Al-Quds Al-Arabi

إلى بايدن وإدارته: سياستكم تجاه إيران خطر يهدد أمن إسرائيل وأصدقائها العرب

- العميد احتياط يوسي كوبرفاسر

■ في ختــام زيارة قصيرة إلى طهران، على خلفية نية إيران منع مراقبــي الوكالة الدولية للطاقــة الذرية مــن إجراء رقابــة مفاجئة في مواقــع النووي المعلنــة، أفاد رئيــس الوكالة رفائيل غروسي، حســب التقارير، بأنه توصل إلى تســوية بموجبهــا يبقى مراقبــو الوكالة في الدولــة وتســتمر الرقابة، ولكــن بحجم ضيق. ورغــم محاولة بث النجــاح، يعدّ بيان غروســي مقلقاً ويبعث على تخوف شــديد من أن تحقــق إجراءات الضغــط الإيرانية هدفها: حمل الولايات المتحدة على العودة الســريعة إلى الاتفــاق دون إنجــازات ذات مغزى حيال الإيرانيين.

إن قــرار إيــران منــع الزيــارات المفاجئة لمراقبــي الوكالــة هــو الأخيــر في سلســلة خطوات اســتفزازي­ة في مجال النووي اتخذها الإيرانيون وفقاً للقانون الــذي تبناه البرلمان الإيراني في كانون الأول الماضي بهدف ممارسة الضغــط على الغــرب لإلغــاء العقوبات على الدولة والعــودة إلى الاتفاق النــووي، الذي يسمح لإيران بالتقدم بسرعة إلى سلاح نووي في غضون عشر سنوات، دون تخوف من عمل عســكري أو ضغط اقتصادي على النظام. في إطــار هذه الخطــوات، بدأت إيــران تخصيب اليورانيــ­وم إلى مســتوى عال بمعــدل 20 في المئة، مما يقربها إلى مستوى التخصيب اللازم للاستخدام العسكري. ومنذ دخول بايدن البيت الأبيض، يتخذ الإيرانيون هذه الخطوة بعيدة المدى كي يشــككوا بفرضيــة الإدارة الجديدة بأن بوســعها تحقيق اتفاق متجدد ومحســن بين إيــران والقوى العظمــى. الإيرانيون، مثل المتاجريــ­ن في البازار، يشــخصون حماســة الإدارة للعودة إلــى الاتفاق كضعف، وهم رغم ضائقتهم الاقتصادية ودونيتهم العســكرية، لا يعتزمون تقديم مقابل أعلى عن الثمن الأصلي، بــل يبثون بــأن «البضاعة» ســتنفد قريباً كي يضغطوا «الزبون».

وعلى خلفية قلــق وتحذيــرات من جانب الولايات المتحدة وأوروبا، عاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وأوضح بأن ليس لإيران نيــة للبحث في اتفاق نــووي آخر. كما أن الزعيــم الأعلى لإيران علــي خامينئي، قال إن إيران يمكنهــا أن تحقق ســاحاً نووياً إذا

أرادت ذلك. وبالتــواز­ي، أطلقت صواريخ نحو الســفارة الأمريكيــ­ة في بغداد، وذلــك بعد أن أطلقت مؤخراً صواريــخ نحو قاعدة في مدينة أربيل شمالي الدولة.

شيء من كل هذا لا يمنع الإدارة الجديدة في واشنطن من التمسك بنيتها العودة إلى الاتفاق النووي الخطير والقيام ببــادرات طيبة تجاه إيران وفروعها، بــدءاً بازالة الحوثيين، حلفاء إيران فــي اليمن عن قائمــة منظمات الإرهاب؛ وإزالة القيود عــن الدبلوماسـ­ـيين الإيرانيين المقيمين في الولايات المتحــدة، وحتى الإعلان عن الشــروع في مفاوضات مع إيران على شكل العودة إلى الاتفاق.

انطلق القطــار من المحطة منــذ زمن بعيد، وعلى إســرائيل أن تعمل بســرعة وبتنســيق مع أصدقائهــا العرب كي توضــح للأمريكيين المخاطــر على أمنهــا وأمن أصدقائهــا في هذه السياســة، والتي بموجبها تتخلــى الولايات المتحــدة عن روافــع الضغط التــي لديها على إيران قبل دخول محتمــل إلى مفاوضات معها. ينبغي إيجاد السبيل بل وربما من خلال تشديد العقوبات، لإلزام إيران على قبول اتفاق يمنعها من الوصول إلى قدرة للتزود بســاح نووي. لقد نشــرت حركة الأمنيين مؤخــراً توصياتها للإدارة الجديدة في الموضــوع الإيراني، ولعل الوقت حــان لأن يقترح على أصحــاب القرار في إســرائيل أيضاً مراجعة الوثيقــة، أو على الأقل وضع سياســة مرتبة وثابتة على خلفية التطورات.

معاريف 2021/2/25

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom