Al-Quds Al-Arabi

الضفة تدخل مرحلة الخطر الشديد مع تصاعد عدد إصابات كورونا وتغلق عشرات المدارس والصحة توصي بتشديد الإجراءات لأسبوعين

- غزة ـ «القدس العربي»:

لا يزال مســتوى الخطــر يرتفع فــي الضفة الغربيــة، مع تزايــد أعداد المصابــن بفيروس "كورونــا"، فيما شــرعت قوى الأمن بتشــديد الإجراءات لإلزام المواطنــن بتعليمات الوقاية. وفي غزة ورغم التسهيلات التي أدخلتها الجهات المختصــة في القطــاع على إجــراءات الوقاية، والســماح بفتح قطاعات مغلقة، ورفع الإغلاق الليلي، إلا أنها حذرت من مغبة تساهل المواطنين من الأخذ بإجراءات البروتوكول الطبي.

وأعلنــت وزيــرة الصحــة مي الكيلــة، عن تسجيل 11 وفاة و2100 إصابة جديدة بفيروس "كورونا"، و1096 حالة تعاف خلال الـ24 ساعة الأخيرة، وأشــارت إلى وجــود 101 مصاب في غــرف العناية المكثفــة، بينهــم 26 موصولون بأجهزة التنفس الاصطناعي.

وحســب المعطيات فقد قفز عــدد الإصابات حاجــز الـ 2000 إصابة، للمــرة الأولى منذ أكثر من شهر، بما يشــير إلى الخطر الذي يحذر منه المسؤولون عن قطاعات الصحة.

إلى ذلك ذكرت مصادر طبية أن لجنة الطوارئ فــي وزارة الصحــة أوصت الحكومــة باتخاذ سلســلة تدابير إضافية لمواجهة تفشــي رقعة الفيروس مــن جديد، من بينهــا فرض الإغلاق الشامل على الأقل لمدة أسبوعين.

وأكد المتحدث باســم الوزارة كمال الشخرة، خطــورة الوضــع الوبائي في الضفــة الغربية خــال الفتــرة الراهنــة، داعيــا المواطنين إلى الالتزام بالإجــراء­ات الوقائية والبروتوكو­لات الصحية، لافتا إلى أن تصاعد مؤشــر الإصابات من جديد راجع للمخالطة الكبيرة وعدم الالتزام بالبروتوكو­لات المعتمدة.

إلى ذلك تواصل نشــر قوات أمنية وشــرطة في المناطق التي تســجل فيهــا إصابات عالية، وإصابــات أخرى بالطفــرات المتحورة، خاصة في بيت لحم، لإلزام المواطنين بتعليمات الوقاية والإجراءات التي شددت مؤخرا، للحد من تفشي الفيروس.

وفي إطــار خطــة تطبيق "الإغــاق الذكي" أعلنــت مديرية التربيــة والتعليــم في جنين، تعليق الدوام في جميع مدارس ورياض الأطفال احترازيا بسبب وجود إصابات نشطة في بعض المدارس في عدد مــن المناطق والتجمعات. كذلك قرر محافظ بيت لحم كامل حميد، إغلاق مديرية الاقتصاد الوطني بســبب ظهور حالات مصابة

بفيروس "كورونا".

وأعلــن أيضــا محافظ ســلفيت، عبــد الله كميل، تعليق الدوام فــي كافة المدارس ورياض الأطفال في المحافظة، للتخفيف من حدة تفشــي الفيروس، كما قررت مديرية تربية نابلس إغلاق نحــو 80 مدرســة حكومية وخاصــة، ورياض الأطفال، بســبب تزايــد الاصابــات بفيروس "كورونا"، وطال الأمر عددا كبيرا من المدارس في عدة محافظات أخرى بالضفة.

وحذرت وزيــرة الصحــة من العــودة إلى فرض الإغلاق الشامل بســبب الارتفاع في عدد الإصابات، وأيضا ارتفاع نسبة الإشغال العالية بالمستشفيا­ت .

وكان الناطق باســم وزارة الداخلية غسان نمر، أكــد أن تعليمات صــدرت للأجهزة الأمنية بتشــديد الرقابة علــى الالتــزام بالإجراءات الوقائية للحد من تفشي "كورونا"، في ظل عودة المنحنــى الوبائي للتصاعد فــي الأيام الماضية، حسب الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة.

ولفــت إلى أن رئيس الوزراء محمد اشــتية، طالب الأجهزة الأمنية بالتشــدد في الإجراءات، ودعا المواطنــن للالتزام بإجراءات الســامة، وقــال "آمل ألا نضطر إلى إجراءات أشــد، ولكن نحن نراقب الأمور يوما بعد يوم".

وأوضح أن التشــديد ســيكون فــي ضمان تطبيق الإجراءات المقــرة حكومياً في 3 محاور، وهــي الأفــراد ووســائل النقــل، والتنقل بين المحافظات، والمؤسسات والمحال التجارية.

وأضاف: "بدأ العمــل من قبل الأجهزة الأمنية للتأكد مــن تطبيق التعليمات الصادرة عن لجنة الطوارئ، علــى صعيد تطبيق الأفراد لإجراءات الوقايــة والســامة، وضمــان وضــع الكمامة والالتــزا­م بالحمولــة وإجــراءات الوقاية في مركبــات النقل العام والخاص، بما يشــمل منع التنقل بين المحافظــا­ت. والجانب الثالث يتعلق بالمؤسسات التي تســتقبل المواطنين والزبائن ومــدى التزامهــا بالبروتوكـ­ـولات الصحيــة، والإجــراء­ات المنصــوص عليها فــي القرارات الحكومية".

وبيّن الناطق باسم وزارة الداخلية أن الفترة المقبلة لن تشــهد تهاوناً في تحرير المخالفات لمن لا يلتزم بالتعليمات الصادرة عن الحكومة على صعيد الأفراد أو المؤسســات والمحال، مشــيراً إلــى أن قــرار تمديد فتــح المنشــآت التجارية كانت فيه مراعاة للحركة التجارية في الســوق الفلســطين­ية، وللمواطنين الذين لم يكن لديهم الوقــت الكافي لاقتناء الاحتياجــ­ات في الفترة التــي تقع بــن خروجهم مــن العمــل وموعد الإغلاق المســائي الذي كان محدداً عند السابعة مساء، إضافة إلى التقليل من الازدحام المروري والاكتظاظ داخل المحلات.

وحول إمكانية تشديد الإجراءات، أكد غسان نمر أن كل الســيناري­وهات ستبقى مطروحة في حالة ازدياد أعداد المصابين بالعدوى، لأن الهدف الأساســي من كل الإجراءات هو حماية المواطن وضمان سلامته، والحيلولة دون تخطي القدرة الاستيعابي­ة في المشافي الفلسطينية.

وأضاف "المؤشــرات الآن تؤكد وجود ضغط كبير في المشافي لا سيما تلك المخصصة لاستقبال مرضى "كورونا"، ولتفادي أية أزمات من الممكن أن تطلب اللجنة الوبائية رفع توصية للحكومة بتشديد الإجراءات أكثر.

وفي غــزة، قــال رئيــس المكتــب الإعلامي الحكومي، ســامة معروف، إن قطاع غزة يشهد حالة تخفيف بشــكل شــبه كامل، وأضاف "إن أردنا اســتمرار هذه الحالة والعودة إلى الحياة بشــكلها الطبيعي، فعلينا الالتزام على الصعيد الشــخصي بإجــراءات الوقاية مــن فيروس كورونا"، وأشار إلى أن حالة التراخي قد تعيدنا إلى تقييد الحركــة والحظر المســائي، وإغلاق بعض القطاعات.

وبشأن قرار فتح صالات الأفراح، لفت إلى أن وزارة الصحة حددت مســافة مترين للشخص الواحــد داخل الصالات، منوهــاً إلى أن خطوة فتح بعض صالات الأفراح، وإبقاء غيرها مغلقة، كلها تخضع لمسار تقييم ودراسة.

وأقرت وزارة التربية والتعليم آلية الدراسة للفصــل الثاني من العام الدراســي ‪2021/ 2020‬ الذي سيبدأ بتاريخ 27 فبراير/ شباط، وقالت في بيان صحافي،، إنه سيتم الاستمرار بالعمل في التعليم المدمج الذي يجمع بين التعليم الوجاهي والتعليــم عن بُعــد، ويكون الــدوام الوجاهي بالتنــاوب بــن المجموعتين )أ، ب( باســتثناء الشُــعب التي يقل عدد طلابها عــن )25( طالباً فيسمح لهم بالدوام الكامل.

وأشــارت إلى أن العمل التدريســي سيكون مع الالتــزام الكامــل بالبروتوكـ­ـول الصحي، وأوضحت الوزارة أنه في حالة تعطل الدراســة في عمــوم أو بعض المدارس بســبب "كورونا"، فســيتم اتبــاع عــدة إجــراءات وهــي تقديم المعلمين لدروســهم عن بُعد من خلال الصفوف الافتراضية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom