Al-Quds Al-Arabi

... و486 شخصاً يعانون من آثار القصف الكيميائي

- «القدس العربي» ـ وكالات:

يصــادف أمس الـــ16 مــن آذار/ مــارس، الذكــرى الـ33 لتعرض مدينــة حلبجة عام 1988 لقصــف كيميائي من قبل طائــرات النظام العراقــي الحاكم آنذاك، مــا أدى إلى مقتل نحــو خمســة آلاف مواطــن وجــرح أكثــر من عشــرة آلاف آخرين، إضافة إلى تشريد آلاف آخرين من سكان المدينة.

هوكــر صابر، أحــد الناجين من الهجــوم الكيميائي الذي تعرضــت له مدينة حلبجة الكردية قبل 33 عاماً، لكنه يحتاج إلى جهاز تنفس ليبقى على قيد الحياة.

صابر، الذي يتم ربطه بالآلة لأكثر من 20 ساعة في اليوم، كان يبلغ من العمر ثلاث ساعات فقط في ذلك الوقت.

ولا يــزال الهجوم يطارد حلبجة حيث أن ســكانها، الذين يقدر عددهم الآن بنحو 200 ألف، ما زالوا يناضلون من أجل العدالة ورعاية المرضى والبحث عن الأقارب المفقودين.

وقــال لقمان عبــد القادر، رئيس جمعيــة ضحايا الهجوم لوكالة «فرانس برس» «لا يزال هناك 486 شــخصاً في حالة خطيرة من الهجوم الكيميائي في حلبجة».

وبين عبد القادر الذي فقد ســتة من أفراد أسرته: «لديهم صعوبات في التنفس ومشاكل في البصر».

وأضــاف: «لم تقــم الســلطات العراقية بوضــع برنامج رعاية لمساعدتهم».

ولا تــزال عائلات حلبجة تحاول أيضًا العثور على أطفال فُقدوا وســط فوضــى الهجوم، حيث تم إيــواء العديد منهم ومعالجتهــ­م فــي إيــران، على بعــد 10 كيلومتــرا­ت فقط )6 أميال(.

وقال إيــاد عراس، رئيس لجنة حمايــة الطفل المحلية، إن «142 طفلاً ما زالوا في عداد المفقودين».

صويبــا محمــد، 60 عامًــا، من ســكان حلبجــة، اعتقدت لبعض الوقت أن العدالة ستتحقق.

وحتــى أنهــا ذهبت فــي عــام 2006 إلــى بغــداد للإدلاء بشــهادتها ضد ابن عم صــدام وأتباعه، علي حســن المجيد - الجنرال ســيئ السمعة المعروف باســم «علي الكيميائي» حيــث تم إعــدام المجيــد بعــد أربع ســنوات لإصــداره الأمر

بالهجــوم. لكن موتــه لم يعد الهــدوء لصويبــا، التي فقدت خمسة من أطفالها في المجزرة، ولا بصرها.

وقالت: «منذ ســنوات، وعد المسؤولون بإرسالي للخارج لإجــراء عمليــة جراحيــة حتى أتمكن فــي النهاية مــن رؤية وجوه أولادي الباقين على قيد الحياة». قالت بين التنهدات: «لكن لم يف أحدهم كلامه». كمــا بين إياد إســماعيل، أحد محامي أســر الضحايا، إن ما مجموعه 5500 من أقارب الضحايا رفعوا دعوى قضائية فــي 13 آذار/ مــارس 2018 على 25 شــركة وفــردًا أوروبيًا، بينهم عراقيون، قالوا إنهم ســاعدوا نظام صدام في تطوير مخزونه من الأسلحة الكيميائية.

وقال: «عقدت ثماني جلســات وســتكون الجلسة التالية فــي يونيو/حزيران» مضيفا: «سترســل اســتدعاءا­ت الى الشركات المذكورة التي طلبت الاطلاع على الادلة».

لكــن بالنســبة لعبد القــادر، الوقــت ينفد. وقــال إنه منذ ســقوط صــدام «استشــهد 116 مــن الناجين مــن الهجوم» وشهادتهم الحية على المذبحة معهم.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom