«التطعيمات مقابل الدبلوماسية»... الدوري الإسرائيلي: «مجموعة السفارات» إلى النهائي... والفلسطينيون خارج الملعب
■ يتبــن أن هناك خياراً وفقوســاً حتى فيما يتعلق بتوزيــع محتويــات القمامــة لصناديــق المرضى. في الأســبوع الماضي انعقــدت اللجنة الفرعية للسياســة والاستراتيجية برئاسة عضو الكنيست تسفي هاوزر، لمناقشــة ارســال تطعيمات للسلطة الفلســطينية. في النقاش، كشف مدير القســم الدولي في وزارة الصحة، دكتور يشــاي شــلمون، أن مئــات التطعيمــات تلقى فــي القمامــة يومياً. يــدور الحديث عن حقــن تطعيم لإســرائيليين تهربــوا مــن الموعــد الــذي تم تحديده لهــم. وأضاف شــلمون بأنــه «بدون تطعيم الســكان الفلسطينيين في يهودا والسامرة وغزة، لن نسيطر على الوباء». الاســتنتاج واضح: بدل رمــي التطعيمات في القمامة، يجدر إرسال بقايا التطعيمات الإسرائيلية إلى الفلســطينيين.علماء أوبئة يكررون بأن الإسرائيليين والفلســطينيين وحدة وبائية واحــدة. ولكن الأمور لا تبدو هكذا من خلال عدسات وسائل الرؤية الليلية التي يســتخدمها عضو اللجنة، عضو الكنيست آفي ديختر: «لا أعرف ما معنى تواصل وبائي واحد. بنفس الدرجة، يمكنك القــول بأن هناك تواصــاً صاروخياً واحداً بين غزة والضفة». الأمــر الوحيد المعزي في هذه التلاعبات اللفظيــة الضحلة هو الإدراك بأنــه ليس جميع العقول الثخينة في الجيش الإســرائيلي موجودة في معســكر اليسار.
في إســرائيل مثلما هي الحال في إســرائيل، لا يمكن الحديث عن بادرة حســن نية تجاه الفلسطينيين دون أن تجد نفســك تدير معركة فــي محاربة الإرهاب. حتى 5 آلاف حقنة تطعيم، التي صادق نتنياهو على إرسالها للسلطة الفلســطينية، أثارت معارضة . «آمل أن تفحص هيئة الأمن القومي من أعطى الأمر الذي اتخذه نتنياهو. علــى أي حــال، أريد أن أفهــم )في موضــوع غزة( هل تنــوي الحكومة المطالبة في هذا الســياق بإعادة جثث القتلى والأســرى؟» طلب هاوزر. من حســن الحظ أن عداء المســافات الطويلة، عضو الكنيســت نير بركات، كان هنــاك كي يفكر خــارج الصنــدوق، مثلما يفعلون فــي «الهايتيك». «نحن شــعب رحيم، وهــذا أمر جيد. ولكن يجب أن نكون أشــراراً مع الأشــرار». في الشرق الأوســط تعلمنا أن هذه القاعدة مفتــاح نجاحنا». ما معنى رحماء. لــن نغفر للفلســطينيين الذين أجبرونا على عدم تطعيمهم يوماً ما.من الواضح أن الفلسطينيين لا يســتحقون التمتع ببقايا تطعيماتنا. بالأحرى، على إســرائيل الاهتمام بتطعيمهم. دائمــاً هناك ذرائع: هذا بســبب حماس، ولأنهم لا يحترمون اتفاقات أوســلو. لا يوجــد أبداً حد أدنى من الســخاء أو الاحترام الكافي لتكون من البشــر، وتتخذ خطوة لبنــاء الثقة، وتكون شــريكاً.هذا الغبــاء وقســوة القلب غيــر محفوظين فقط من أجل نســبهما للفلســطينيين، فالســودانيون والإريتريون ومن ليســت لديهم إقامة في إســرائيل لا يســتحقون التطعيم في نظرنا. «لقد انتهى التخصيص لهذه المجموعة الســكانية» شــرح الموظفون في وزارة الصحة. من يســتحق وبحق التمتــع بفتاتنا؟ فقط من هو مستعد لأن يدفع ببضاعة دبلوماسية. لقد تم العثور على الصيغة: إذا أعطونا سفارة في القدس سيحصلون علــى التطعيمات، وإذا لــم يعطوا لــن يحصلوا. مثل غواتيمالا التي نقلت ســفارتها إلى القدس، وهندوراس التي أعلنت عن نيــة فعل ذلك، والتشــيك التي أعلنت عن نية فتح «مكتب دبلوماســي » في العاصمة. كم كانت ستكبر إســرائيل لو أعلن نتنياهو بأن إسرائيل تعتبر نفسها ملتزمة بالعمل بتعاون مع محمود عباس من أجل الدفع قدماً بعملية التطعيم للشــعبين اللذين يعيشــان بين البحــر والنهر. كم من المقاعــد الحقيقية كانت هذه الخطوة ســتجلبها له، بل ربما شــعرنا بالسكينة تحل على اتفاقات «إبراهيم».
هآرتس 2021/2/26