موريتانيا: حزب التكتل المعارض ينتقد الأوضاع ويدعو لحوار جاد
مع أنه مــن الأحزاب المهادنــة للرئيس الغزوانــي منــذ وصولــه للســلطة، فقد خرج المكتب التنفيــذي لحزب تكتل القوي الديمقراطية بزعامة أحمد داداه عن صمته، أمس، منتقداً، في بيان لمكتبه السياســي، الأوضاع في موريتانيا وداعياً لحوار جاد وشامل.
وبخصوص الأوضاع العامــة في البلد والآفاق المســتقبلية، أكد المكتب السياسي لحــزب التكتل «أنــه تدارس حالــة البلد وما تتطلبه من وعي وتبصــر، مع مراعاة الحالة الداخلية فــي موريتانيا والظروف الجيوسياســية والأمنيــة فــي منطقــة الســاحل خصوصاً، وفي العالــم عموماً، والحراك الاجتماعي المستمر في موريتانيا، والظروف المعيشــية الصعبــة للمواطن، وحالــة البطالــة المنتشــرة فــي صفوف الشباب الموريتاني .»
وتوقف المكتــب التنفيذي أمــام ملفات عشــرية حكم الرئيس السابق، حيث نوه بالدور الذي لعبتــه الجمعية الوطنية من تحقيق في بعض ملفات العشرية الماضية، بعد هبّــة إجماع وطنية غير مســبوقة في محاربة الفســاد، إلّا أنه يعتبر أن التعاطي البطــيء مع هــذه الملفات، ومــا رافقه من إعادة تدوير للمفســدين، قد يكون مخيباً للآمال الكبيــرة المعلقة علــى مكافحة هذا الدّاء العُضال، باعتبــاره الكابح الحقيقي لعجلة التنمية الاقتصاديــة والاجتماعية في البلد .»
وأعلن المكتب التنفيــذي لحزب التكتل عن «موافقته علــى خارطة الطريق المقدمة من طــرف منســقية الأحــزاب الممثلة في البرلمــان، الهادفة، حســب تعبيــره، إلى تنظيم حوار وطني شــامل من أجل بلورة عقد جمهوري، يقوم على مبادئ الإنصاف والعدالــة والمســاواة، ويُؤســس لنظام ديمقراطي صلب ومتجذر، ويُســهم بشكل بنّاء فــي الحفاظ على السّــلم الاجتماعي وتعزيز الوحدة الوطنية».
وأعلن حزب التكتل عن عزمه «الســعي الجاد لإيجاد إجماع واســع حول القضايا الوطنية الجوهرية، من خلال الحوار».
وبخصــوص محاربة الفســاد، طالب الحزب بإنشــاء لجــان تحقيــق برلمانية جديــدة للتحقيــق فــي ملفــات فســاد أخــرى، خاصة بعد ظهــور تقارير محكمة الحســابات وبعض التحقيقات الصحفية وكذا التســريبات الموثقة، إلــى أن تتمكن موريتانيا من القضاء على كارثة الفاســد ولينعم الشعب الموريتاني بخيراته بصفة عادلة».
وطالــب الحــزب الحكومــة «بالتدخل الفوري من أجــل التخفيف مــن الظروف المعيشية الصعبة للمواطنين»، مسجلاً أسفه لاســتمرار سياســة القمع ضد المتظاهرين الســلميين»، وداعياً «الســلطات لانتهاج سياســة الاســتماع والتفهم والتشاور مع المواطنــن، ممّا ســيضمن تســوية عادلة ومســتدامة لمظالمهم، بأســلوب حضاري»، حسب تعبير الحزب.