Al-Quds Al-Arabi

برلين تشهد مداهمات وعمليات تفتيش واسعة بعد حظر جماعة سلفية متطرفة

- برلين ـ «القدس العربي» من علاء جمعة:

قامــت الشــرطة الألمانية، أمــس الخميس، بتنفيذ عمليات مداهمة وتفتيش في عدة أحياء في برلــن وبراندنبور­غ وذلك بعد حظر جمعية سلفية متطرفة. واعتقلت الشرطة أحد المشتبه بهم، في حين ما زالـــت عمـــليات التفتـــيش قائمة.

وشــارك أكثر من 850 عنصر شرطة وأمن في العملية واســتعانت الأجهزة بـــ 26 آلية وذلك بعد إعلان ســلطات المدينة قــرار حظر جماعة الجهاد الســلفية )جماعة برلين( المعروفة باسم توحيد برلين».

وبدأت المداهمات في عــدة أحياء في مناطق العاصمة الألمانية حيث جــرت عمليات تفتيش واســعة داخــل مقــر الجمعيــة والعديــد من البيوت وصادرت العديد من أجهزة الحاسوب والمستندات، في إطار البحث عن أدلة.

ووفقــا لصحيفة «بريلينر مورغن بوســت» الألمانية أصــدر وزير الداخليــة المحلي لولاية برلين أندريــاس غايزل قرار الحظــر بعدما تم اســتيفاء أســباب حظر الجمعية، حيث تدعو إلى قتــل الناس من مختلف الأديــان واليهود، ودعم الجهاد المسلح والهجمات الإرهابية على المدنيين، ونشــر فكر تنظيم الدولة الإسلامية. كما ترفــض الجماعــة الديمقراطي­ة وســيادة القانــون وتنكر مؤسســات الدولــة كالقضاء والشرطة.

وأحد أشــهر المنضمين للجمعية هو سفيان أ، أحد أصدقاء أنيس عمــري منفذ هجوم الدهس المــروع في برلين في عام 2016، الذي كان يتردد على مسجد فصلت التابع للجمعية.

يذكر أن العمري سرق شــاحنة في التاسع عشر من كانون أول/ديســمبر عام 2016، ونفذ بها هجوم الدهس في أحد أســواق عيد الميلاد بالعاصمة برلين، ما أســفر عن مقتل 11 شخصا وإصابة عشرات آخرين.

وبالرغم من إغلاق الشــرطة لمسجد فصلت بعد حادثة العمري، إلا أن الشــرطة تشــك في مواصلة الجمعية عملهــا وعقد عدة اجتماعات في بيوت أعضاءها.

وفي حين ذكــرت صحيفة بيلــد الألمانية أن هدف الغــارة الأمنية التي بدأت منذ الســاعة السادســة صباحــا بالتوقيت المحلــي هدفت إلى البحث عــن أي أدلة قد تبين نشـــاط هذه الجمعية، حيـــث تعتـــقد الشرطة بوجـــود صلات لها مع داعش. ووفقا لبيلد فقد تم اعتقال شــخص واحد لغاية الآن، فيما وصلت سيارة إســعاف إلى منطقة تير غارتين في برلين، وهي من المناطق التي شــهدت أيضا مداهمات أمنية، ثم غادرت دون مريض، دون معرفة أي تفاصيل أخرى.

رئيــس نقابــة الشــرطة في ولايــة برلين، نوربــرت ســيوما صــرح لصحيفــة «برلينر مورغين بوســت» أن هــذه العملية الواســعة النطاق مهمــة، حيث أن برلين ما تزال في محور الإرهاب الدولي، ولهذا السبب من المهم القضاء بشدة على أي إمكانات متطرفة في مهدها.

وكان مكتب حماية الدستور )الاستخبارا­ت الداخلية الألمانية( قد أصــدر توصيات بالفعل بالحظر حســب الصحيفة الألمانية، حيث جمع مواد تجريم واسعة النطاق. يلخص أمر الحظر

بالتفصيل في 100 صفحة. ويتضمن ذلك العديد من البيانات التــي تم الإدلاء بها في الأحاديث والمحادثــ­ات التي تظهر مدى تطــرف الجماعة وتمجيد العنف، حسب صحيفة «برلينر مورغن بوست .»

وقــال بيان لمجلــس الشــيوخ إن الجماعة المستهدفة روجت «لعقيدة الاستشهاد» وأيدت فكر تنظيم الدولة الإسلامية ورفضت الدستور الألماني ودعت إلى تطبيق الشــريعة باعتبارها القانون الشرعي الوحيد.

وقال تورســن أكمان وكيل وزارة الداخلية في برلين في بيان إن المجموعة تشــمل «معادين بشدة للسامية يدعون لقتل اليهود.»

وقــال بيــان مجلــس الشــيوخ إن أعضاء وعضــوات بالجماعــة غيــر المســجلة كانوا يجتمعــون بانتظام فــي المتنزهــا­ت والمنازل الخاصة للتلقين والصلاة ونشــر فكر الجماعة عبــر الإنترنت وتوزيع منشــورات في الأماكن العامة.

قالــت وكالة المخابرات المحليــة في تقريرها الســنوي العام الماضي إن عدد الســلفيين في ألمانيا ارتفع إلى مســتوى قياســي بلغ 12150 في 2019، في زيــادة تتجاوز ثلاثة أضعاف منذ .2011

ويذكر أن سياسيين طالبوا الحكومة بفحص إمكانية عمل سجل للمســاجد ومراقبة الخطب من أجل التصدي للتطرف وتمجيد العنف.

وجاء في وثيقة موقف تعتزم مجموعة عمل معنية بالشــؤون الداخلية بالكتلــة البرلمانية للاتحاد عرضهــا للنقاش، أنه يجب فحص «إذا ما كان ممكنا إدخال ســجل للمساجد على نحو مطابق للدستور في ألمانيا أم لا، وكذلك الطريقة التي يمكن من خلالهــا القيام بذلك“. ويفترض لأجل ذلــك توســيع صلاحيات جهــاز حماية الدستور، الاستخبارا­ت الداخلية بألمانيا.

وتجدر الإشــارة إلى أن الاتحاد المســيحي يتكــون مــن الحــزب المســيحي الديمقراطي الذي تنتمي إليــه المستشــار­ة الألمانية أنغيلا ميركل والحزب المســيحي الاجتماعي في ولاية بافاريا، ويشــكل الاتحاد مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي الائتلاف الحاكــم في ألمانيا. وكان الباحــث الألمانــي في شــؤون الإرهــاب بيتر نيومان، في تصريحات نُشــرت أمس الخميس في صحيفة «أوغسبورغر ألغماينه تسايتونغ» إن «تنظيم الدولة الإسلامية» لم يعد قادرا على تنفيذ هجمات معقدة.

وقــال نيومان، أســتاذ الدراســات الأمنية للصحيفــة إن تنظيــم داعش لم يعــد بإمكانه تنفيــذ عمليات يســتغرق التخطيــط لها زمنا طويــا ، مثلما حدث فــي باريس عــام 2015. ويرى نيومان أن فقدان الســيطرة على أجزاء مــن العراق وســوريا هو أحد الأســباب وراء إضعاف التنظيم. وقــال نيومان إن الخلافة لم تعد موجــودة. وأضاف أنــه دون هذا الجذب، ســيكون من الأصعب بكثير على تنظيم الدولة تجنيد مقاتلين جدد.

 ??  ?? إحدى عمليات المداهمة والتفتيش التي قامت بها السلطات الألمانية في برلين )أرشيفية(
إحدى عمليات المداهمة والتفتيش التي قامت بها السلطات الألمانية في برلين )أرشيفية(

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom