Al-Quds Al-Arabi

واشنطن تحذر طهران أن «صبرها محدود» وموسكو تطالب إدارة بايدن باتخاذ خطوات ملموسة لإنقاذ الاتفاق النووي

البحرين وإسرائيل يؤكدان ضرورة مشاركة دول المنطقة في مفاوضات مع إيران

- لندن ـ «القدس العربي» ـ وكالات:

أكــدت الولايــات المتّحــدة، الأربعــاء، أنّ «لصبرها حــدوداً» فــي غياب ردّ مــن إيران حتّى الآن على اقتــراح أوروبي لعقد مباحثات أمريكية إيرانية مباشــرة بهدف إحياء الاتفاق النــووي الإيرانــي. وردّاً على ســؤال لمعرفة إلى متى ســيبقى العرض الأمريكي للحوار مع إيران مطروحاً علــى الطاولة، قــال المتحدّث باســم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس للصحافيين، إنّ «لصبرنا حــدوداً.»! وأضاف أنّ العودة إلى «فرض قيود على برنامج إيران النووي يمكــن التحقّق منهــا ودائمة» وتمثّل «تحدّياً ملحّــاً ». وتابع: «لكننا نعتقد والرئيس )جــو بايدن( كان واضحاً في هذا الشــأن، أن الطريقــة الأكثــر فعالية لضمان عــدم امتلاك إيران لسلاح نووي أبداً هي عبر الدبلوماسي­ة، وهذا ما نقوم به الآن». وقالت المتحدثة باســم البيت الأبيض جين ســاكي: «ننتظر لمعرفة ما سيكون ردّ إيران على الدعوة الأوروبية.»

وكانــت إدارة بايدن أعلنت قبل ســتّة أيام قبولها دعــوة وجّهها الاتحاد الأوروبي إلى كلّ من واشنطن وطهران لعقد اجتماع غير رسمي للأطراف التي أبرمت الاتفاق النووي الإيراني في عام 2015، وذلك بهدف إحياء هذا الاتفاق، لكن السلطات الإيرانية لم تردّ بعد على الدعوة الأوروبية.

وتراجعــت إيــران عــن تعهّــدات قطعتها بموجب الاتفاق النووي بعدما انســحبت منه

واشــنطن أحادياً في 2018 في عهــد الرئيس الســابق دونالــد ترامــب، الذي أعــاد فرض عقوبات علــى الجمهورية الإســامية أرهقت اقتصادها. ويرمي الاتفاق المبرم في عام 2015 بين إيران والدول الكبــرى )الولايات المتحدة وروســيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا( إلى منع الجمهورية الإسلامية من امتلاك قنبلة نووية عبر فرض قيــود صارمة على برنامجها النووي لحصره بالأطر السلمية والمدنية.

ورفضــت إدارة بايدن حتّى الآن مناقشــة أيّ بوادر حسن نيّة تســبق لقاء مع السلطات الإيرانية. وفي هذا الإطار، قال برايس إنّه فيما يخــصّ «تفاصيل ما يمكن أن يكــون مطروحاً على الطاولة في المستقبل، نحن نريد مناقشته مع شركائنا، في سياق العرض الأوروبي بشأن إجراء «محادثات مع الإيرانيين». كذلك، رفض المتّحدث باســم الخارجية الأمريكية الربط بين عــودة الولايات المتّحدة إلــى اتفاق عام 2015 وإفراج الجمهورية الإســامية عــن مواطنين أمريكيــن «محتجزين ظلماً». وقال: «ليســت لدينــا أولوية أعلــى من عودتهــم». وأضاف: «لكنّنــا لا نريد ربط مصيرهم بمشــكلة معقّدة وصعبة ويمكن أن تمتدّ علــى المدى الطويل.» وجاء هــذا التصريح بعدما طالب عدد من قادة الحزب الجمهــوري الرئيس الديمقراطي بعدم العــودة إلى الاتفــاق مــن دون الحصول من طهران على الحرية لهؤلاء المعتقلين.

فــي المقابــل، أكد نائــب وزيــر الخارجية ســيرجي ريابكوف، أن بلاده ترى أن الفرصة

سانحة لإعادة إحياء الاتفاق النووي، واقترح نهجــاً متزامنــاً يتضمن خطوات «ملموســة» تقوم بهــا إدارة بايدن للمســاعدة في كســر حالة الجمود القائمة مــع إيران. ونقلت وكالة «بلومبــرغ» للأنبــاء عــن ريابكــوف القول: «هناك فرصــة قائمة الآن، لم تكن موجودة منذ فترة طويلة». وأشــار إلى أن الولايات المتحدة يمكن أن تظهــر التزامهــا بإعــادة الانضمام للاتفــاق النــووي بالبدء برفــع التجميد عن أصــول إيــران وصادراتها من النفــط، بينما تقوم إيران مــن جانبها بالعــودة التدريجية للامتثــال للاتفــاق. ورجحــت «بلومبرغ» أن تواجه الجهود الروســية لتسوية الأمر تشككاً كبيراً من جانب واشــنطن، بالنظر إلى علاقات موســكو الوثيقة مع إيران والتوترات العميقة مع الولايات المتحدة وأوروبا. وأشار ريابكوف إلى أنه من الممكن عقد محادثات بين إيران وما يسمى بمجموعة ‪+1 5‬)الصين وروسيا وفرنسا والمملكة المتحدة والولايــا­ت المتحدة وألمانيا( الشهر المقبل.

وفي سياق متصل، أكد كل من الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولــي العهد البحرين رئيس الــوزراء، ورئيــس وزراء الاحتــال بنيامين نتنياهو، في اتصــال هاتفي جرى بينهما أمس الخميس، على أهمية مشــاركة دول المنطقة في أية مفاوضات بشــأن الملف النووي الإيراني. ووفقاً لوكالة أنباء البحرين )بنا( فقد تم خلال الاتصــال التأكيد على «أهمية )...( أن تشــمل هــذه المفاوضات مواضيع أوســع، لما لذلك من

أرشيفية تعود لسنة 2015 لمفاوضات الاتفاق النووي الأوروبية الأمريكية الإيرانية دور هام في ترسيخ أســس الأمن والاستقرار بالمنطقة .»

وتم خلال الاتصال بحث فرص الاســتثما­ر المشــترك في المجال الطبي بما يســهم في رفد

وتطوير القطاع الصحي في البلدين. كما جرى استعراض مجالات التعاون الثنائي وعدد من المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

وذكــرت الصفحة الرســمية لنتنياهو على

موقع «فيســبوك» أن ولي العهد البحريني كرر دعوته لنتنياهــو لزيارة البحريــن، وأنه تم الاتفاق على أن يزور رئيس الوزراء المملكة في أول فرصة وفقاً لوضع تفشي كورونا.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom