطنات "غوش عتصيون"، في الضفة الغربية، فيما تهــدف من وراء تركيب تلك الكاميرات لتوفير الحماية للمســتوطنين في تلك المنطقة، حيث توجد فيها 10 ينابيع ســطت عليها مســتوطنات "غوش عتصيــون"، ولا يوجد فيها استقبال للهواتف المحمولة، كما أنها شبه معزولة، وبعيدة عن التجمعات الاستيطانية.
ومن المقرر أن تبــث الكاميرات علــى مدار 24 ساعة، مباشــرة لغرف أمنية، لرصد ما يحدث في تلك المناطــق، لمنع وقوع أي حــادث أمني وإبلاغ الجهات الأمنية فــورا عند وقــوع أي حدث، كما تحتــوي كل كاميرا أيضا علــى مكبر صوت يمكن اســتخدامه لإعلام المســتوطنين بأي خطر على حياتهم أو أي حدث آخر غير عادي.
وفي إطار ما يســمى "إنقــاذ أراض" على أيدي الصنــدوق القومي اليهودي فــي الضفة، صادق مجلس ادارة الصندوق، الذي يرأسه الصهيوني المتطــرف أبراهــام دفدفاني على مشــروع قرار يقضي بشراء أراض من فلســطينيين في الضفة الغربية بهدف توسيع المستوطنات، رغم الخشية من معارضة دولية واسعة لهذا القرار بما في ذلك معارضة أصوات يهودية فــي الولايات المتحدة، التي ترى في الخطــوة توتيرا للعلاقة مع الأدارة الأمريكية الجديدة وتدخلا من شــأنه ان يقلص المســاعدات من المانحين، التي يتلقاها الصندوق المذكور.
وأثر تخوف مــن ردود فعل دولية توجه وزير الأمــن الاســرائيلي بينــي غانتس الــى رئيس مجلس إدارة الصندوق بطلــب تأجيل المداولات فــي مجلــس ادارة الصندوق حول قرار شــراء الأراضي في الضفة الغربية بشكل رسمي، وطلب الانتظــار لفترة مــن الوقت كي يكــون بالإمكان دراســة الموضوع وتبعاتــه، وذلك بعــد أن أثار القرار المبدئي للصندوق القومي اليهودي، ردود فعل متباينة بين مؤيدة ومعارضة، في الأوســاط اليهودية داخــل وخارج إســرائيل، حيث دعت وزارة الخارجيــة الأمريكيــة فــي تعقيبها على القرار، إلى تجنب الخطوات الأحادية التي تؤدي إلى تفاقــم التوترات وتقوض الجهــود المبذولة لتحقيق "حل الدولتين".
وكان الصندوق القومــي اليهودي قد خصص قبــل عامــن مبالغ ماليــة كبيرة لشــراء أراض فــي الضفة الغربيــة، في وقت عارضــت منظمة "أمريكيون من أجل الســام الآن " بشدة القرار، وتعهدت بعدم الوقوف صامتة، وشاركتها منظمة "جي ســتريت" اليهوديــة الأمريكيــة، الرافضة للقرار ، فيمــا دعمت "المنظمة الصهيونية لأمريكا" قرار الصندوق القومي اليهودي بشــدة ، وقالت إنه جاء متأخرا.
وفــي ســياق سياســة التضييــق علــى الفلســطينيين وتنفيذ "سياســة التطهير العرقي الصامت" التي تمارســها ســلطات الاحتلال في الأغوار الفلســطينية، لتهجير ســكانها وتحويل
مساحات واسعة من أراضيها لفائدة المستوطنات والنشاطات الاستيطانية ولفائدة مشاريع الضم، هدمت سلطات الاحتلال نحو 184 مبنى فلسطينياً ومنشــأة في الضفــة الغربية منذ مطلــع العام الحالي، ما أدى إلى تهجير أكثر من 300 شــخص، بمــن فيهم نحــو 160 طفــا، ولا تزال ســلطات الاحتلال تســعى لتهجير 9 عائلات تضم 60 فردا من بينهم 35 طفلا، جراء هدم منشآتهم في تجمع حمصة البقيعة البدوي في منطقة الأغوار، حيث أصبحت تلــك العائــات عرضة لخطــر متزايد بالتهجير القســري، في وقت تتفاقم فيه معاناة هذه العائلات بفعل فصل الشــتاء وموجة البرد الشديد.
وكانت الســلطات الإسرائيلية قد هدمت العام الماضي نحو 650 منزلا فلســطينيا ومبانٍ أخرى في الضفة الغربية بما فيها القدس الشــرقية، ما أدى إلى تهجيــر اكثر من 800 شــخصا، وجرت عمليات الهــدم بحجة افتقار معظــم المباني إلى تصاريح بناء إســرائيلية ، التي يكاد يســتحيل الحصول عليها. وســجلّت إســرائيل بذلك أعلى معدل لعمليات هدم المنازل في الســنوات الاربعة الاخيرة.
وفي النشاطات والمشاريع الاستيطانية أغلقت سلطات الاحتلال الاسبوع الماضي مناقصة لشق نفق أســفل حاجز قلنديا مصمم للسماح بانتقال المســتوطنين من مســتوطنات رام الله في بيت ايل وعوفــرا إلى إســرائيل، وإلــى جانب ذلك أصدرت وزيرة النقل الإســرائيلية ميري ريغيف بياناً أعلنت فيــه توقيع عقد مع شــركة "موريا" وتخصيص ميزانية خاصــة للمخطط التفصيلي لطريق الزعيم-العيزرية الذي من شأنه ان يغلق المدخــل الشــمالي لبلدتي العيزريــة وأبو ديس عنــد دوار مســتوطنة "معاليم أدوميــم" ليعزل بذلــك منطقة ) E 1) ويحولهــا الى مجال حيوي للنشاطات الاستيطانية لمنع التواصل بين وسط وشــمال الضفة الغربية مع الجنوب والسيطرة على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية، كما جرى إغلاق مناقصة لمشروع التفافي حوارة، وهو ما يعني أن العمل في بناء الشــارع في وقت قريب لتسهيل حركة مســتوطنات منطقة نابلس في يتســهار وايتمار وايلــون موريه، فضلا عن البؤر الاستيطانية المنتشرة في المنطقة وتحويل حركتهم الى شارع التفافي مخصص للمستوطنين دون المرور بالقــرى والبلدات الفلســطينية في المناطق.
ورصد التقرير الهجمات الأخيرة للمستوطنين، التي تصاعدت فــي محافظة نابلــس، من خلال قيام المســتوطنين بأعمال عربــدة واعتداء على المواطنين، وتمثل ذلك بإحراق ســيارات ورشق أخرى بالحجارة، مما تسبب بوقوع أضرار فيها، كما تعرض مواطنون للضــرب المبرح على أيدي المســتوطنين، الذين قاموا أيضا باقتلاع ما زرعه المواطنون من أشتال الزيتون وسرقتها.
وفــي النشــاطات الاســتيطانية لســلطات الاحتــال فــي محافظــات أخــرى فــي الضفة الغربية اصدرت ســلطات الاحتلال أمرا عسكريا بالاستيلاء على 19 دونما من أراضي قرية عزون عتمة في محافظة قلقيلية بهــدف بناء 66 وحدة استيطانية لصالح مســتوطنة "اورانيت" المقامة على أراضي القرية، فيما واصلت آليات الاحتلال تجريــف أراضٍ أخرى وهدم منازل فلســطينية، وأخطار أخرى بالهدم القريب في عدة مناطق في الضفة.