Al-Quds Al-Arabi

تقرير رسمي: النساء المغربيات أكثر تضررا من الوباء في الصحة والعمل

- الرباط ـ «القدس العربي»:

أوضحــت الســلطات المغربيــة أن النظــام والانســيا­بية المميزيــن لحملــة التطعيم ضد «كوفيــد 19» مكنا لحدود الخميــس من إعطاء اللقاح لأكثر من ثلاثة ملايين من المواطنين. فيما كشفت مؤسسة رسمية عن الانعكاسات السلبية للجائحــة على النســاء العاملات خــال فترة الحجر الصحي.

وخــال انعقاد المجلــس الحكومــي، أمس، اعتبر رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، أن النجاح الذي حققته حملة التطعيم ضد فيروس كورونا في المغــرب «إنجاز كبيــر يحق لجميع المغاربة أن يفتخــروا به» مثلما جــاء في بيان تلقت «القدس العربي» نسخة منه.

وأشاد بالنظام والانسيابي­ة اللذين قال إنهما

يطبعان الحملة التي مكنــت إلى حدود الآن من تطعيم أكثر مــن 3 ملايين من المواطنــن، مثنياً على جهود الكوادر الصحية والأمنية والعاملين في إدارات الأقاليم. وجدد تحذيره بشأن ظهور تحديات جديدة في المحيط الإقليمي والجهوي، والمرتبطة بالســالات الجديدة مــن الفيروس، وقال: «لا بد من الاســتمرا­ر فــي الحذر والرصد واليقظة ». كما قال إن الحكومة ملتزمة بالإنصات للعاملين في كافة القطاعات، لا ســيما المتضررة منها من تداعيات جائحة كورونا، وحريصة على التواصل والتفاعل معهم قدر المستطاع.

وانكب مجلس الحكومة على دراسة مشاريع مراسيم مرتبطة بمعالجة التداعيات الاقتصادية والاجتماعي­ة لتفشــي جائحة فيــروس كورونا «كوفيد-19» تخص القطاعــات المهنية المتعلقة بالقاعات الرياضية الخاصة، وبمراكز الحضانة الخاصة، وبالصناعات الثقافية والإبداعية.

وأفاد تقرير «للمندوبية السامية للتخطيط» )هيئة إحصاءات رســمية( حول «تحليل حسب النــوع الاجتماعــ­ي لتأثير جائحــة كوفيد-19 على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والنفســي للأسر» بأن الأسر التي ترأسها نساء عانت أكثر فــي الولوج إلى الرعاية الصحيــة من تلك التي يعولها رجال، وذلك خلال فترة الحجر الصحي.

وحســب التقرير، فإنــه حتى قبــل الولادة يواجه الأطفال المنحدرون من أسر تعيلها نساء وضعية من عدم تكافؤ الفرص تفاقمت بســبب الأزمة، حيث أشــار إلى أن الأســر التي تعيلها نســاء ذكرت أنهــا واجهت خــال فترة الحجر الصحــي صعوبة فــي الولوج إلــى الخدمات الصحيــة. وذكر التقرير أن الفــارق في الولوج إلى رعايــة الصحة الإنجابية بين هذه الأســر،

يعد أكثر شســاعة عندما تعيش هذه الأســر في الأرياف.

ورصــد التقريــر التأثيــر الاقتصــاد­ي والاجتماعي والنفســي لجائحــة كورونا على الأســر المغربية، حيث أظهر معاناة من نوع آخر عاشها عدد كبير من الأســر المغربية خلال فترة الحجر الصحي بســبب طبيعة ســكنها، فأظهر أن 21 في المئة من النســاء مقابــل 16,4 في المئة من الرجــال، عبرن عن معاناتهــن، في كثير من الأحيان، من الاكتظاظ داخل المسكن» أثناء فترة الحجر الصحي، وهو ما فرض على بعض الأسر أن يعيــش ثلاثة من أفرادها فــي غرفة واحدة، لساعات طويلة وبشــكل متواصل ليلاً ونهاراً، بفعل قرار الحجــر الصحي الذي اتخذته الدولة من أجل مواجهة تفشي جائحة كورونا.

وعلقــت صحيفــة «المســاء» علــى ذلك في افتتاحيتهـ­ـا أمــس بالقــول إن الإحصائيــ­ات الصادمة التي كشــفت عنها «المندوبية السامية للتخطيط» تظهر حجم الاستهتار الذي تعاملت به الحكومــات المتعاقبة على تســيير البلاد مع ملف الســكن الهام، من خلال حشر آلاف الأسر في صناديق إســمنتية ضيقة لا يتجاوز حجمها في بعض المدن الكبــرى كالدار البيضاء 48 متراً مربعاً، لا يمكن بأي حال من الأحوال، أن تضمن لهم العيش الكريم.

وأضافت قولها: «اليوم، أصبح من الضروري على الدولــة أن تعيــد النظر في ملف الســكن الاجتماعي الذي خصصت له امتيازات ورصدت له ملايين الدراهم، وأظهرت التجربة أنه لا يمكن أن يوفر الاســتقرا­ر الاجتماعي والنفسي للأسر غياب البدائــل والتهاب أســعار العقار نتيجة المضاربات».

وكشــف تقرير الهيئــة عن تدهــور الوضع المالي للنســاء خلال فتــرة الحجــر الصحي، بســبب هشاشــة وضعيتهن في ســوق العمل. وقالت المندوبية الســامية للتخطيط في التقرير الذي أصدرته بشــراكة مع «هيئة الأمم المتحدة للمســاواة بين الجنســن وتمكين المــرأة» أنه «عموماً وفي خضم الأزمة شــكلت الأجور مصدر الدخل الرئيس بالنسبة لـ 18 في المئة من الأسر التي ترأسها نســاء، مقابل 25,5 المئة من الأسر التي يرأسها رجال.

وأشــار إلى أن هذا الأمر يبقى صحيحاً بغض النظر عن وسط الإقامة أو قطاع النشاط أو الفئة المهنية. وعــزا الفرق بين الرجال والنســاء إلى طبيعة المناصب التي تشغلها المرأة، والتي تبقى أقل أهمية» من تلك التي يشــغلها الرجال، لذلك تتم التضحية بهن أولاً عند وقوع الأزمة.»

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom